دبي: افتتحت إمارة الشارقة مركز صير بونعير للأبحاث البحرية خلال مهرجان صير بونعير الذي انطلقت نسخته ال 19 اليوم، ‏ويحتوي هذا المركز الذي افتتحه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان صير بونعير، على أحدث الأجهزة، والمركز وهو عبارة عن منصة علمية تقوم باجراء أبحاث خاصة للبيئة البحرية.

يأتي تنظيم هذا المهرجان في نسخته الـ19 تحت شعار "البحر حياتنا" ويحتفي بالتراث الإماراتي البحري تماشيا مع رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في صون الموروث الحضاري والبيئي والمحافظة عليه للأجيال المقبلة وإبراز المكانة المتميزة التي تحظى بها جزيرة صير بونعير في الذاكرة الإماراتية باعتبارها حاضنة لكنوزه التراثية والبيئية.

سلطان الخير

وقامت فرق هيئة البيئة والمحميات الطبيعية خلال هذا المهرجان الذي يحتفي بالبحر وما يحتويه من نفائس وكنوز وبالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية ونادي الشارقة للرياضات البحرية بزراعة الشعاب المرجانية على شكل عبارة "سلطان الخير" تقديرا لاهتمام حاكم الشارقة المستمر بحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية.

ويشهد المهرجان هذا العام فعاليات كثيرة معظمها يرتبط مع البحر فإلى جانب العروض التراثية التي تقدمها الفرق الشعبية خصص المهرجان مساحة واسعة للحرفيين لتقديم مهاراتهم المتصلة بالبحر مثل فلق المحار وصناعة القراقير والحبال وكذلك صناعة المالح، حيث تأتي إقامة هذه الفعاليات لتجديد علاقة الأجيال الحالية والمقبلة مع تراث الأجداد الذين اعتمدوا قديماً على البحر مصدر رزق لهم.

الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة متحدثا عن صير بونعير:

تبعد عن الشارقة 40 دقيقة بالطائرة

في عام 2000 تم إعلان جزيرة صير بونعير محمية طبيعية بموجب المرسوم الأميري رقم (25) الصادر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة بشأن إنشاء محمية طبيعية في جزيرة صير بونعير.

تقع جزيرة صير بونعير على بعد 65 كلم من سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة على الخليج العربي، وتمتد على مساحة 13 كلم مربع، وهي غير مأهولة بالسكان، ويستغرق الوصول إليها ما بين 2-3 ساعات عن طريق البحر، و25 دقيقة بالطائرة من أبوظبي وجبل علي، و40 دقيقة من الشارقة. وتعد الجزيرة محمية طبيعية نظراً لمعالمها البيئية المهمة، والتي تتضمن طبقات جيولوجية، ونباتات طبيعية، وطيور بحرية، وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة.

ملجأ للسلاحف وموطن للشعاب المرجانية

وتم التقدم بملف اعتماد جزيرة صير بونعير، كموقع تراثي عالمي من قبل اليونسكو، إذ تشكل الجزيرة ملجأ طبيعيا للسلاحف لأكثر من 2000 عام، وتتميز بالنظام البيئي البحري النابض بالحيوية. وكشفت الدراسات والمسوحات البحرية في الجزيرة على وجود أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية والتي تحدد بنحو عشرين نوعاً مثل مرجان المخ، وخلية النحل، والشجيري، وقرون الغزال، وغيرها وتم تسجيل ما مجموعه 58 نوعاً من أسماك الشعاب المرجانية خلال الدراسات الاستقصائية التي أجريت في المناطق المرجانية الشمالية والغربية في جزيرة صير بونعير.

ويتميز نظامها البيئي بالتواجد الكثيف لأعشاش السلاحف البحرية و الطيور المستوطنة والمهاجرة، التي تعيش على شكل مستعمرات، إلى جانب الأنواع الأخرى كالغزلان و سحلية الضب، كما يتميز بتكاثر الطيور البحرية كأم صنين والخشاش.

طيور بحرية وشواطئ رملية

وتعتبر من المواقع المهمة في الخليج العربي لتعشيش سلاحف منقار الصقر، كما تمثل جزيرة صير بونعير إحدى أهم المحميات البحرية المهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي، لما تحويه من عناصر بيئية مهمة، مثل تكويناتها الجيولوجية المدهشة ونباتاتها الطبيعية وطيورها البحرية، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية الزاخرة بأندر أنواع الحياة البحرية، كما تتميز الجزيرة بطبيعتها الخلابة وشواطئها الرملية.

وتمتاز جزيرة صير بونعير بأنها ذات أهمية دولية، حيث تم إدراج اسم المحمية في الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة (رامسار)، وذلك للحفاظ على مكوناتها البيئيةالزاخرة بالتنوع الحيوي. كما تم ادراجها في قائمة يونيسكو التمهيدية لمواقع التراث العالمي، وقبولها في مذكرة تفاهم حول حماية وادارة السلاحف البحرية وموائلها في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا (IOSEA).

فيديو جزيرة صير بونعير:

مشروع سياحي عملاق ب 1.5 مليار درهم

وكشفت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" عن تفاصيل مشروعها السياحي المتكامل في جزيرة صير بونعير والذي تقدر تكلفته بنحو نصف مليار درهم، ويهدف إلى تطوير مشروع سياحي بيئي متميز يستقطب السياح والزائرين من داخل الإمارات وخارجها. ويتضمن فندقا ومنتجعا فاخرا فئة خمس نجوم، وشققا فندقية، وفللا فاخرة، وقرية للتخييم، ومسرحا مفتوحا، ومتحفا، ومسجدا، ومركزا تعليميا ومرفأ للسفن، ومطارا، وعددا من المتاجر ومجمعا ترفيهيا.

ويهدف المشروع إلى تحويل جزيرة صير بو نعير ذات الأهمية الحيوية إلى وجهة سياحية تقدم مزيجا من عناصر الفخامة والرفاهية والراحة، وتوفر تجربة فريدة للسياح من حيث طبيعة المكان، والإحساس بنبض التراث، وتعكس في تصاميمها المعمارية التراث الثقافي للمنطقة وقلبها النابض بالحيوية والنشاط. ويمتد المشروع عند اكتماله على مساحة 37,721 متراً مربعاً، ما يجعله أحد أبرز الوجهات السياحية في الشارقة والإمارات.

فندق فاخر

ويضم فندقا فاخرا مكونا من قسمين، يتضمن القسم الأول (الرئيسي) 60 جناحا، يحتوي كل منها على غرفة نوم واحدة، إلى جانب عدد من الشاليهات والمنازل الشاطئية فئة غرفة نوم واحدة. أما القسم الثاني، فيتضمن 17 جناحا وشاليه ومنزلا فاخرا تقع على امتداد شاطئ السلاحف في الجزيرة، موزعة على 8 أجنحة فاخرة (ديلوكس) فئة غرفة نوم واحدة، و3 شاليهات بغرفة نوم واحدة، وستة منازل شاطئية فئة غرفتي نوم.

قرية سكنية

كما يتضمن المشروع السياحي قرية سكنية تمتد على مساحة 9,693 متراً مربعا، وتحتوي على فيلتين من فئة غرفتي نوم، وعشر فلل فئة ثلاث غرف نوم، وأربع فلل فئة أربع غرف نوم، وفيلا واحدة لكبار الشخصيات. وتضم القرية بالإضافة إلى الفلل 30 شقة من فئة 2 و3 غرف نوم، وتتنوع من حيث التصميم بين الطابق الواحد "سيمبليكس" والطابقين "دوبليكس".

وتقيم "شروق" ضمن المشروع مركزا للفعاليات يضم سكنا للطلبة يتكون من 22 شاليه، يحتوي كل منها على 6 أسرة لخدمة البرامج التعليمية المختلفة التي ستجرى في الجزيرة.