«إيلاف» من لندن: تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عدة خيارات ضد النظام السوري للرد على هجوم بالكيماوي أدى إلى مقتل العشرات بينهم مدنيين في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، يوم السبت الماضي، و سارعت عدة دول بالتنديد والادانة وسط أنباء عن فيتو روسي قادم ضد أي قرار في مجلس الامن .

وتوقع فراس الخالدي عضو الهيئة العليا للمفاوضات في تصريح لايلاف أن الضربة ان حصلت "لن تكون لقسم ظهر النظام السوري".

ورأى أن " اللحظة السياسية غير مؤاتية لروسيا ويجب ان تكون الضربة مفيدة للروسي والأميركي معا دون مزيد من التفاصيل".

فيما قال لـ«إيلاف» فاتح حسون القيادي في مفاوضات استانا أن الواضح " أن الضربات ستقوم بها عدة دول ولن تتفرد بها الولايات المتحدة فقط ، وتأخير تنفيذها يدل على وجود تخطيط دولي مشترك حولها، تزامنا مع التصعيد السياسي الظاهر في تصريحات أمريكا وفرنسا وبريطانيا ومطالبة الإتحاد الأوربي بالرد القاسي".

ضربات مركزة

وأضاف " يبدو أن الضربات ستكون مركزة وكثيفة، وستستهدف أغراض عسكرية حيوية دون الاقتصار على المطارات وألوية الدفاع الجوي" ، لكنه اعتبر أن " التحدي الأكبر الذي يواجه مثل هذا القرار هو التواجد العسكري الروسي في معظم الأماكن الحيوية التابعة للنظام، حيث عمل الروس على ذلك كطريقة لتجنيبها مثل هذه الهجمات الدولية".

وأشار الى وجود "مشاورات مع روسيا لاستبعاد قواتها من أغراض ومناطق محددة".

وأوضح أنه " في الوقت ذاته إن كانت الضربات كضربة مطار الشعيرات في العام الماضي فلن تكون على مستوى التصريحات السياسية ولا مستوى الحدث، وهذا سيسبب الاحراج للدول المتصدرة، والتي تحاول الاستفادة من ذلك بتوجيه رسالة انتقامية قوية لروسيا إثر حادثة الجاسوس المزدوج" .

هذا وتحدث عسكريون أمريكيون عن أهداف محتملة للضربة الأميركية ضد سوريا، وأشاروا إلى ضربات محتملة لقواعد تشمل قاعدة الضمير الجوية في دمشق، والتي توجد بها الطائرات الهليكوبتر السورية من طراز مي-8 والتي ربطتها وسائل التواصل الاجتماعي بالضربة في دوما، وقاعدة حميميم الجوية في شمال غرب سوريا، والتي حدد البيت الأبيض أنها نقطة انطلاق لمهام القصف التي تنفذها الطائرات العسكرية الروسية في دمشق والغوطة الشرقية.

قصف مطار الشعيرات

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن أول تلك الخيارات توجيه ضربة عسكرية سريعة مماثلة لما حدث في نفس الوقت من العام الماضي حينما تم قصف مطار الشعيرات السوري بـ59 صاروخا من طراز توماهوك رداً على استخدام النظام السوري الكيماوي في خان شيخون في الرابع من أبريل من العام الماضي.

ولفتت الى وجود اثنتين من مدمرات الصواريخ الموجهة من طراز /ارلي بيرك/ في منطقة عمليات الأسطول السادس الأميركي بالبحر المتوسط ويمكنها ضرب مواقع داخل الأراضي السورية إذا صدرت إليها الأوامر خلال ساعات.

وقالت الصحيفة الأميركية أن الخيار الثاني يتمثل في قطع طرق الامداد والتسليح عن النظام في سوريا، من خلال فرض حظر على شحنات الأسلحة الواردة من حلفاء سوريا فوق المجال الجوي العراقي وفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية، والعزلة الدبلوماسية على موسكو، لمسؤوليتها المباشرة عما يحدث في الداخل السوري، في ظل عدم رغبة المسؤولين الأميركيين استخدام القوة العسكرية ضد روسيا.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تعهد الليلة الماضية بالقيام بإجراء "سريع وقوي" مضيفا أن الولايات المتحدة لديها "خيارات عسكرية كثيرة" بشأن سوريا.

رد حازم

وأكد الرئيس الأمريكي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة قيام المجتمع الدولي برد حازم بعد مكالمتين هاتفيتين مابعد الضربة.

اللافت أيضا ما نقلته الـنيويورك تايمز عن مسؤول بالإدارة الأميركية "إن البيت الأبيض يسابق الزمن ويشعر بضغط حيال إمكانية قيام فرنسا برد فعل في سوريا قبل الولايات المتحدة وهو ما لا يريده الرئيس الاميركي ".

وكان الرئيس الفرنسي قد أكد أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا خط أحمر وتعهد بضرب مواقع تلك الأسلحة في الأراضي السورية .

وتقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي أمس يقضي بتشكيل آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة" بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

ويتطلب تبني القرار في مجلس الأمن موافقة تسع من الدول الأعضاء وعدم استخدم أي من الدول الخمس الدائمة العضوية فيه حق النقض (الفيتو)،والدول الخمس هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين ولكن روسيا استخدمت الفيتو ١١ مرة في المجلس لمنع تبني قرارات تستهدف النظام السوري.