الموقف من برنارد لويس متناقض. ثمة من يمدح دراسات الإسلامية، ومنهم من يذمه على خلفية علاقته بإسرائيل، حتى ثمة من يسميه مهندس المهزلة.

القدس: استُقبل نبأ وفاة المؤرخ المعروف برنارد لويس، المختص بالاسلام والشرق الأوسط، بمظاهر الحزن والرثاء المقترن بأسمى آيات التقدير والمديح من محافظين مثل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وبانتقادات لاذعة لأرثه من الذين يتهمونه بمعاداة الاسلام وتأجيج الصراعات في الشرق الأوسط.

كان لويس المولود في بريطانيا وعمل فترة طويلة استاذ التاريخ في جامعة برنستون الاميركية باحثًا له نفوذ واسع وخاصة بين المسؤولين المحافظين في الولايات المتحدة الذين كانوا يطلبون مشورته عن قضايا الساعة في العالم الاسلامي والشرق الأوسط.

مرتكزات أيديولوجية

لويس الذي توفي في 19 أيار 2018 هو الذي نحت مصطلح "صدام الحضارات" بين الاسلام والغرب في مقال نشرته في مجلة "ذي اتلانتيك" في عام 1990 بعنوان "جذور غضب المسلمين".

البعض حمَّل برنارد لويس مسؤولية تقديم المبرر الفكري لقرار الولايات المتحدة غزو العراق. وصرح لويس لاحقًا انه لم يؤيد الحرب.

قال نتانياهو في بيان بمناسبة وفاة برنارد لويس انه "كان من الباحثين الكبار المتخصيين بالإسلام والشرق الأوسط في زمننا، وسنكون ممتنين إلى الأبد لدفاعه القوي عن اسرائيل".

وأشاد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بلويس قائلًا: "إنه رجل عظيم أُدينُ بالكثير من فهمي للشرق الأوسط إلى عمله".

من جهة أخرى، اتهم المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، الذي كان استاذًا في جامعة كولومبيا في نيويورك، لويس بسوء النية تجاه الاسلام والاستعلاء حين يكتب عن تاريخ المسلمين فضلًا إلى الانطلاق من مرتكزات ايديولوجية في مواقفه.

مهندس المهزلة

كتب يوسف منيّر، المدير التنفيذي لمنظمة "الحملة الاميركية من أجل الحقوق الفلسطينية" أن برنارد لويس هو مهندس "المهزلة التي اصحبنا نعرفها باسم "خبراء في شؤون الارهاب" حيث يشرح غير مسلمين للغربيين لماذا أن المسلمين أشرار مروجين الاستشراق والاسلاموفوبيا".

وحاول البروفيسور تيمور كوران من جامعة ديوك الاميركية أن يتوخى الحياد بالثناء على نتاج لويس البحثي في النصف الأول من حياته. وكتب كوران يقول "إن برنارد لويس (1916 ـ 2018) سيُذكَر طيلة عقود على نشاطه المثير للجدل ولعقود ايضًا على ابحاثه اللامعة إلى حد عمر الستين تقريبًا. ومن بين درره "اسطنبول" و"ظهور تركيا الحديثة" و"اكتشاف المسلمين لاوروبا" التي ما زالت اعمالا من المفيد قراءتها".

أعاد رئيس تحرير مجلة ويكلي ستاندارد المحافظة بيل كريستوف نشر ما كتبه بمناسبة عيد ميلاد لويس المئوي قائلا "لا أحد من طلابه السابقين سيختلف على اننا لن نرى آخر مثله".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "هآرتس". الأصل منشور على الرابط:

https://www.haaretz.com/middle-east-news/praise-and-scorn-for-late-middle-east-scholar-bernard-lewis-1.6104535