الموصل: أكدت السلطات العراقية الاثنين ان المرشح للانتخابات التشريعية الذي اعلن تنظيم داعش "تصفيته" قرب الموصل، قد قتل بيد نجله بسبب خلافات عائلية.

وأعلن المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان أن "جريمة مقتل المرشح عن تحالف الوطنية فاروق محمد زرزور الجبوري جنائية ولا تتصل بالجرائم الإرهابية".

وأوضح بيرقدار أن "الجريمة حصلت نتيجة خلافات عائلية. نجل الضحية اعترف بقتله أباه لأسباب تتعلق بخلافات عائلية".وأشارت مصادر محلية إلى أن نجله القتيل يدعى إحسان ويبلغ من العمر 18 عاما.

وأكد قائد عمليات نينوى نجم الجبوري لوكالة فرانس برس أن "الحادث جنائي، وليس إرهابيا، هناك طلقة في الرأس، وهذا ما توصل إليه فريق التحقيق". وفي وقت سابق، أعلن تنظيم داعش عبر حساباته على تطبيق "تلغرام" عن "تصفية" الجبوري داخل منزله.

وقال مدير ناحية القيارة صالح الجبوري لفرانس برس إن مسلحين "اغتالوا فجر اليوم المرشح عن قائمة ائتلاف الوطنية فاروق زرزور الجبوري بالرصاص بعدما داهموا منزله" في ناحية اللزاكة بمنطقة القيارة الواقعة على بعد 70 كيلومترا جنوب الموصل.

وأكد مصدر طبي في مدينة الموصل، استلام جثة الجبوري (45 عاما) الذي يترشح للمرة الأولى إلى الانتخابات على اللائحة التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي. والجبوري ليس أول مرشح يقتل. ففي نهاية أبريل الماضي، قتل المرشح عن قائمة "دولة القانون" التي يرأسها نوري المالكي، نجم الحسناوي، جراء إطلاق نار خلال تواجده لتسوية نزاع عشائري في بغداد.

وكان الجبوري دعا في فيديو نشره عشية مقتله على فايسبوك، وهو يحمل ابنه بين ذراعيه، الناخبين إلى أن "المجرب لا يجرب (...) ومن يشتريك يبيعك".

إن شاء الله
وأضاف الجبوري، وهو يجلس على العشب في حديقة منزله "أيام قليلة إن شاء الله ونحتفل بالفوز"، واعدا بتشكيل "حكومة عادلة تخدم الفقراء وتطيح بالفاسدين (...) حكومة قوية عادلة تنصف الفقير وتنصف عوائل الشهداء، وتفكر بالإعمار والمواطنين".

صفحة الجبوري امتلأت بالتعليقات من قبل ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي الذين استنكروا مقتله، مرفقين إياها بصور له بوجه بشوش مبتسم دائمًا.

توعد تنظيم داعش في تسجيل صوتي في أبريل الماضي باستهداف مراكز الاقتراع والناخبين خلال الانتخابات البرلمانية المقررة في العراق في 12 مايو الحالي. وفي رسالة صوتية على تطبيق تلغرام، توجه المتحدث باسم التنظيم المتطرف أبو حسن المهاجر إلى السنة لثنيهم عن المشاركة.

وقال إن "حكومة الحشد الرافضي الإيراني في العراق مقبلة على ما يسمونه انتخابات، فكل من يسعى في قيامها بالمعونة والمساعدة فهو متول لها ولأهلها، وحكمه كحكم الداعين إليها والظاهرين إليها". وأضاف المهاجر "إنا نحذركم يا أهل السنة في العراق، من تولي هؤلاء القوم (...) وإن مراكز الانتخاب ومن فيها هدف لأسيافنا. فابتعدوا عنها واجتنبوا السير بقربها".

هذه الانتخابات هي الأولى التي سيشهدها العراق بعد إعلان السلطات العراقية في ديسمبر الماضي، دحر تنظيم داعش الذي سيطر لنحو ثلاث سنوات على ما يقارب ثلث مساحة البلاد. ولطالما هاجمت التنظيمات السنية المتطرفة الانتخابات وعارضتها منذ العام 2003، وسعت إلى مضاعفة الاعتداءات خلال عمليات التصويت السابقة.

وسيختار نحو 24,5 مليون ناخب في 12 مايو، بين زهاء 7000 مرشح يتنافسون على 329 مقعدا في البرلمان. وفي نهاية عملية الاقتراع، التي تخلط بين النسبية والمحاصصة، سيتعيّن على اللوائح الفائزة أن تتحد لتشكيل ائتلاف حكومي.