أبرزت صحف عربية تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية عقب مظاهرات "يوم الأرض" يوم الجمعة الماضي، والتي قُتل فيها 16 فلسطينيا برصاص القوات الإسرائيلية.

وأشاد الكُتّاب العرب بالحراك الفلسطيني، ودعوا المتظاهرين إلى التمسك بالسلمية.

يأتي ذلك بينما يستعد الفلسطينيون لجولة جديدة من حركتهم الاحتجاجية اليوم الجمعة، فيما أطلقوا عليه "جمعة الكاوتشوك (الإطارات)"، إذ يضرمون النار في إطارات لتعتيم رؤية الجنود الإسرائيليين للمحتجين.

ويأتي ذلك ضمن نشاط أطلقه فلسطينيون تحت عنوان "مسيرة العودة"، يقضي بتنظيم تظاهرات سلمية تتجه إلى الحدود مع إسرائيل، وذلك ابتداء من ذكرى يوم الأرض في 31 مارس/آذار وحتى منتصف مايو/أيار من هذا العام، ذكرى إعلان دولة اسرائيل.

"نضال سلمي"

يقول جلبير الأشقر، في القدس العربي اللندنية: "لقد حان الوقت حقا ليعود الفلسطينيون بثبات إلى النهج الوحيد الناجع في تصدّيهم البطولي للدولة الصهيونية، وهو النهج الوحيد الذي من شأنه أن يثير حوله موجة تعاطف عارمة تجد لها ترجمة في تصاعد الحملة العالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولا سيما حملة المقاطعة، ذلك النضال السلمي الذي تكرهه إسرائيل أشدّ كره".

في السياق ذاته، يقول أسعد عبد الرحمن في الرأي الأردنية: "ها قد نجح شعار «فلسطين تجمعنا»، وفهمت إسرائيل أن كل محاولاتها لشطب حق العودة باءت بالفشل، بعد أن انتهج الشعب الفلسطيني، ومعه الحركة الوطنية وفصائلها، خطا جديدا: اللاعنف أو المقاومة الشعبية السلمية".

بالمثل، يقول ناجى صادق، في دنيا الوطن الفلسطينية، إن مسيرة العودة الكبرى التي شهدتها فلسطين "كشفت عن أهمية الحراك الشعبي السلمى كاستراتيجية لها فعاليتها وحضورها وتأثيرها".

وطالب الكاتب المتظاهرين الفلسطينيين بالنأي عن أي مظاهر عنف "لأنها تفقد المسيرة السلمية مضمونها وجوهرها".

"سيكون يوما مُجلجلا"

ويقول رجب أبو سرية، في الأيام الفلسطينية، إن يوم الأرض الذي صادف يوم الجمعة الماضي، والذي حددته قيادة مسيرة العودة الكبرى كمفتتح للمسيرة، كان الأكثر دموية طوال سنوات الاحتفال بذلك اليوم على مدى أربعين عاما مضت.

ويضيف الكاتب بأن "ما يسقط بيد إسرائيل هو أن مواجهة يوم الجمعة الماضي لم تكن مجرد يوم عابر، فهي فتحت الطريق المغلقة منذ أكثر من عشرين سنة، طريق الكفاح الشعبي الذي أُغلق بفعل أوهام الحل السياسي، وضباب التفاوض، وتصاعد أو تدحرج أيام الجمع على هذا الشكل، يعني أن الوصول ليوم الخامس عشر من مايو/أيار القادم، اليوم الموعود سيكون يوما مشهودا دون ريب، سيكون يوما مجلجلا".

ويقول خالد غزال في الحياة اللندنية: "لعل ما أظهرته التظاهرات الأخيرة يمكن أن يؤشر إلى مرحلة جديدة من النضال الشعبي، سيساهم في تزخيم الصمود الفلسطيني واستنهاضه. في المقابل، شكل التضامن بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني في النزول إلى الأرض، وهذه المرة تحت راية علم واحد هو العلم الفلسطيني، رسالة إلى المسؤولين الفلسطينيين في السلطة والمعارضة، وإلى حركة حماس، مفادها أن الوحدة الفلسطينية متحققة على الأرض على رغم كل محاولات إجهاضها في الفترات السابقة".

ويرى الكاتب أن هذه الوحدة الفلسطينية هي التي "تشكل الضمان الأساس لحماية حقوق الشعب الفلسطيني".

ويضيف بأن التظاهرات الأخيرة "تشكل حاجزا أساسيا في وجه السياسة الأمريكية والإسرائيلية لإنجاز صفقة القرن، والتي تقوم في جوهرها على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال الاستسلام للمشروع الصهيوني، وحرمان الشعب الفلسطيني من الحد الأدنى من حقوقه".

وتقول الأهرام المصرية في افتتاحيتها إن القضية الفلسطينية ستظل على رأس القضايا العربية حتى تجد حلا سياسيا يستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني "ويزيح هموم وأوجاع سنوات من الصبر والألم، ويترجم حقب النضال وشلالات الدم التي فجرها المحتل الإسرائيلي إلى دولة ذات حدود معروفة وعاصمتها القدس الشرقية".