انتقدت ناشطات في الهند حزبين سياسيين كبيرين كانا قد وعدا خلال حملة انتخابات الولاية المقبلة بمنح فوط الحيض الصحية مجانا لجميع نساء الولاية.

وكان حزب باراتيا جاناتا، وحزب المؤتمر، اللذان يحكمان ولاية كارناتاكا الجنوبية، قد وعدا بحصول جميع النساء على فوط صحية مجانا، إذا انتخبا.

وجاء وعد الحزبين في أعقاب فرض السلطات في الولاية ضريبة تقدر بـ12 في المئة على المنتجات الصحية في يوليو/تموز، وهو الأمر الذي أثار كثيرا من الغضب والاحتجاجات.

ولكن الناشطات لسن مقتنعات.

وقالت إحدى مؤسسات حركة صحة المرأة في ولاية كارناتاكا للقسم الهندي في بي بي سي: "ليس هناك مدعاة للاحتفال، طالما أن الوعد منصوص عليه في البرنامج الانتخابي. وهل يعقل أن تفرض أولا ضرائب على البضائع والخدمات الصحية، والفوط النسائية، ثم تعد بتوزيعها مجانا؟".

وأضافت دكتورة أخيلة: "أن هذا الكلام المزدوج يفضح منهجهم، الذي يسترضي فئة بعينها، تجاه نظافة المرأة وصحتها".

وقالت: "تقديم الفوط الصحية أمر واحد. لكن هل وفرت الحكومة مراحيض في مدارسها، مزودة بالمياه الجارية؟ المشكلة هي أن من يتولون السلطة لا يعالجون القضايا الأساسية، ولا القضايا الثقافية بشأن موضوع مثل الحيض".

وقالت جيوتي هيتنال، التي تعمل مع منظمة غير حكومية، لبي بي سي إنها ترى أنه أمر "مضحك" أن تتنبه الأحزاب السياسية اليوم وفجأة لموضوع فوط الحيض، الذي تعتبره "محرما"، دون أن تعمل على نشر الوعي حيال الصحة ونظافة المرأة.

وتساءلت: "ما الذي تعدون به، دون أن تعرفوا أولا شيئا عن نظافة المرأة؟".

ويتسابق الحزبان المذكوران في هذا المجال ليتقدم أحدهما على الآخر.

وكان حزب المؤتمر قد بدأ بالوعد بمنح فوط حيض مجانا للنساء اللائي يقعن تحت خط الفقر ويحملن بطاقة تفيد بذلك، وكذلك للطالبات.

ثم أعقب ذلك تقديم حزب باراتيا جاناتا العرض نفسه، وأدى هذا إلى مراجعة حزب المؤتمر لبرنامجه الانتخابي.

وعلى الرغم من التشكك المنتشر بين السكان، فإن م. نيله، وهي من قيادات الحزب الشيوعي في الهند، قالت لبي بي سي إنها مسرورة بإدراك الأحزاب السياسية، وإن كان هذا الإدراك متأخرا، لأن فوط الحيض قضية، وإنها ليست منتجات "محرمة"، ولا يجب فرض الضرائب عليها.

ويتنافس الحزبان بشدة على الانتخابات في ولاية كارناتاكا، معتبرين إياها مؤشرا للانتخابات العامة في 2019.

ويقول محللون إن استرضاء النساء كان له تأثير جيد في السياسيين الآخرين في الولايات الأخرى، مثل السياسي نيتيش كومار في ولاية بيهار الشرقية، إذ كان لخطته توزيع زي موحد مجانا، وتوزيع درجات هوائية، وفوط صحية للطالبات أثر جيد وشعبية كبيرة.