اديس ابابا: قدّم رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد آبي أحمد في خطاب القسم الذي ألقاه الاثنين في البرلمان اعتذاره الى المواطنين الذين تعرضوا للأذى خلال الاضطرابات السياسية الأخيرة، كما مدّ يده للمعارضة السياسية في الداخل ولاريتريا الخصم القديم لبلاده.

وآبي أول مسؤول من اثنية الأورومو يختاره حزب "الجبهة الثورية الديموقراطية لشعوب إثيوبيا" الحاكم لمنصب رئيس الوزراء بعد 27 عاما على وجود الحزب في السلطة. وتسلم آبي في جلسة برلمانية منصبه رسميا من رئيس الوزراء السابق هايلي ميريام ديسالين الذي استقال بطريقة مفاجئة في فبراير الماضي بعد عامين من الاحتجاجات التي قادها الأورومو ضد الحكومة.

وقال آبي بعد اداء اليمين الدستورية مخاطبا "الاثيوبيين الذين يعيشون في الخارج والذين يعيشون هنا، يجب ان نصفح عن بعضنا البعض من اعماق قلوبنا". وقبل القاء خطابه تبادل آبي نسخة من الدستور وعناقا مع هايلي ميريام الذي استقال ايضا من كل مناصبه القيادية في الحزب.

وقال آبي "مع هذا الانتقال السلمي اليوم نفتح فصلا جديدا، انه يوم تاريخي". ويستلم الوزير السابق للعلوم والتكنولوجيا البالغ 42 عاما دفة القيادة في واحدة من أكثر الدول الإفريقيا نموا اقتصاديا وكثافة سكانية، وسط آمال بأنه سيحدث تغييرا في نهج الحزب الاستبدادي في الحكم.

وهناك أكثر من 1100 شخص معتقل بدون محاكمة بموجب قانون الطوارئ الذي أعلن بعد استقالة هايلي ميريام، وبينهم معارضون اطلق سراحهم قبل أشهر من ذلك في عفو شامل عن المسجونين أمر به هايلي ميريام.

أشقاء وليس أعداء
وبالرغم من ان آبي لم يذكر قانون الطوارئ في خطابه، الا انه مد يده الى سياسيي المعارضة في البلاد الذين تعرض العديد منهم للاعتقال والسجن. وخاطبهم آبي قائلا "لن ننظر اليكم كأعداء بل كأشقاء". 

بدأت الاحتجاجات بين اتنية الأورومو أواخر عام 2015 حول خطة تنمية حكومية اعتبروها غير منصفة، وسريعا ما امتدت الى الأمهرا، ثاني أكبر الجماعات الاتنية في البلاد.

وتسببت الاحتجاجات بسقوط مئات القتلى واعتقال الآلاف ولم تتوقف الا بعد اعلان حالة الطوارىء في البلاد لمدة عشرة أشهر في أكتوبر 2016. وتوجه آبي الى الذين جرحوا او سجنوا خلال التظاهرات بالقول "انا أعتذر من صميم قلبي".

الخصم الشمالي
كما مد آبي أيضا غصن الزيتون الى أريتريا الخصم اللدود لأثيوبيا والتي كانت سابقا احدى المقاطعات الأثيوبية قبل اعلانها الاستقلال عام 1993. واندلعت حرب استمرت عامين بين البلدين عام 1998 بسبب الخلاف حول ترسيم الحدود المشتركة بينهما، موقعة عشرات آلاف القتلى.

ويبقى الخلاف بلا حل بين البلدين اللذين يتبادلان الاتهامات بدعم جماعات معادية للحكومة في البلد الآخر. وقال آبي "من أجل المصلحة المشتركة للبلدين اللذين يرتبطان بالدم، وليس فقط من اجل منفعتنا، نحن جاهزون لحل خلافاتنا عبر الحوار". 
واضاف "ندعو الحكومة الأريترية الى اظهار المشاعر نفسها".