مع الحديث عن ضربة أميركية محتملة لسوريا، يتخوف الكثيرون في حال حصلت في أن تؤثر على الانتخابات النيابية في لبنان خصوصًا إذا تدخل حزب الله مباشرة في هذه الضربة حماية لوجوده.

بيروت: في ظل التحضير للانتخابات النيابية في مايو المقبل يتم الحديث عن ضربة أميركية متوقعة لسوريا، في حال جرت تلك الضربة الأميركية لسوريا هل تلغى الانتخابات النيابية في لبنان؟

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ "إيلاف" أنه عمليًا سمعنا الكثير من الكلام حول احتمال ضربة اميركية على سوريا ولا أحد يعرف مدى دقة هذا الكلام، لكن هذه الضربة الأميركية المتوقعة على سوريا لن تؤثر على الانتخابات النيابية في لبنان إلا في حال كان هناك أولاً ذيولاً أمنية لتلك الضربة على لبنان، أو دخول حزب الله بشكل مباشر في خضم هذه الضربة، وتبقى الأمور مرهونة بحجم الضربة الأميركية على سوريا وطبيعتها.

انتخابات وأمن

عن مدى تأثير تلك الضربة الأميركية في حال تمت ليس على الانتخابات اللبنانية فقط بل أيضًا على أمن لبنان، يشير علوش إلى أن أي ضربة أميركية ستؤدي إلى تحجيم دور إيران في سوريا، أو إلغاء هذا الدور بالتفاهم الضمني مع روسيا، بالتأكيد سيؤدي الى تحجيم وضعضعة وضع حزب الله داخل لبنان، والأمر يبقى مرهونًا بردة فعل حزب الله وقتها وما هو برنامجه، وهل سيكون هناك تحرك أميركي ضد حزب الله في لبنان.

حزب الله

هل من المتوقع أن يتدخل حزب الله في حال حصول ضربة أميركية على سوريا؟ يجيب علوش أن المؤكد أن الأمر يبقى مرتبطًا بحجم الضربة الأميركية على سوريا وهل تستهدف المواقع الإيرانية أو الدور الإيراني في سوريا، ففي حال استهدفت كلها يعني أن حزب الله سيتدخل لأن غياب السيطرة الإيرانية على الأقل على الطريق التي توصل الإمدادات لحزب الله تعني نهاية حزب الله، فإذا تدخل حينها حزب الله فللحفاظ على وجوده.

المجتمع الدولي

عن موقف المجتمع الدولي الحريص على أمن لبنان في حال حصول ضربة أميركية على سوريا تؤثر على الأمن في لبنان، يؤكد علوش أنه عدا عن النصائح الدولية لن يكون هناك أمر آخر، والنصيحة الدولية الأولى ستكون لحزب الله أن يخرج من سوريا، ويبقى التنفيذ مستحيلاً، لذلك مع حصول ضربة أميركية في سوريا، ستكون نصائح المجتمع الدولي الابتعاد عن تلك الحرب، ولكن هل يستجيب حزب الله لتلك النصائح؟

التمديد

في حال حصلت الضربة الأميركية على سوريا وتأثر لبنان بتعطيل الانتخابات النيابية فيه هل يرضى اللبنانيون بالتمديد مجددًا للمجلس النيابي؟

يؤكد علوش حينها التمديد يفرض نفسه، وبالإجمال بعد القانون الانتخابي الجديد الذي يعتمد النسبية والصوت التفضيلي على رغم أن مجموعة كبيرة من النواب سيتغيرون بعد الانتخابات النيابية، لكن منظومة السلطة والشراكة الوطنية بين القوى السياسية ستبقى ذاتها، من هنا لا يتصور علوش أن اللبنانيين سيكون لديهم أسف إذا مدد للمجلس النيابي أم لا.

ويلفت علوش إلى أن تغيير منظومة الشراكة الوطنية في لبنان تكون عندما يصبح المواطن شريكًا وليس الزعماء، من خلال أن يكون رزق كل شخص بحسب كفاءته، حينها تتغير المنظومة السياسية في لبنان، لكننا على مدى نشوء لبنان واسقلاله نرى أن منظومة القوى في لبنان لا تبنى على الكفاءة والجهد بل على الرغبات والتبعية.

المجتمع المدني

عن المجتمع المدني ودوره في تغيير المنظومة الوطنية في لبنان، يؤكد علوش أن منظومة المصالح تشمل الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، وعمليًا المجتمع المدني إذا استطاع جمع الآلاف لأسباب متضاربة، نرى أنه في الدعوة من زعيم طائفي يجتمع أكثر من ذلك بكثير وهذا لا يستطيع أن يغيره المجتمع المدني اليوم.