القاهرة: غنّى مئات المصريين ورقصوا الاثنين تأييدا للرئيس الحالي في أول أيام الاقتراع في انتخابات الرئاسة والتي تخلو من المنافسة الحقيقية ومرجح فيها فوز عبد الفتاح السيسي بولاية ثانية.

وفي حي الهرم جنوب غرب القاهرة وبالقرب من أهرامات الجيزة رقصت النساء على وقع الطبلة ومن حولهن الناس تلوّح بالأعلام المصرية ويغنّون في انسجام.

خارج لجان الاقتراع حملت عربات نقل مكبرات صوت وسمّاعات وقاموا بتشغيل الأغاني الوطنية المؤيدة للدولة والجيش لحثّ الناخبين على المشاركة في التصويت.

وصاحت سيدة اربعينية ترتدي عباءة سوداء وتضع غطاء رأس أحمر وتلف رأسها بشريط يحمل الوان علم مصر "غصب عن أميركا .. تحيا مصر .. تحيا مصر بالجيش العظيم"، ولوّحت بعلم تحمله ثم وضعته على أكتافها.

وتجمّع عدد من عمّال شركة تنمية الصناعات الكيماوية في الهرم، ليس للإدلاء بأصواتهم لأنهم غير مسجلين في تلك اللجنة الانتخابية وإنما تهليلا للسيسي والهتاف للجيش والشرطة.

وبعد ان أزاح سلفه الاسلامي محمد مرسي في العام 2013 اثر تظاهرات جماهيرية كبيرة طالبت برحيله، تمكن السيسي من الفوز بسهولة بالانتخابات الرئاسية في العام 2014.

وتقول سحر نصر ( 41 عاما) "لقد تجمعنا جميعا مع مسؤولي النقابة (العمالية) وقلنا إن شاء الله نأتي إلى هذه المدرسة .. الشركة كلها ايد واحدة ورئيس الشركة وكلنا نحيي السيسي".

وأضافت الام لستة ابناء "لقد أتينا إلى هنا نحيي السيسي ثم ستذهب كل واحدة إلى لجنتها ثم نعود إلى العمل".

ويتعين على الناخبين الاختيار ما بين السيسي ومنافسه رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى وهو سياسي غير معروف للجمهور بعد أن خلت الساحة السياسية من المنافسين اذ انسحب البعض بسبب "المناخ غير الملائم" وتم أيضا القبض على البعض لاتهامهم بمخالفة القانون.

ولذلك قرر موسى الذي كان من أشد مؤيدي الرئيس المصري، الترشح في اللحظة الاخيرة لكي يجنبه أن يكون المرشح الوحيد في الانتخابات.

وفي آواخر يناير أعلن ائتلاف مصري سياسي معارض يضم عددا من الأحزاب والشخصيات السياسية المعروفة مقاطعته للانتخابات الرئاسية واصفا إياها "بالمشهد العبثي".

واجب التصويت

وقام بعض راكبي الدراجات البخارية اثناء مرورهم من أمام لجنة اقتراع بتوجيه الإهانة للمهللين من الناس واتهموهم بـ"الكذب" قبل أن يسارعوا الى المغادرة.

ومع حتمية فوز السيسي وعدم وجود خصم قوي له يبقى الاقبال على التصويت هو ما يشغل بال الرئيس.

على مدار الأسابيع الماضية وخصوصا الايام القليلة الماضية كان السيسي وحكومته بالإضافة إلى وسائل الإعلام المحلية المؤيدة للدولة جميعهم يدعون الجماهير للنزول والمشاركة في الاقتراع والتي بدورها اعتبروها وقوفا ضد الإرهاب.

وانتشرت قوات الجيش والشرطة حول المنشآت الحيوية والمقار الانتخابية التي اقيمت في المدارس لتأمين عملية الاقتراع خصوصا بعد الانفجار الذي استهدف الجمعة موكب مدير امن الاسكندرية واسفر عن مقتل عنصري شرطة.

وتوعد تنظيم الدولة الاسلامية بمهاجمة المنشآت ذات الصلة بالانتخابات والسياح في جميع أنحاء مصر.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 9,00 (7,00 ت غ) للانتخابات التي ستجري على مدى ثلاثة أيام لإتاحة أكبر فرصة ممكنة لقرابة 60 مليون ناخب (من إجمالي 100 مليون مصري هم عدد سكان البلد العربي الأكبر ديموغرافيا، للادلاء باصواتهم.

وكان الرئيس بين أول المقترعين حيث أظهره التلفزيون الرسمي يدلي بصوته في مدرسة بحي مصر الجديدة وسط إجراءات أمنية مشددة كما قام خصمه الوحيد موسى بالادلاء بصوته في مدرسة عابدين الثانوية في منطقة وسط المدينة ظهر اليوم.

وتقول بسمة شريف الثلاثينية والتي تعمل استاذة جامعية بكلية التربية الرياضية "منذ ثورة 2011 وأنا أعتبر أنه واجب وطني أن تصوت".

وكان الملايين من الشعب المصري على رأسهم الشباب خرجوا في ثورة 25 يناير وأسقطوا الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال 18 يوما، ليظل المصريون يعانون أعواما من العقبات الأمنية والاقتصادية ورؤساء وحكومات متعاقبة.

ولكن منذ انتخاب السيسي في 2014، هدأت الأحوال تدريجيا وقالت المعارضة إنه تم إسكاتها ووجه العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية الانتقادات للنظام بشأن الاساءة إلى حقوق الانسان.

ووقفت شاحنة تحمل مكبرات صوت في وسط ميدان التحرير الذي احتضن انتفاضة 2011 وتشغّل الاغاني الوطنية ويلتف حولها الشباب والشابات يرقصون ويلوّحون بالأعلام المصرية.

كذلك وضعت شاشة كبيرة يعرض عليها مقتطفات من خطب للرئيس الحالي يتحدث فيها بنبرة وطنية في الميدان الذي تجمع فيه المصريون منذ سبع سنوات يهتفون بسقوط مبارك.