لندن: اعتبرت ندوة عقدت في البرلمان البريطاني أن مصر قد وضعت أقدامها على الطريق إلى الديمقراطية من خلال الاستقرار السياسي وتنشيط الاقتصاد حاليًا واعتبرت أن تنظيم الاخوان المسلمين يعتبر الاب الفكري للمنظمات الإرهابية وحذرت من أن سقوط مصر بفوضى مشابهة لما تشهده دول عربية سيشكل كارثة على الغرب ويدفع اكثر من عشرة ملايين شخص إلى النزوح بحثا عن لجوء هناك.

وخلال الندوة التي نظمتها مجموعة اصدقاء مصر في البرلمان البريطاني برعاية النائبين عن حزب العمال ستيفن تيمس وعن حزب المحافظين جوناثان لورد مساء امس وحضرتها "أيلاف" فقد جرت مناقشات مستفيضة للاوضاع الحالية في مصر ومدى تأثرها بما يجري من فوضى واضطرابات في العراق وسوريا وليبيا واليمن واعتبرت مصر صاحبة التاثير الاكبر في المنطقة والاسم المهم على الخارطة الدولية.

رحلة مصر إلى الديمقراطية طويلة

وتحدث في الندوة البروفسور طارق حجي وهو أحد أبرز المفكرين المصريين في موضوع الحاجة إلى الإصلاح السياسي عربيًا والمدافع عن قيم الحداثة والديمقراطية والتسامح وحقوق المرأة في الشرق الأوسط والاستاذ السابق في جامعات الجزائر والمغرب والجامعة الأميركية في القاهرة بالاضافة إلى منحة بأسمه للدراسات اليهودية - الإسلامية في جامعة تورنتو.. وهو مؤلف 20 كتابا بالعربية و30 أخرى بالانكليزية والفرنسية والايطالية.

 

مشاركون في ندوة البرلمان البريطاني عن الطريق الى الديمقراطية في مصر - تصوير إيلاف

 

وقال حجي إن رحلة مصر إلى الديمقراطية طويلة ومرت بمراحل مختلفة بعد ثورة 1952 التي اسقطت الملكية في البلاد وتباينت في وضعها وتطبيقاتها خلال حكم الرؤساء المصريين الثلاثة السابقين جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك لكن الاخير سار بخطوات اوسع نحو التطبيق الديمقراطي.

واشار إلى أنّ مصر مرت بمرحلة فوضى بعد احداث 25 يناير 2011 التي اطاحت بميارك واخرجت الاخوان المسلمين إلى العلن وسيطرتهم على الدولة.. لكنه اوضح ان مصر رفضت حكمهم لانها لاتريد العودة عقودا إلى الوراء من خلال تطبيق فكر تنظيم الاخوان وهو الاب الروحي للمنظمات الارهابية التي ظهرت في العديد من البلدان العربية حيث انهم نحو بالاسلام السياسي بأتجاه العنف. واكد انه كانت للاخوان علاقات مع تنظيم القاعدة وزعيمها اسامة بن لادن.

الإخوان قوة في بريطانيا

وعن اسباب عدم ادراج الحكومة البريطانية لتنظيم الاخوان المسلمين على قائمتها للارهاب اسوة بمنظمات اخرى استهدفتها اوضح البروفيسور حجي ان بريطانيا تستضيف العدد الاكبر من البريطانيين بين الدول الاوروبية وقد اصبحوا قوة فيها ونظرا لان منظمات الاسلام السياسي الاخرى في بريطانيا اضافة إلى يساريين بريطانيين يؤيدوهم فقد اصبحوا قوة انتخابية ويبدو ان الحزب الحاكم لايريد خسارة اصواتهم.

واضاف ان الاخوان يدعون انهم ليس لهم علاقة بالمنظمات المتطرفة التي انبثقت من بين صفوفهم لكن الواقع يؤكد ان فكرا واحدا يجمعهم في نظرتهم للاسلام السياسي ورفضهم للحداثة والتطبيق الديمقراطي.

وبين أن مصر امام خيارين الاول دولة مدنية دستورية وهو ماتشهده حاليا برغم الملاحظات على الانتهاكات التي تشهدها حقوق الانسان منوها إلى وجود 420 منظمة حقوقية في البلاد..والثاني الفوضى والسير على طريق ماتشهده العراق وسوريا وليبيا واليمن من فوضى وأقتتال ودمار وهو مايشكل خطرا كبيرا على المنطقة كلها وكارثة للغرب حين ينزح اليها اكثر من 10 ملايين مصري بحثا عن اللجوء في دوله.

وأكد البروفيسور حجي ان مصر ليست بحاجة إلى ثورة لان هذه لن تصحح اوضاعها وانما ستكلفها دفع اثمان كبيرة وانما هي بحاجة التقدم التدريجي نحو الديمقراطية من خلال الاستقرار السياسي والدفع باقتصاد البلاد إلى امام ورعاية السياحة واعادتها إلى عهدها السابق وتوفير فرص عمل.

ثم جرت مناقشات مهمة في اعقاب العرض الذي قدمه المفكر حجي شارك فيها النائبان البريطانيان العمالي والمحافظ ومهتمون بريطانينون وعرب حضروا الندوة حيث تم التركيز على اوضاع المنطقة ومايجري فيها وموقف مصر منها ومن التدخل الروسي في سوريا الباحث عن النفوذ والطاقة.

فقد وصف البرلماني البريطاني عن حزب العمال ستيفنسن تيمس الاجراءات الاقتصادية التي اتخذها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا بأنها شجاعة ومن شأنها دفع عجلة التنمية إلى الامام. اما النائب عن حزب المحافظين جوناثان لورد فقد رأى ان الاستقرار المتحقق في مصر حاليا والاصلاحات الاقتصادية الجارية من شأنهما ان يقودا إلى ازدهار مصر وتعزيز الديمقراطية فيها.

الامين العام لمجموعة أصدقاء مصر رجل أعمال مصري بريطاني

يشار إلى أنّ المجموعة البرلمانية البريطانية لاصدقاء مصر تهدف إلى "تعزيز العلاقات بين البرلمانيين البريطانيين والمصريين وتطوير العلاقات البريطانية المصرية" والامين العام لها رجل الاعمال المصري البريطاني سمير تكلا.

وكانت تأسست عام 2013 من قبل 8 برلمانيين بريطانيين بعد زيارة قصيرة لمصر والاطلاع علي الاوضاع فيها ثم بدأت بضم أعضاء اخرين من مختلف أحزاب البلاد من العمال والمحافظين والليبراليين حتي وصل عددهم إلى 47 عضوا برلمانيا. 

ونظمت المجموعة خمس زيارات لنواب بريطانيين إلى مصر للقاء المسؤولين فيها للتعرف علي سياساتهم الاقتصادية والتعليمية والصحية والسياسية وكذلك المساهمة في تقريب وجهات النظر بين البلدين. كما تم تنظيم لقاءات لبرلمانيين بريطانيين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثلاث مرات في زيارت مختلفة لمصر.