نصر المجالي: جددت روسيا مطلبها بتحقيق في قضية تسميم سكريبال رغم رفض منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية (OPCW) مقترحها بإجراء تحقيق جديد مشترك في القضية ذلك بعد رفض غالبية الدول الأعضاء الاقتراح.

ورفضت 15 دولة المقترح الروسي بينما وافقت عليه ست دول فقط، في حين امتنعت 17 دولة عن التصويت. وحظيت روسيا بدعم الصين وإيران والسودان والجزائر وأذربيجان. 

وكانت عقدت في لاهاي أمس الأربعاء جلسة للجنة التنفيذية لمنظمة حظر الأسلحة النووية عرضت فيها روسيا، بالتعاون مع إيران والصين، مشروع قرار يقضي بإجراء تحقيق بريطاني روسي مشترك في حادثة سالزبوري، غير أن البلدان الغربية عرقلت اتخاذ هذا القرار.

واتهمت بريطانيا رسميا روسيا بالوقوف وراء محاولة قتل الجاسوس السابق على أراضيها، في 4 مارس الماضي، باستخدام غاز أعصاب "نوفيتشوك"، والتي قالت إنه كان ينتج في الاتحاد السوفياتي السابق.

هجوم إرهابي

وقال ألكسندر شولغين، مندوب روسيا في المنظمة عقب التصويت برفض مقترح بلاده، إن ما حدث في سالزبوري يشبه "هجوما إرهابيا".

وأضاف شولغين، في مؤتمر صحفي، بأن تأييد دول لموقف روسيا وامتناع أخرى عن التصويت يعكس أن أكثر من نصف أعضاء المجلس "رفضوا اتخاذ موقف مؤيد لوجهة نظر الغرب في القضية".

واتهم بريطانيا بأنها ردت على المقترح الروسي "بسيل من الأكاذيب القذرة.. وأنها حاولت نشر الخوف من روسيا".

ومن جانبه قال ممثل بريطانيا في المنظمة جون فوغ، إنه لا يمكن مطالبة ضحية الهجوم بسلاح كيميائي بأن يعمل مع "الجاني المحتمل".

إصرار على التحقيق

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، إن بلاده مصرة على إجراء تحقيق موضوعي في "قضية سكريبال" في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وأكد لافروف في خطاب ألقاه في مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في موسكو، أن روسيا لا تقبل توجيه الاتهامات الفارغة إليها بدل تقديم الوقائع الحقيقية، مشيرا إلى أنها ستواصل الرد، بطريقة مناسبة، على الخطوات غير الودية.

وشدد على أن "قضية سكريبال" تعد تهكما واضحا على القانون الدولي، وقال: "من أجل التصعيد المتعمد للمواجهة ومواصلة تشويه صورة روسيا يجري تنظيم الاستفزازات السياسية الخشنة. 

حجة اعتراضية 

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن "ما تسمى بـ (قضية سكريبال) حجة اعتراضية لطرد لا أساس له للدبلوماسيين الروس، ليس فقط من الولايات المتحدة وبريطانيا، بل ومن مجموعة كبيرة من البلدان الأخرى التي تم إجبارها على هذه الخطوة. لم نر منذ وقت بعيد مثل هذا التهكم الواضح على القانون الدولي والأخلاق الدبلوماسية وآداب السلوك العادية".

كما عبر الوزير لافروف عن اعتقاده بأن "مناقشة قضية سكريبال في لاهاي أظهرت أن البلدان التي تحترم نفسها، لا تصدق الأقاويل".