بهية مارديني: يرى الكثير من السوريين أن على الرئيس الأميركي دونالد ترمب ألا يتأخر أكثر في الضربة الأميركية الموعودة على النظام السوري لاستخدامه السلاح الكيميائي ضد المدنيين في دوما، وأن على الضربة أن تكون قوية وموجعة ورادعة، وليست رمزية أو استعراضية فقط، ليس فقط من أجل مصداقية الغرب بل من أجل اضعاف الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه واظهار جدية واشنطن في التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط.

ويقول السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي إن دور الأسد لم ينتهِ بعد، ولم يتحدث أحد عن رحيله اليوم رغم كل جرائمه، وأن المشكلة الرئيسيّة أن لكل بلد همومه الخاصة وملفاته الداخلية مما يجعل سوريا ساحة لتصفية الحسابات ومكانًا للقضايا العالقة، وهو ما يشجع النظام على فعل ما يحلو له .

ويسخر السوريون من الوعود الأميركية عبر تقديم صور مختلفة لترمب وصور تسخر من وعوده بالضربة المنتظرة، وباتت صفحاتهم ومجموعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مكانًا يضج بهذه الصور التي تعبر عن استنكارهم لما يحدث، خاصة أن أغلب المواقف الأميركية جسدها ترمب على تويتر، وأنه صعّد كثيرا منذ الثلاثاء الماضي، ورفع من نبرته وسقف توقعات السوريين والعالم، ووصف صواريخه بالذكية والجديدة الا أنه تأخر كثيرًا في استخدامها ثم قال إنه لم يحدد الجدول الزمني لها.

ولا يتمنى السوريون هذه الضربة لبلادهم، ولكنهم يعتبرون أن قائمة الخيارات ليست طويلة أمامهم، وأن النظام السوري لا يمكن التفاهم معه الا عسكريًا، خاصة وأنه كان واضحًا الاختلاف الجذري في لغة بشار الجعفري مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة، والذي قال، بعد التهديد بالضربة، إن النظام أعطى تأشيرات الدخول فورًا للجنة تحقيق حول استخدام الكيميائي، ليبدأ المحققون الدوليون عملهم السبت بشأن تحقيق تقارير استخدام أسلحة كيميائية في غوطة دمشق، وهو الامر الذي لطالما كان يرفضه النظام سابقاً .