يريفان: تفاقمت الازمة السياسية التي تعصف بأرمينيا منذ نحو عشرة ايام الاحد مع اعتقال زعيم حركة الاحتجاج نيكول باشينيان بعد فشل لقاء جمعه برئيس الوزراء سيرج سركيسيان واستمرار التظاهرات التي تتخللها صدامات مع الشرطة.

وقبض السلطات على النائب باشينيان، ابرز رموز الاحتجاج، لدى تفريق تظاهرة جديدة في يريفان. واعلن مكتب المدعي العام القبض على باشينيان نائبين آخرين من المعارضة "بينما كانوا يرتكبون أعمالا تشكل خطرا على المجتمع".

وكانت الشرطة اعلنت في وقت سابق الأحد "سحب" باشينيان بالقوة من تظاهرة للمعارضة في يريفان بعد فشل الاجتماع بينه وبين سركيسيان.

ووفقا لمكتب المدعي العام، فإن باشينيان والنائبين الاخرين "انتهكوا مرارا القانون الخاص بالتظاهر، ونظموا المسيرات والتجمعات غير القانونية، ودعوا إلى سد الطرق وشلّ المؤسسات العامة".

كان باشينيان شارك لقاء امام كاميرات التلفزيون مع سركيسيان في فندق كبير بالعاصمة الارمينية، وما لبث ان توقف بعد تبادل حاد للعبارات بين الرجلين. وقال باشينيان لمحاوره "جئت لأتحدث عن استقالتك".

"ابتزاز"

ورد هذا الاخير "هذا ليس حوارا، انه ابتزاز". واضاف "لا استطيع إلا ان انصحك بالعودة الى اطار القانون، وإلا فستتحمل المسؤولية" عما يمكن ان يحصل. وتواصل التبادل الشديد للعبارات. وقال باشينيان "انت لا تفهم الوضع في ارمينيا. السلطة الان بايدي الشعب".

وعلى هذا الكلام رد رئيس الوزراء بالقول ان "حزبا حصل على نتيجة 8% في الانتخابات التشريعية لا يمكنه ان يتحدث باسم الشعب"، ثم غادر القاعة.

والنائب باشينيان (42 عاما) صحافي سابق ومعارض منذ فترة طويلة وقبع في السجن فترة قصيرة بعدما شارك في حركات احتجاج ضد سيرج سركيسيان في 2008 واسفرت عن 10 قتلى.

وبناء على دعوة باشينيان، تواصلت التظاهرات في الايام العشرة الاخيرة، واحتشد عشرات الاف الاشخاص ايضا في ساحة الجمهورية في وسط العاصمة. ويتهم المحتجون سركيسيان الذي انهى لتوه ولايته الرئاسية الثانية، بالتمسك بالسلطة من خلال حمل النواب على انتخابه رئيسا للوزراء.

وفيما يمنع الدستور الرئيس من شغل اكثر من ولايتين، حمل سركيسيان النواب على التصويت في 2015 على اصلاح مثير للجدل يمنح رئيس الوزراء صلاحيات موسعة.

ويبدو ان الهدوء قد تواصل السبت على صعيد الازمة، عندما التقى الرئيس الجديد ارمين سركيسيان، الذي لا تربطه علاقة قربى بسيرج، باشينيان.

وتوجه الرئيس الارميني يرافقه حراسه الشخصيون في المساء الى ساحة الجمهورية حيث كان عشرات الاف المتظاهرين يحتجون ضد سيرج سركيسيان. واكد باشينيان بعد ذلك امام المحتجين انه وافق على التفاوض مع السلطات.

وبغض النظر عن مناورات سيرج سركيسيان للبقاء في الحكم بعد اكثر من عقد في الرئاسة، يأخذ المتظاهرون على هذا العسكري السابق (63 عاما) بأنه لم يتمكن من خفض معدلات الفقر ومعالجة الفساد، فيما لا تزال مجموعات قليلة تسيطر على اقتصاد البلاد.

وحتى الان، حصلت اكبر تظاهرة الثلاثاء الماضي، وشارك فيها حوالى 40 الف شخص في يريفان. وهي اكبر تجمع للمعارضة في السنوات الاخيرة في هذا البلد القوقازي الصغير.