وضعت السلطات العراقية قواتها الأمنية في العاصمة بغداد الأحد بحالة الإنذار القصوى لتأمين مناسبة مليونية لإحياء ذكرى مقتل الإمام موسى الكاظم في منطقة الكاظمية ببغداد.. فيما رفض الزعيم الشيعي الصدر إعادة قوات البيشمركة الكردية إلى المناطق المتنازع عليها، مؤكدًا أن حماية الأمن فيها يجب أن يكون للجيش العراقي.

إيلاف: اليوم اعلنت قيادة عمليات بغداد عن بدء خطتها الامنية لتأمين مراسم وفاة موسى الكاظم الامام السابع لدى الشيعة التي تصادف الاربعاء المقبل. وقالت قيادة عمليات بغداد خلال مؤتمر صحافي ان الخطة الامنية تشمل جهدا استخباريا واسعا وتعليمات تتضمن ارشادات لمواجهة الشائعات الكاذبة التي تستهدف زعزعة الامن. 

وقال قائد العمليات الفريق الركن جليل الربيعي انه تم تحدديد ثلاثة جسور من بين سبعة في العاصمة لمرور الزائرين سيرا على الاقدام، والذين بدأوا يتوافدون من مختلف مناطق البلاد لزيارة مرقد الإمام موسى الكاظم.. موضحًا انه سيتم منع دخول سيارات الحمل الى العاصمة اعتباراً من السادسة فجر يوم غد الاثنين. واشار الى انه قد تم تحصيص يومي الخميس والجمعة المقبلين لزيارة المسؤولين وادائهم مراسم الزيارة.

جسر الأئمة في بغداد حيث الآلاف تمر عبره إلى الكاظمية

ويتوافد ملايين المسلمين الى حي الكاظمية في ضواحي بغداد الشمالية في 25 رجب من كل عام لإحياء مراسيم ذكرى وفاة الأمام الكاظم وسط إجراءات امنية مشددة وغلق لأغلب شوارع بغداد الرئيسة.

واضاف انه تم توزيع عجلات شرطة النجدة بين ازقة العاصمة تحسبًا لوقوع اي طارئ، فيما ستقوم الاجهزة الامنية بنصب مفارز أمنية مهمتها تأمين سير الطرق للزائرين وتوفير الحماية اللازمة لهم لضمان عدم حصول اي خرق امني. 

واوضح الفريق الركن الربيعي انه تم ايضا تحديد عدد من الطرق والجسور المفتوحة خلال الخطة، حيث لن تكون هناك اية قطوعات لها، وانما سيتم قطع جانب واحد من الطرق في بعض الشوارع، ليكون مخصصا لسير الزائرين، بينما يكون الجانب الثاني لحركة العجلات.. مؤكدا ان منطقة الكاظمية ستغلق امام العجلات خلال أيام تطبيق الخطة الأمنية، حيث ستغلق معظم الطرق الرئيسة فيها بالكامل. وبالترافق مع هذه الاجراءات فقد تم فتح 10 مقرات للسيطرة الامنية على مواكب الزائرين. 

من جهتها كشفت وزارة الصحة عن خطة طوارئ طبية خاصة بالمناسبة تتضمن تقديم الخدمات الوقائية والطبية والعلاجية وتغطية الطرق المؤدية الى الكاظمية بالفرق والمفارز الطبية اضافة الى تشكيل غرفة عمليات وتنسيق مشترك بين وزارة الصحة ووزارتي الدفاع والداخلية لتبادل المعلومات وتسهيل مهمة الفرق الطبية والصحية وانسيابية حركة سيارات الاسعاف لنقل الحالات الطارئة.

واوضحت الوزارة انها خصصت 65 سيارة اسعاف داخل الطوق الأمني للكاظمية وخارجه.. وقالت ان اجراءات تتخذ حاليا ايضا لتهيئة مفارز طبية ثابتة ومتحركة على طول طريق الزائرين القادمين من المحافظات الى منطقة الكاظمية.

وكانت هذه المناسبة شهدت في 31 أغسطس عام 2005 كارثة انسانية حدثت على جسر الائمة على نهر دجلة الرابط بين منطقتي الكاظمية الشيعية والاعظمية السنية خلال احياء ذكرى وفاة الامام الكاظم، حيث ذهب الملايين منهم سيرا على الاقدام الى المرقد الكاظمي لأداء مراسيم الزيارة، لكن شائعات انطلقت بين اوساط الزوار على الجسر بأن هنالك شخصًا انتحاريًا وسطهم، ما أدى إلى حدوث تدافع شديد بينهم، اودى بحياة ألف عراقي، إما دهسًا أو غرقاً في النهر او اختناقاً.

يشار الى ان الامام الكاظم هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب، وهو الامام السابع لدى الشيعة الاثني عشرية، وقد قضى جزءاً من حياته في السجن خلال فترة حكم الخليفة العباسي هارون الرشيد، وعاصر فترة حساسة من تاريخ المسلمين، وقد توفي في سجنه مسمومًا بحسب الروايات الشيعية في الخامس والعشرين من رجب عام 183 ھ، الموافق الأول من شهر أيلول سبتمبر عام799 م، ويحيي الشيعة هذه المناسبة بزيارة الملايين من داخل العراق وخارجه لمرقده في حي الكاظمية الكبير ببغداد.

الصدر يرفض عودة البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها
رفض زعيم التيار الصدري في العراق الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اليوم عودة قوات البيشمركة الكردية الى المناطق المتنازع عليها التي انسحبت منها في العام الماضي.. مشددا على ضرورة ان يتولى الجيش فقط هذه المهمة.

جاء ذلك في إجابة للصدر عن سؤال لاحد اتباعه يشير فيه الى تصريح لاحد النواب الاكراد يقول فيه "يوجد شبه اتفاق بعودة قوات البيشمركة الى المناطق المتنازع عليها.. وان صح هذا التصريح ما هو ردكم وتوجهكم عليه؟".

فأجاب الصدر قائلاً "إن من يجب أن يأخذ بزمام الأمور هو القوات الأمنية من الجيش العراقي البطل فقط لا غير ليس في المناطق المتنازع عليها فحسب، بل في كل شبر من أرض الوطن".

وشهد الاسبوع الماضي جولتين من المفاوضات بين وزارة البيشمركة وقادة من الجيشين الأميركي والبريطاني لإحياء "مشروع العمليات المشتركة" الذي كان قائما بين البيشمركة والجيش العراقي وقوات التحالف الدولي منذ عام 2011 حتى عام 2014، قبل ظهور تنظيم داعش. وكانت مهام العمليات المشتركة تتمثل في "حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى.

وقال الامين العام لوزارة البيشمركة الفريق جبار ياور في تصريح صحافي ان هناك "تفهمًا من قبل التحالف الدولي بهذا الشأن"، لافتا إلى أن ممثلين من التحالف سيجرون مشاورات مماثلة مع الحكومة العراقية لإحياء ذلك المشروع، نافيا حدوث اتفاق نهائي حوله حتى الآن.

وتشكل المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق أهم محاور الخلاف بين الجانبين منذ 14 عاما، وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كلم مربع. وبين هذه المناطق شريط يبلغ طوله ألف كلم يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية وهو يقع جنوب محافظات الإقليم الثلاث التي تتمتع بحكم ذاتي، وهي أربيل والسليمانية ودهوك. 

وتشمل المناطق المتنازع عليها، حيث يعيش حوالى 1.2 مليون كردي، أراضي في محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى اضافة الى محافظة كركوك التي تعد أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل.

يشار الى ان قوات البيشمركة انسحبت من معظم المناطق المتنازع عليها في اكتوبر 2017، بعد تقدم القوات الامنية الاتحادية نحو مدينة كركوك واستعادة السيطرة عليها، بعد فرضت قوات البيشمركة والقوى السياسية الكردية سيطرتها على المحافظة، بعد إجراء الاستفتاء على انفصال اقليم كردستان في ايلول 2017 والذي شاركت فيه كركوك.

وبعدما فرضت القوات الاتحادية سيطرتها الكاملة على كركوك، استعادت القوات السيطرة على مناطق متنازع عليها في محافظات نينوى وديالى صلاح الدين.