أنهى حزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقًا) استعداداته لعقد المؤتمر الوطني العاشر الذي ستنطلق أعماله مساء الجمعة المقبل، بحضور 1180 مؤتمر يمثلون فروع الحزب بمختلف أقاليم المملكة وتنظيماته الموازية، وسيحسمون الاسم الذي سيقود الحزب خلال المرحلة المقبلة. 

إيلاف من الرباط: يرفع مؤتمر حزب التقدم والاشتراكية الذي ستستمر فعالياته على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار "نفس ديمقراطي جديد"، وسيعرف المصادقة على الأطروحة السياسية والقانون الأساسي، اللذين صادقت عليهما اللجنة المركزية في أفق المصادقة عليهما من قبل المؤتمر الوطني.

أكد أحمد زكي، رئيس اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر العاشر لحزب التقدم والاشتراكية، أن الإعداد للمؤتمر جرى في "ظروف جيدة لم نتوصل بطعون إلا على مستوى الشكليات، ولا تمسّ في الجوهر عملية انتداب المؤتمرين".

أضاف زكي، في اتصال مع "إيلاف المغرب"، أن رفع المؤتمر شعار "نفس ديمقراطي جديد"، جاء نتيجة تشخيص الحزب وقراءته للمشهد السياسي في البلاد، مسجلًا أن الحاجة ملحّة إلى نفس ديمقراطي جديد يكسر حالة الجمود التي يعانيها المسار الديمقراطي في المغرب.

أحمد زكي رئيس اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر العاشر لحزب التقدم والاشتراكية

وزاد القيادي في حزب التقدم والاشتراكية موضحًا أن المغرب يعيش بعض المؤشرات المقلقة بخصوص الديمقراطية والحريات، مشددًا على أن ما يقع في البلاد من احتجاجات اجتماعية يؤكد أننا "نحتاج دفعة جديدة من الحريات ونفسًا ديمقراطيًا جديدًا من شأنه تعميق الديمقراطية في البلاد".

أفاد زكي الذي يشغل أيضًا عضوية المكتب السياسي للحزب، أن نبيل بنعبد الله الأمين العام الحالي للحزب، بطلب من غالبية أعضاء المكتب السياسي "قبل الترشح لولاية جديدة على رأس الأمانة العامة"، وأضاف أن هذا الأمر جرى في لقاء للمكتب مساء أمس الإثنين.

وحول ما إذا كان قرار المكتب السياسي التشبث بالأمين العام الحالي لولاية جديدة، يمثل ردًا على قرار إعفائه من وزارة السكنى والتعمير بسبب التأخر الحاصل في إنجاز مشروع "الحسيمة.. منارة المتوسط"، قال زكي إن تمسك أعضاء المكتب السياسي بترشح بنعبد الله للأمانة العامة للحزب، أملته الثقة التي يحظى بها لدى مناضلي ومناضلات التقدم والاشتراكية.

وأشاد زكي بما حققه بنعبد الله خلال الولاية السابقة، مشددًا على أن الأمين العام الحالي "ضمن استقلالية قرار الحزب، وهذا أهم إنجاز حققه، وأساس تمسكنا به"، وزاد موضحًا أنه "حقق إنجازات مهمةً للحزب، وأدى مهمته على أكمل وجه بشهادة الجميع"، على حد قوله.

عن التقارب والتحالف القائم بين حزبي التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقًا) والعدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) وما يمكن أن يثير من نقاش في المؤتمر، اعتبر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن هذه النقطة "إذا كان فيها خلاف مع انطلاق الحكومة الأولى فالتجربة أبانت عن صحة الخطة، ولم يبق هناك من يعارضها بتاتًا".

لم يقف زكي عن هذا الحد، بل ذهب إلى أن "جميع تقارير اللجنة المركزية والوثيقة السياسية المطروحة للنقاش تؤكد صواب تحالف الحزب مع حزب العدالة والتنمية، ولم تواجه أي اعتراض"، وذلك في تأكيد واضح على أن الحزب سيستمر في تحالفه مع حزب العدالة والتنمية رغم الاختلاف الكبير على المستوى الأيديولوجي.

إلى ذلك، رجحت مصادر من داخل حزب التقدم والاشتراكية بأن الطريق يبدو سالكًا أمام بنعبد الله لشغل منصب الأمين العام، في ظل شبه الإجماع الحاصل حول شخصه، واستبعدت بنسبة كبيرة حدوث أي مفاجأة بالنظر إلى أن الأمين العام الحالي يحظى بدعم غالبية رموز وقيادات الحزب، ذي المرجعية اليسارية.