إيلاف من دبي: أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن عبور المنطقة العربية إلى المستقبل المأمول لها من تقدم ورفعة وازدهار مع تشهده منذ سنوات من تحديات أمر يستدعي رسالة إعلامية متوازنة وقوية تعين على التصدي لتلك التحديات وتجاوزها إلى مرحلة جديدة يمكن معها استعادة المكانة التاريخية المستحقة لمنطقة قدّمت إلى العالم أعظم الحضارات.

من جانبه كشف الإعلامي الكويتي الدكتور فهد الشليمي رئيس منتدى الخليج للأمن والسلام أن "داعش" استغل القنوات المضللة لبث عشرات آلاف الرسائل يوميًا للتحريض على الإرهاب، بحيث إن التنظيم كان يستغل تلك القنوات والوسائل الإعلامية التحريضية لبث ما يقرب من 90 ألف رسالة تحريض على الإرهاب يوميًا، لافتًا إلى أن الإعلام المضلل يهدف إلى تزييف الحقائق والتهويل والتشكيك والتخويف وإضعاف المعنويات، ودعا إلى سنّ القوانين الرادعة لمكافحة خطاب الكراهية والعنف. 

مقومات الإعلام الناجح
تفصيلًا أوضح الشيخ محمد بن راشد خلال الجولة التي قام بها برفقة الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومحمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وسلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، في الممشى الإعلامي الذي يضم الجانب الأكبر من فعاليات الدورة السابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي 2018، المنعقدة في جميرا، أن دولة الإمارات رأت في الإعلام شريكًا استراتيجيًا منذ تأسيسها، فهيّأت له بيئة تدعمه ومكنته من القيام برسالته على الوجه الأكمل، ووفرت له كل المقومات التي تعينه على تقديم رسالة مبدعة ومفيدة تعكس طموحات الناس وتطلعاتهم، فأسست المناطق الحرة المخصصة للإعلام واستثمرت في بنية أساسية عالية الكفاءة وعالمية المستوى لدعم مختلف قطاعاته، مستقطبةً آلاف الشركات الإعلامية التي اختارت أن تطلق أعمالها من دولة الإمارات لما وجدته فيها من اهتمام ورعاية وتقدير لدور الإعلام.

ظروف استثنائية
وأشار الشيخ محمد بن راشد إلى المسؤولية الكبيرة التي يحملها الإعلام في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بظروف استثنائية أضحت تملي حتمية مراعاة أعلى درجات الدقة في نقل المعلومات والأخبار والوقائع، والتحقق من مصادرها قبل التنافس على سرعة نشرها سعيًا وراء تحقيق السبق، لاسيما مع انتشار ظاهرة الأخبار الكاذبة والشائعات، والتي ساعد على تفاقمها التطور الحاصل في الاتصال.

وأعرب عن ثقته في قدرة أهل الإعلام على التعاطي بكفاءة مع كل التداعيات التي أفرزتها المتغيرات الإقليمية والدولية خلال السنوات القليلة الماضية. وقال "قدرة الإعلام على التأثير في المجتمع ميزة كبيرة لا بد من توظيفها بالأسلوب الأمثل لدعم فرص الوصول إلى مستقبل تبدأ فيه منطقتنا صفحة جديدة من التقدم والازدهار". 

تطوير محتوى مبدع

وعدّد محمد بن راشد الأدوار المأمولة للإعلام خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن بناء الشخصية العربية المبدعة التي تمتلك زمام المبادرة في مختلف ميادين التطوير مسؤولية كبيرة يشارك فيها الإعلام بنصيب وافر. 

وقال "بناء أسس المجد للأوطان يكتمل بسواعد أبنائها، وإعداد الشباب القادر على خدمة وطنه وترسيخ أسس نهضته، مسؤولية مهمة يتحمل الإعلام جانبًا كبيرًا فيها.. وذلك يتطلب اهتمامًا بتطوير محتوى مبدع يواكب التطور الحاصل في العالم من حولنا، ويمنح الشباب العربي فرصة توسيع آفاقه وتحفيز عقله على تقديم أفكار مبتكرة تعين على بلوغ المستقبل المنشود انطلاقًا من أرض صلبة من الإنجازات والنجاحات المتميزة في المجالات كافة".

الممشى الإعلامي
وقد تعرف حاكم دبي خلال الجولة إلى مكونات الممشى الإعلامي الذي يضم غالبية فعاليات وجلسات منتدى الإعلام العربي، واستمع من منى غانم المري، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة للمنتدى، إلى شرح مفصل حول الممشى الذي جاء تصميمه مستوحيًا لسعي دولة الإمارات إلى اقتحام مجال تكنولوجيا الفضاء بمشاريع ومبادرات طموحة، حيث استلهم الممشى طبيعة كوكب المريخ، مانحًا الحدث طابعًا مستقبليًا يواكب سعي دولة الإمارات إلى بلوغ مصاف الدول الرائدة في تشكيل ملامح المستقبل.

دروب مضيئة
توقف الشيخ محمد بن راشد عند منصة مبادرة "دروب إعلامية مضيئة" التي أطلقها منتدى الإعلام العربي هذا العام بالتعاون مع مؤسسة "نور دبي"، حيث استمع إلى شرح حول أهداف المبادرة الإنسانية الرامية إلى دعم جهود البرنامج العالمي للمؤسسة في مجال مكافحة الإعاقة البصرية، من خلال برنامج المخيمات العلاجية في العديد من البلدان النامية في قارتي آسيا وأفريقيا، لاسيما المناطق النائية، وتوفير خدمات فحص العيون، وإجراء العمليات الجراحية، وتوزيع النظارات الطبية على المحتاجين، وذلك في إطار المسؤولية المجتمعية للمنتدى وحرصه كل عام على تقديم مبادرات ذات عائد إيجابي تعزز العمل الإنساني.

وشاهد خلال الجولة المنصات المختلفة التي تم تخصيصها في الممشى الإعلامي للعديد من المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، والتي تسهم في التعريف بأعمال تلك المؤسسات، علاوة على توظيفها في التغطية الإعلامية المكثفة التي يحظى بها المنتدى كل عام في ضوء أهميته المتنامية كأبرز حدث إعلامي سنوي على مستوى المنطقة العربية.

التحريض والتضليل
من جهته تحدث الإعلامي الكويتي الدكتور فهد الشليمي رئيس منتدى الخليج للأمن والسلام في جلسة بعنوان "صناعة التحريض والتضليل" ضمن فعاليات اليوم الأول للدورة السابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي، بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، عن كيفية مواجهة الإعلام المضلل والتحريضي عبر التوعية الإعلامية وسن القوانين الرادعة للحيلولة دون وصول خطاب الكراهية والعنف إلى المجتمع.

ودعا الشليمي في الجلسة التي حضرتها أيضًا منى المري المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة نادي دبي للصحافة، إلى نشر التوعية الإعلامية بين فئات المجتمع، وخصوصًا بين الشباب، من خلال تعليم النشء وطلبة المدارس كيفية التعامل مع الخبر الإعلامي والتمييز بين الأخبار الصحيحة والأخبار الكاذبة والمضللة وكذلك التمييز بين القنوات والمصادر الموثوق بها وتلك الوسائل الإعلامية ذات الأهداف التحريضية والمضللة. 

90 ألف رسالة إرهابية يوميًا
وأشار على سبيل المثال، إلى أن تنظيم "داعش" كان يستغل تلك القنوات والوسائل الإعلامية التحريضية لبث ما يقرب من 90 ألف رسالة تحريض على الإرهاب يوميًا، مؤكدًا أن هدف هذا الإعلام المضلل هو التأثير على العقول والعواطف وإحداث حالة من الإرباك والفوضى والتشويش والتشكيك في المجتمع، ولافتًا إلى أن الإعلام المضلل يقوم بتزييف الحقائق وخدمة الأجندات الخاصة والتهويل والتضخيم والتخويف والإرجاف وإضعاف المعنويات.

وقال الشليمي إن الإعلام المحرض والمضلل يستند في بث سمومه الإعلامية إلى خطاب الكراهية والعنصرية والشعبوية والمظلومية وتجييش العواطف وتغييب العقول ونشر الفوضى من خلال استخدام وسائل نشر متنوعة وبشكل متزامن من خلال الإعادة والتكرار وذلك من أجل إيهام المتلقي بأن الخبر صادق.

أخبار ملفقة ومضللة
عرض نماذج من أبرز الأخبار الملفقة والتحريضية والمضللة التي يتم نشرها عبر وسائل الإعلام والجهات التي فقدت مصداقيتها وموضوعتيها بين المشاهدين في البلدان العربية كافة، مثل قناة الجزيرة القطرية، كما عرض نماذج للشخصيات التحريضية الإعلامية التي تبث سمومها عبر القنوات التحريضية.

وقال إن وسائل الإعلام التحريضية تعتمد أيضًا على الإعادة والتكرار والإحصاءات المشبوهة غير المدققة، مطالبًا باستحداث منهج دراسي في المدارس والجامعات لتعريف الطلاب بالتوعية الإعلامية الصحيحة والتحقق من مصادر الأخبار، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن المتلقي يحتاج مؤهلات وأدوات منهجية جديدة يجب عليه امتلاكها لكي يستطيع الحد من الرسائل الإعلامية المضللة.