بيونغ يانغ: وضع آلاف الكوريين الشماليين زهورًا الأحد قرب تمثال كبير لمؤسس النظام كيم إيل سونغ، في الذكرى الخامسة بعد المئة لمولده.

وتدفق عسكريون بزيهم البني وموظفون بثيابهم الرسمية، وتلامذة مدارس وعائلات، على ساحة تلة مانسو وسط بيونغ يانع، حيث نُصب تمثال المؤسس إلى جانب تمثال ابنه وخلفه كيم جونغ إيل. وكتب على لافتة "الرفيقان الكبيران كيم ايل سونغ وكيم جونغ ايل سيكونان معنا دائما".

توالت مجموعات صغيرة، الواحدة اثر الاخرى، امام التمثالين البرونزيين، ووضع افرادها على مقربة منها زهورا او باقات يحملونها. وقال متحدث عبر مكبر للصوت "فلننحن امام التمثالين"، معطيًا بذلك الاشارة الى انحناء المدنيين والتحيات العسكرية.

يتعلم الكوريون الشماليون منذ نعومة اظفارهم اغلولاء المطلق لقادة اسرة كيم الذين تنتشر صورهم في كل انحاء كوريا الشمالية.
الزعيم الحالي كيم جونغ اون هو الثالث من هذه الاسرة في بلد يزدحم برنامجه باحتفالات تتعلق بمولد والده وجده وحياة كل منهما.

تساهم هذه الاحتفالات المعبرة عن الوفاء، في ترسيخ ولاء الناس لأحد اكثر الانظمة عزلة في العالم. و15 ابريل، المعروف باسم "يوم الشمس" هو أهم اعياد السنة ويمكن ان يشهد، كما حصل في 2017، استعراضا عسكريا.

قمم
يؤكد اللفتنانت ريو يونغ جونغ (25 عاما) الذي انضم الى الجيش منذ تسع سنوات، ان زيارة التمثالين ترسخ عزمه على "تحقيق وحدة بلادنا، وهي ما كان يرغب فيه كبار قادتنا"، و"دعم زعامة الماريشال المحترم كيم جونغ اون".

دائما ما يستخدم الكوريون الشماليون، ردا على اسئلة تطرحها وسائل اعلام اجنبية في كوريا الشمالية، تعابير تتطابق مع السياسة الرسمية لحزب العمال الحاكم. وقد عقدت السلطات السبت اجتماعًا كبيرًا لأرفع مسؤولي النظام للاحتفال بذكرى مولد كيم ايل سونغ.

وبعد سنتين من ارتفاع حدة التوتر المتصلة بالبرامج النووية والبالستية لكوريا الشمالية التي تحظرها المجموعة الدولية، شهدت الاجواء انفراجا كبيرًا ملحوظًا في شبه الجزيرة الكورية منذ بداية السنة.

سيلتقي كيم جونغ اون في 27 ابريل الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-اين، لعقد ما سيكون القمة الثالثة بين الكوريتين منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953). ومن المفترض ان يلتقي لاحقا، في موعد ما زال يتعيّن تحديده، الرئيس الاميركي دونالد ترمب.

وفي الانتظار، استقبل السبت سونغ تاو، المسؤول في الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذي يرافق مجموعة من الفنانين المشاركين في مهرجان الربيع، المتوافق ايضا مع مولد كيم ايل سونغ في 1912. ويبقى كيم ايل سونغ، رسميا، "الرئيس الأبدي" على رغم وفاته في 1994.

تأتي هذه الزيارة بعد اسابيع على البدايات الدبلوماسية للزعيم الكوري الشمالي. وفيما لم يقم بأي زيارة رسمية الى الخارج منذ وصوله الى الحكم في اواخر 2011، فقد زار بكين، حيث التقى الرئيس الصيني تشي جينبينغ. وبكين هي اقرب حليف للنظام الكوري الشمالي، على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي.

وقد نشرت صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية الاحد صورا لمسؤولين صينيين وكوريين شماليين جالسين الى عدد من الطاولات المستديرة في قاعة استقبال كبيرة مزينة بصورة لكيم وتشي وهما يتصافحان.