عادت الأنباء عن مخطط لتقسيم سوريا وعن اتصالات بين دول كبرى واقليمية لوضع الترتيبات النهائية على أساس تشكيل ادارة ذاتية في جنوبها.

ولكن مصادر في المعارضة السورية أكدت لـ"إيلاف" ان ما قيل في وسائل الاعلام عن ادارة ذاتية جنوبا "هو أمر غير صحيح" ، وسترفضه المعارضة السورية بكل مكوناتها.

وأشارت الى أن المطلوب هو تنظيم الجنوب وليس كما يردد النظام ويحاول الترويج له عن منطقة حكم ذاتي او ادارة مستقلة في درعا.

واعتبر فراس الخالدي القيادي في الهيئة العليا للتفاوض في حديث مع "إيلاف" أن الهدف مما يجري في الجنوب من تحركات "هو تشكيل جسم موحد".

وكان قد أعلن مصدر عسكري أن من أسماهم مسلحي "جبهة النصرة" و"الجيش السوري الحر" يحاولون توسيع الأراضي التي يسيطرون عليها جنوب سوريا، لإنشاء حكم ذاتي هناك تحت رعاية الولايات المتحدة وعاصمته درعا.

المصدر قال للإعلام الروسي الأسبوع الماضي أن المسلحين يخططون لشن هجوم منسق على "القوات الحكومية" في المحافظات الجنوبية بحجة" الانتهاكات المزعومة لنظام وقف تصعيد العنف، واستخدام الكيميائي من قبل القوات السورية". 

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تقوم بمكافحة المسلحين، بل تقوم" بإيصال ما يسمى بـ "المساعدات الإنسانية" إلى المناطق التي يسيطرون عليها".

وأوضح أنه "في الأسابيع الأخيرة جرى تصعيد جدي للتوتر في جنوب سوريا. وخلافا للتصريحات الأمريكية يقوم بذلك في وادي نهر اليرموك لا الجيش السوري الحر فحسب، بل وجبهة النصرة والجماعات المسلحة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي. ويقوم المسلحون بالأعمال النشيطة بهدف توسيع الأراضي الخاضعة لهم".

وقال المصدر أن الجانب الروسي أبلغ أمريكا ودول عربية بوقائع هجوم المسلحين على وحدات القوات السورية في هذه المناطق، لافتا في الوقت ذاته إلى "أن الإجراءات الهادفة لاستقرار الوضع والقضاء على الإرهابيين لا تتخذ".

وتحدث المصدر عن أن" الأركان المشتركة لجبهة النصرة دعوة لقيادة الجماعات الأخرى العاملة في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة لتنسيق أعمالهم لشن هجوم على القوات الحكومية في آن واحد وأن المسلحين يخططون للسيطرة على مدينتي درعا والبعث والمناطق المجاورة لهما.

واعتبر "أن الهدف النهائي للعملية المخطط لها هو إنشاء حكم ذاتي مستقل عن دمشق، تحت رعاية الولايات المتحدة، وعاصمته في درعا"، وذلك على شاكلة المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا.

كما أفاد المصدر بأن القافلات التي تقل ما يسمى بـ "المساعدات الإنسانية" تصل إلى هذه المنطقة ، مشددا في الوقت ذاته على أنه لا أحد يعرف ما هي هذه المساعدات، إذ أن نقلها إلى المنطقة يتم تحت رقابة الولايات المتحدة الأمريكية فقط .

وأكد ذات المصدر أن عدد المسلحين في وحدات "الجيش السوري الحر" والجماعات المتضامنة معه يتجاوز حاليا 12 ألف شخص، ولديهم عدة مئات من المعدات العسكرية وعشرات راجمات الصواريخ .

هذا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات السوريين على مدار الأيام الماضية كان هناك رفضا لما سمي "رفض فدرلة" سوريا .

وتحدث النشطاء عن اتفاق روسي أمريكي بريطاني في انتظار النضج ضمن عملية سياسية كاملة تنقسم سوريا من خلاله الى أجزاء واقاليم على أن يكون الحكم المركزي في دمشق .

وفِي" اقليم الجنوب" كما قال النشطاء هناك درعا والقتيطرة معا وفِي الشرق دير الزور والرقة وجزء من حمص وفِي الشمال ادلب وريف حلب وجزء من حماة .

كما واصلت وسائل اعلام الحديث عن ترتيبات دستور جديد و بعض وسائل الاعلام قالت أنه جاهز فعلا للسوريين ضمن توافقات الدول الكبرى التي تتحكم بمصير سوريا وبعض الاعلام تحدث عن لجنة دستورية ضمن تحركات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستووا والتصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن فشل جنيف في الوصول الى حل والتصريحات الروسية في ضرورة سرعة إنجازها .

وفِي غضون ذلك، أكدت أمس وسائل إعلام سورية تابعة للنظام خروج مسلحين معارضين من منطقة شرق القلمون قرب العاصمة السورية دمشق،وذلك بناء على اتفاق مسبق مع روسيا.

ويعد هذا الخروج للمسلحين الأحدث في سلسلة من الاتفاقات، التي يسلم بموجبها مسلحو المعارضة أسلحتهم و مواقعهم للنظام السوري المتحالف مع روسيا، ويخرجون من مواقعهم في حافلات تنقلهم إلى مناطق السيطرة الخاضعة لقوات المعارضة أو القوات التركية شمال البلاد ليصبح حل ملف شمال سوريا، ربما، الأكثر تعقيدا في الحل السياسي حيث تردد أن هذه القافلات أيضا تمركزت في الشمال وأن حوالي ٣٥ حافلة أقلت المعارضة السورية العسكرية وعائلاتهم من القلمون الى ادلب والباب وجرابلس .