ما هي تداعيات الأزمة المستجدة بين المغرب وحزب الله على اقتصاد لبنان ككل، وأي قطاعات تتاثر بالدرجة الأولى، وهل من تأثير لهذه الأزمة على العلاقات اللبنانية المغربية ككل؟.

إيلاف من بيروت: يعتبر الكثيرون أن النزاع بين المغرب وحزب الله ليس وليد اللحظة، وأن خلفيته يختلط فيها الاقتصادي والسياسي بالتجاري.

بدأت شرارة الأزمة الحالية بين المغرب وحزب الله مع تسليم المغرب رجل الأعمال اللبناني المقرّب من قيادة حزب الله، قاسم تاج الدين إلى الولايات المتحدة، بعد اعتقاله في مطار الدار البيضاء في مارس من العام 2017، وهو في طريقه نحو بيروت آتيًا من غينيا كوناكري بناء على مذكرة توقيف دولية صادرة من الإنتربول. علمًا أن تاج الدين واجه لائحة اتهام طويلة وخطيرة عندما تم استنطاقه من طرف القضاء الأميركي، وهو مدرج منذ مايو العام 2009، في القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية، بتهمة تمويل حزب الله.

كذلك تحدثت المعلومات عن تطوّر التعاون بين جبهة البوليساريو (حركة تحرّرية تأسست في 20 مايو 1973، وتسعى إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارًا مغربيًا)، وبين حزب الله، ليشمل حفر أنفاق وخنادق بين المنطقة العازلة والحدود المغربية، مما أدى إلى الأزمة الحالية بين المغرب وحزب الله.

انطلاقًا من هذه الأزمة المستجدة يطرح السؤال "كيف يتأثر لبنان إقتصاديًا بها، وكيف يمكن أن تتأثر العلاقات المغربية اللبنانية من جرائها؟".

يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"إيلاف" أن الخلاف بين المغرب وحزب الله نضعه في خانة الصراع مع إيران في المنطقة، ولبنان والمغرب أخوة وأشقاء، ويجب أن نعلم مدى تأثر حجم التبادل التجاري بين البلدين جراء الأزمة بين حزب الله والمغرب، وبحسب المركز التجاري الدولي الذي يعطي كل أحجام الإستيراد والتصدير بين البلدين، يظهر أن تأثير ذلك على التصدير والإستيراد بين لبنان والمغرب سيكون قليلًا جدًا، لأنه في الأساس حجم التصدير إلى المغرب لا يتجاوز 12 مليون دولار.

أما الإستيراد من المغرب فيبلغ 71 مليون دولار، فبالمطلق، لن يكون هناك ضرر كبير، لأن حجم الإستيراد والتصدير بين المغرب ولبنان يكاد لا يذكر.

رجال الأعمال
يضيف عجاقة "قد يظهر التأثر جليًا من خلال رجال الأعمال اللبنانيين المتواجدين في المغرب، والجميع يعلم أن المغرب هو بوابة أفريقيا على جميع الأصعدة، واللبنانيون يستفيدون من ذلك من خلال وجودهم في المغرب، وهناك تجمع رجال أعمال لبناني مهم جدًا، وهؤلاء قد يتأثرون جراء الأزمة المستجدة بين حزب الله والمغرب".

لن يتم ترحيلهم، بحسب عجاقة، لأنه بغضّ النظر إذا كان حزب الله يساعد البوليساريو هناك أم لا، فقط ستطلق المواقف، ولن يتم ترحيل رجال الأعمال اللبنانيين في المغرب. وقد يدفع البعض من رجال الأعمال اللبنانيين في المغرب الثمن، لكن يبقى ضمن إطار محدود.

تحويل الأموال 
ماذا عن تحويل الأموال بين المغرب ولبنان، يجيب عجاقة أيضًا "لن يتأثر كثيرًا لكون حجمه أيضًا ليس كبيرًا، ولا يتعدى بعض الملايين من الدولارات".

وبحسب عجاقة من سيتضرر بالدرجة الأولى من الأزمة المستجدة بين المغرب وحزب الله هم رجال الأعمال اللبنانيين في المغرب، الذين لديهم أعمالهم في المغرب، لكون المغرب منصة للتجارة بالنسبة إلى رجال الأعمال اللبنانيين مع الدول الأفريقية، من إستيراد سيارات وتصديرها انطلاقًا من المغرب إلى الدول الأفريقية.

أما على صعيد العلاقات بين لبنان والمغرب فلن تتضرر، سيكون هناك تضييق على نشاطات حزب الله، وبغضّ النظر عن أحقية التهم التي توجه إلى حزب الله، فهي تدخل ضمن الصراع الإيراني في المنطقة.

أميركا
عن الدور الأميركي في هذا الصراع المستجد بين حزب الله والمغرب، يلفت عجاقة إلى أن أميركا تسعى من جراء ذلك إلى تضييق الأمور على إيران، فالعقوبات من خلال ملاحقة حزب الله ليست بالنسبة إلى الأميركيين سوى بابًا قانونيًا موجّهًا ضد إيران أكثر مما هو موجه إلى حزب الله كمنظمة.

فالإتفاقية النووية بين أميركا وإيران لا تحرّر يد الأميركيين من أجل الضغط على إيران، لذلك تتجه أميركا إلى فرض العقوبات على حزب الله لكي تطال إيران بطريقة غير مباشرة.