القاهرة

يزور رئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد علي "مصر" في أول زيارة رسمية له منذ توليه منصبه، وذلك بهدف عقد جلسة مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتركّز حول كيفية حل أزمة "سد النهضة". وتأتي هذه الزيارة بعد أن تخوّف البعض في الأشهر الفائتة من اندلاع حرب على المياه، ما لم تتوصل أثيوبيا الى اتّفاق مع دولتي مصر والسودان بشأن "سدّ النهضة" الذي يقع على نهر النيل الأزرق بولاية بينيشنقول-قماز بالقرب من الحدود الأثيوبيّة - السودانيّة. حيث يعدّ سد النهضة أكبر سدّ كهرومائي في القارة الأفريقية.

أبي أحمد علي يلتقي السيسي

 استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء أمس بمقر رئاسة الجمهورية أبي أحمد علي، رئيس وزراء أثيوبيا، والذي يقوم ولأول مرة منذ توليه منصبه بزيارة رسمية إلى مصر تستغرق يومين.
وفي السياق هذا، قال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: "إن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء الإثيوبي تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما تطرقت المباحثات إلى تطورات موقف سد النهضة، حيث توافق الرئيسان على تبنى رؤية مشتركة بين الدولتين قائمة على احترام حق كل منهما في تحقيق التنمية دون المساس بحقوق الطرف الآخر، وتوافر الإرادتين السياسية والشعبية للتوسع في آفاق العلاقات بين البلدين لتشمل كافة المجالات، لاسيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي".
هذا ويشارك في الزيارة، وفد من الوزراء الأثيوبيين، منهم وزير الري والكهرباء، لبحث التعاون المشترك، ودعم التعاون بين البلدين في مجالي المياه والطاقة.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الاثيوبي، أيضًا عددا من القيادات السياسية، خلال زيارته، لبحث العلاقات الثنائية ووسائل تعزيزها بين البلدين فضلا عن تناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

مصر قلقة من تداعيات سد النهضة

 تأتي زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي في ظل قلق مصري بالغ، من تداعيات سد "النهضة"، لاسيما بعد فشل المفاوضات الفنية بين البلدين. وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من مياه نهر النيل، والتي تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب سنويا، والتي تعد المصدر الرئيسي للمياه في البلاد.
وفي تعليق لرئيس حزب الأحرار، الدكتور مدحت نجيب، حول الزيارة، قال: إن زيارة رئيس وزراء أثيوبيا الجديد "أبي أحمد علي" للقاهرة لمقابلة الرئيس السيسي تؤكد على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، مهما حاولت قوى الشر وبعض القوى الإقليمية للإيقاع بين البلدين خاصة بعد تحريضات هذه القوى لأثيوبيا لبناء سد النهضة عقب أحداث يناير 2011.
وفي حديث له لـ"إيلاف"، أشار الى أن اللقاء يؤكد على قوة ومكانة مصر في أفريقيا وقدرتها على حل أزمة سد النهضة، مؤكدا على أن هذه الزيارة تقلق المعسكرين الإخواني والإسرائيلي، وتشير إلى أن أموال قطر الطائلة التي دفعتها لتحريض أثيوبيا على مصر ذهبت هباءًا، مشيرًا إلى أن مصر بقيادة الرئيس السيسي بفضل حكمته وحنكته وما يملكه من خبرة في جميع المجالات سواء السياسية أو العلمية أو العسكرية أو الاستراتيجية أو الاجتماعية قادرة على التصدي لمعركة الوجود التي نواجهها الآن.


أبي أحمد يلتقي قيادات مصرية 

أجرى "أبي أحمد" مباحثات مع القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري، حول سبل تعزيز العلاقات واستكمال عملية بناء الثقة التي بدأت في منتصف شهر مايو الماضي.

يذكر أنه في منتصف فبراير الماضي، قدم رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، استقالته من رئاسة الحزب الحاكم ورئاسة الحكومة أيضاً، عقب اضطرابات سياسية شهدتها البلاد، جراء الضغوط الشعبية ضد النظام الحاكم، والتي اندلعت عام ٢٠١٥، وأسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل، لإجبار النظام على توزيع الثروة والسلطة بشكل عادل على قوميات الشعب الإثيوبى، بدلاً من سيطرة قومية "التيجراى" على الثروات والسلطة، رغم أنها تمثل ٦% فقط.