نصر المجالي: يستكمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جولاته في عواصم القرار الغربية بزيارة لفرنسا وإسبانيا وذلك بعد ختام زيارته الراهنة الشاملة للولايات المتحدة، وذلك قبل العودة للرياض للمشاركة في القمة العربية المقررة في 15 أبريل.

وتحدثت مصادر دبلوماسية عن زيارة متوقعه لولي العهد السعودي لباريس حيث سيعقد لقاء قمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتركز البحث فيها على تعديل مسار العلاقات بين الرياض وباريس إلى نصابها الصحيح، حيث سياسة دقيقة جدًا في علاقات بلاده الإقليمية.

وقالت صحيفة (غولف نيوز) إن زيارة الأمير محمد بن سلمان تأتي "في لحظة معقدة في مسيرة العلاقات الفرنسية - السعودية". وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند قد أقام علاقات أوثق مع دول الخليج العربية، خصوصًا السعودية، فاتخذت باريس موقفًا متشددًا إزاء إيران خلال المفاوضات التي أسفرت عن توقيع الاتفاق النووي مع إيران.

قمة سابقة

ويشار إلى أن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، كان استقبل الأمير محمد بن سلمان حين كان وليا لولي العهد في يونيو 2916 الذي كان التقاه في زيارة سابقة بهدف إثبات تميّز الشراكة الفرنسية - السعودية الاستراتيجية الشاملة وتعميقها في قطاعات مختلفة، مثل الدفاع والطاقة والصحة والزراعة والصناعة والنقل والبنى التحتية والثقافة والأبحاث والرياضة بل أيضاً الإعلام والبيئة والسكن والسياحة والتراث.

وذكرت تقارير أن الأمير محمد بن سلمان الذي وثّق في الأشهر الماضية علاقات بلاده بالولايات المتحدة، وبرئيسها دونالد ترمب، مقابل سعب ماكرون إلى تحسين علاقات بلاده بإيران، سيشارك في منتدى اقتصادي يحضره رؤساء تنفيذيون لشركات عدة في البلدين.

زيارة إسبانيا 

وفي إطار السعي لعلاقات أفضل مع التكتل الأوروبي، يتوقع أن يزور الأمير محمد بن سلمان إسبانيا حيث يلتقي الملك فيليب السادس وكبار المسؤولين الإسبان، في خطوة تعزز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، خصوصًا بعد موافقتهما في فبراير الماضي على زيادة حجم الاستثمار في القطاعات الرئيسية، نتيجة مساعي اللجنة المشتركة السعودية - الإسبانية.

يذكر انه كان تم تأسيس صندوق استثماري بين رجال الأعمال في البلدين تصل قيمته إلى خمسة مليارات دولار للاستثمار المشترك في البلدين. وبلغ حجم الميزان التجارى بين المملكة وأسبانيا اكثر من 3.5 بليون دولار اميركي سنوياً وتعد المملكة العربية السعودية ثاني أكبر بلد في الشرق الأوسط تصدر لها أسبانيا بمبلغ 770 مليون دولار سنوياً. 

واشتملت حركة التبادل التجارى على منتجات الصناعة الكيميائية ومايتصل بها والمنتجات المعدنية واللدائن ومصنوعات الانسجة والمعدات الطبية والجراحية والمصنوعات الخشبية وسلع ومنتجات أخرى.

تبادل تجاري ضخم

وقال ألفارو إيرانزو، السفير الإسباني لدى الرياض، قوله: "يقف حجم التجارة بين البلدان عند عتبة 6.8 مليارات دولار، والمجال مفتوح لزيادته".

وأضاف إيرانزو: "تمر المملكة العربية السعودية في فترة مثيرة مع رؤية 2030، وإسبانيا على استعداد لتكون شريكًا قويًا في التنمية لإنجاح برنامج التحول الوطني، فلدينا مخزون كبير من الاستثمار، واتصالات جيدة مع المسؤولين السعوديين، ونرغب في استثمار ذلك للوصول إلى مستويات عالية جديدة في برنامج التحول هذا".

ويشار إلى أن العلاقات السعودية - الإسبانية مميزة على الصعد المختلفة، فالتعاون الأمني والسياسي بين البلدين لم يتوقف، خصوصًا على جبهة محاربة الإرهاب الدولي، وتحصين أمن البلدين من أي اختراق.

قمة الرياض

وفي ختام جولته، سيعود ولي العهد السعودي من جولته هذه ليشارك في أعمال القمة العربية الـ27 التي ستعقد في الرياض يوم 15 أبريل المقبل. 

وكان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أصدر بيانًا في 20 مارس الجاري أكد فيه أن الأمانة العامة للجامعة العربية تلقت إخطارًا رسميًا من الحكومة السعودية) بذلك، وأنها ستبحث سبل الحيلولة دون حصول إسرائيل على مقعد دوري في مجلس الأمن الدولي.

وأضاف أبو الغيط أن اجتماعات تحضيرية ستسبق مؤتمر القمة في الرياض، اعتبارًا من 9 أبريل المقبل.

وكان أحمد قطان، وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية، قد أعلن في 7 مارس الجاري عن إرجاء بلاده موعد القمة التي كان مقررًا عقدها نهاية مارس في الرياض. وأرجع قطان سبب تأجيل مؤتمر القمة إلى تزامن الموعد مع الانتخابات الرئاسية في مصر. 

اجتماعات تحضيرية

 وكان السفير عدنان الخضير الأمين العام المساعد للشئون الادارية والمالية منسق عام القمة أشار الى ان اجتماعات القمة يسبقها عدد من الاجتماعات التحضيرية لوزراء الخارجية ووزراء المالية والاقتصاد والمندوبين الدائمين وكبار المسئوليين لاعداد وتحضير الملفات التي سترفع للقمة.

 وأكد السفير الخصير على أهمية القمة خاصة فى ظل الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، معربا عن أمله أن يتم الأعداد الجيد للقمة من جميع النواحي لكي تحقق الأهداف المرجوة، مؤكداً على الاستعداد الكبير والامكانيات الكبيرة التى وضعتها المملكة العربية السعودية لانجاح القمة القادمة.