أعلنت بريطانيا عن إطلاق حزمة جديدة من الدعم للذين أجبروا على مغادرة منازلهم جرّاء الصراع الدائر في سوريا، والذي يدخل عامه الثامن.

وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بيني موردانت إن المشروع الجديد ، المنفّذ بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة World Food Programme، سيزوّد أكثر من 10,000 أسرة من هم أكثر ضعفاً بمساعدات نقدية تتيح لها توفير احتياجاتها الضرورية، كالمواد الغذائية واللوازم المنزلية، إضافةً إلى الأدوية الحيوية لسائر أفرادها. 

وهذا المشروع، المنفّذ بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة والباغ قيمته 79 مليون جنيه من ميزانية وزارة التنمية الدولية البريطانية الانسانية لمواجهة الأزمة السورية.

تحت خط الفقر

وتشير التوقعات إلى أنّ نحو 76% من اللاجئين السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وقالت موردنت إن من شأن هذا الدعم أن يضمن حصول الأسر على الموارد اللازمة لتأمين أبسط مقومات العيش، ومنعها من اللجوء إلى تدابير بائسة، كعدم تناول بعض الوجبات الأساسية لتوفير الطعام أو إرغام أولادها على العمل.

وأضافت الوزيرة البريطانية: سيمكّن هذا النهج الجديد الأشخاص الذين يعتمدون على الدعم البريطاني من القيام بخيارات مدروسة عند تحديد احتياجاتهم، وضمان تقديم المساعدات بطريقة فعالة. وسيعتمد على آخر تقنيات المسح الضوئي لشبكية العين، مقرونةً بأحدث المنشآت المصرفية اللبنانية، من أجل القضاء على كلّ أساليب الغش والاحتيال، والتأكّد من وصول المساعدات البريطانية فقط إلى الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة إليها.

وقالت موردانت: في العام 2017، وبفضل المساعدات البريطانية وغيرها من التبرعات العامة، قدمت بريطانيا شرياناً حيوياً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من العنف المتمادي في سوريا. ورغم دخول هذا الصراع المميت عامه الثامن، لا نزال نقف إلى جانب أبناء الشعب السوري لمساعدتهم في استعادة حياتهم، مانحين إياهم الأمل وفرصةً لبناء مستقبلهم.

وأكدت أن دعمنا تزويد الأسر التي تعيش في لبنان بمساعدات نقدية لشراء المواد الضرورية التي لا غنى لهم عنها؛ ما يسهم في القضاء على عمالة الأطفال وتوفير حياة كريمة يستحقها اللاجئين.

ترحيب شورتر 

ومن جهته، رحب السفير البريطاني في لبنان، هيوغو شورتر بالاعلان عن حزمة الدعم وقال في تصريح: مع دخول الصراع سنته الثامنة، لا تزال جهود المملكة المتحدة منصبة على توفير المساعدات للاجئين الفارين من الصراع السوري. سيساعد هذا المشروع الذي يشرف على تنفيذه برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة الأسرَ في تلبية بعض احتياجاتها الأشدّ إلحاحاً، فيما تواصل بريطانيا دعمها للبنان في مواجهة أزمة اللاجئين إلى حين عودتهم سالمين إلى ديارهم.

التعليم

ويشار الى ان بريطانيا تقف إلى جانب لبنان عمليا، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية التي سمحت بإنقاذ أرواح الكثيرين، قدمت كتباً مدرسية الى كل الطلاب المتراوحة أعمارهم بين 6-15 سنة فضلاً عن الدعم المالي والتكنولوجي الذي قدّمناه لوزارة التربية والتعليم العالي. 

بلغ مجموع المساعدات البريطانية لقطاع التعليم في السنوات الأربع المقبلة (2016-2020) إلى 160 مليون جنيه استرليني. كذلك، نساعد المجتمعات المحلية المضيفة في مختلف المناطق اللبنانية على مواجهة أعباء أزمة اللاجئين من خلال عقد الشراكات مع ما يزيد عن 270 بلدية.

كما بلغت قيمة الاستثمارات البريطانية في القطاع الأمني أكثر من 90 مليون جنيه منذ العام 2011، من خلال الدعم الذي قدمته للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. فضلاً عن الدعم الذي قدّمته في السنوات الثلاث الأخيرة للمركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي الى المشاريع الاجتماعية SoUK.LB ، ومشروع “إنتاج” الهادف إلى توفير فرص اقتصادية في البقاع والشمال لإزدهار لبنان؛ جميعها خير دليل على استمرار الشراكة القوية بين المملكة المتحدة ولبنان في السنوات القادمة.

ويشار في الختام إلى أن لبنان يحتل المرتبة الثانية من البلدان التي تتلقى المساعدات من المملكة المتحدة في الشرق الأوسط. بلغ دعم المملكة المتحدة للبنان منذ العام 2011 628 مليون جنيه استرليني لأمن وزدهار واستقرار لبنان.