لندن: وجدت دراسة جديدة أن دماغ الشخص البالغ يتأثر بالوضع الاجتماعي والاقتصادي لصاحبه بحيث يمكن أن يتغير تركيبه ووظيفته حسب هذا الوضع. 

وكانت أبحاث سابقة أظهرت أن دماغ الطفل يمكن ان يتغير إذا نشأ في بيئة تفتقر الى القدر الكافي من التعليم والتغذية والعناية الصحية. ولكن تأثير هذه العوامل على دماغ الشخص البالغ ليس معروفاً بالقدر نفسه. 

وأظهرت نتائج الدراسة التي أجراها علماء من جامعة تكساس في دالاس أن هناك علاقة بين الوضع الاجتماعي الاقتصادي للشخص والتغيرات التي تحدث في تركيب الدماغ وعمله. 

وطبق العلماء تكنولوجيا تصوير الدماغ على عينة من زهاء 300 شخص أعمارهم بين 20 و90 عاماً. وحُسبت حالتهم الاجتماعية الاقتصادية باستخدام معايير تجمع بين مستوى التعليم و"السمعة" الاجتماعية لوظيفة كل فرد. 

وقال الدكتور غاغان ويغ عضو فريق الباحثين ان المعروف إن المكانة الاجتماعية والاقتصادية تؤثر على تركيب الدماغ في الطفولة والشيخوخة "وأردنا أن نعرف إن كانت هناك علاقة بين الوضع الاجتماعي الاقتصادي والدماغ على نطاق أوسع خلال مرحلة البلوغ". 

ولاحظ الباحثون ان ذوي المكانة الاجتماعية والاقتصادية الأعلى في متوسط العمر تكون شبكات أدمغتهم منظمة تنظيماً أفضل والمادة الرمادية القشرية في ادمغتهم أكثر كثافة. 

من جهة أخرى فان القشرة الخفيفة التي لاحظها العلماء في ادمغة ذوي الأصول الاجتماعية الاقتصادية المتواضعة قد تكون مبعث قلق لأن المعروف ان قلة المادة الرمادية ترتبط بحدوث إعاقة عقلية في وقت لاحق من حياة الشخص، بما في ذلك فقدان الذاكرة والخرف. 

وقالت الدكتورة مايكلا تشان رئيسة فريق الباحثين "ان متابعة أفراد خلال زمن حياتهم توفر معلومات أكثر عن التغيرات التي تحدث في أدمغتهم وعلاقتها بالأحداث الحياتية والمكانة". 

وأضاف الدكتور ويغ "ان ما وجدناه في متوسطي العمر هو علاقة بين المكانة الاجتماعية الاقتصادية وعمل الدماغ وتركيبه". 

واللافت في هذه النتائج ان غالبية الأفراد الذين شملتهم الدراسة كانوا فوق خط الفقر. وقال الدكتور ويغ "ان هذا يقدم دليلا على ان العلاقة بين المكانة الاجتماعية الاقتصادية والدماغ لا تقتصر على افراد في النهايات القصوى من الوضع الاجتماعي الاقتصادي بل موجودة على امتداد مساحة اوسع في اطار المكانة الاجتماعية الاقتصادية". 

وصرح البروفيسور دريك هيل المختص بالتصوير الطبي في كلية لندن الجامعية لصحيفة الاندبندنت أن نتائج الدراسة التي لم يشارك فيها تشير الى وجود علاقة بين الوضع الاجتماعي الاقتصادي وعمل الدماغ ولكن المطلوب أبحاثاً أوسع لتأكيد هذه العلاقة. 

واتفق الدكتور ويغ بأن نتائج الدراسة تبين أن هذا مجال جدير بمزيد من البحث واضاف "ان المحصلة النهائية تتمثل في ان الوضع الاجتماعي الاقتصادي يمكن ان يؤثر على صحة الدماغ حتى في متوسط العمر ومن الضروري الاستمرار في دراسة هذه العلاقة". 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.independent.co.uk/news/science/brains-poor-adults-different-structure-status-society-people-backgrounds-a8351591.html