قال برنارد لويس إن الصعوبات كبيرة في فهم الإسلام بسبب وجود صورتين كاذبتين: صورة المسلمين بوصفهم برابرة، وصورة الاسلام دين المحبة والسلام، والحقيقة في مكانها المعهود بين الصورتين.

لندن: يعتبر برنارد لويس الذي توفي عن مئة عام وعام، أهم الباحثين الذين أسهموا في تشكيل تصورات الغرب عن الاسلام. وما زال كتابه "العرب في التاريخ" الذي نشره في عام 1950 من المراجع التي لا غنى عنها في معاهد البحوث الغربية المختصة بشؤون العالم العربي.

صورتان كاذبتان

تقدم عناوين كتب نشرها مثل "الصدام بين الاسلام والحداثة في الشرق الأوسط" و"أزمة حرب الاسلام المقدسة والارهاب غير المقدس" أمثلة على مواقفه المثيرة للجدل. كما اتهمه بعض الباحثين باتخاذ موقف هلعي دون مبرر بشأن "صدام الحضارات".

في مقابلة مع مجلة "تايم" قبل سنوات، قال لويس إنه يريد التشديد على أهمية الإسلام الذي يعتنقه أكثر من 1.3 مليار انسان، ليس بسبب هذا العدد فحسب، بل بسبب دور الإسلام حاليًا، بل وضعه في اوروبا وافريقيا واسرائيل وبصورة متزايدة في اميركا.

اضاف أن الأمر المهم الآخر هو الصعوبات الكبيرة في فهم الإسلام، بسبب وجود "صورتين كاذبتين" منتشرتين على نطاق واسع، موضحًا "من جهة لدينا صورة المسلمين بوصفهم برابرة" خرجوا من الصحراء على الخيول ، "السيف بيد والمصحف باليد الأخرى، مخيرين ضحاياهم بين الاثنين. ومن الجهة الأخرى لدينا صورة الاسلام دين المحبة والسلام". وبحسب لويس، فإن "الحقيقة هي في مكانها المعهود بين الصورتين".

أكد لويس أن صور العربي الفاتح بقوة السيف "ليست لا معقولة فحسب، بل مستحيلة، لأنه ليس هناك مسلم يحترم نفسه يحمل القرآن بيده اليسرى المخصصة تقليديًا لأغراض غير نظيفة".

إسم إيران في الوحل

تابع لويس أن صورة الاسلام هذه ما زالت موجودة في الغرب، لكن "الصورة التي يقدمها أعداء الاسلام مشابهة إلى حد بعيد لصورته التي يقدمها الارهابيون. وكما أرى، فإن المنظمات الارهابية تمثل تشويهًا للاسلام مثلما أن النازية تشويه للوطنية الالمانية والبلشفية تشويه للتوق إلى أوضاع اجتماعية أفضل".

حذر برنارد لويس من خطورة التهديد الارهابي للغرب قائلًا إن هناك التهديد الارهابي "من النمط الذي يعتمده تنظيم القاعدة، وهناك النمط الايراني المدعوم من الحكومة الايرانية. وكلاهما يضمران طموحات عالمية ولديهما عقلية دينونية، وكلاهما يشعران أن اللحظة الراهنة هي نهاية الزمن وان المعركة الأخيرة على وشك أن تُخاض بين قوى الخير وقوى الشر. بالطبع، هم قوى الخير وبقية العالم قوى الشر".

لاحظ برنارد لويس "أن كثيرًا من الايرانيين، بل أغلبيتهم على الأرجح، يشعرون بالغضب على قادة بلدهم، ويشعرون أن هؤلاء يمرغون اسم إيران في الوحل".

نوّه لويس لبكي بمبادرة العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله ورعايته حوار الأديان ولقائه البابا قائلًا، إن هذا تعبير عن الوعي بخطورة التطرف الاسلامي على المملكة والعالم. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "تايم". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://content.time.com/time/world/article/0,8599,1843104,00.html​