في سبتمبر 2013، كان العالم ينتظر بين لحظة وأخرى انهمار الصواريخ الأميركية على سوريا الأسد، بعد استخدام النظام السوري غاز سارين ضد المدنيين، لكن إيجازًا استخباريًا منع باراك أوباما من إعطاء الأوامر.

إيلاف: نشر بن رودس الذي كان مدير الاتصالات في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ثماني سنوات مذكراته أخيرًا. 
وكان رودس يعمل في الغالب وراء الكواليس خلال خدمته في البيت الأبيض كاتب خطابات ونائب مستشار الأمن القومي، وبصورة متزايدة حافظ أسرار الرئيس المعروف بكونه متيقظًا على الدوام.

يبدأ كتاب رودس "العالم كما هو: مذكرات عن بيت أوباما الأبيض"، وينتهي برد فعل أوباما على انتخاب دونالد ترمب رئيسًا.

100 في مئة؟
بين البداية والنهاية، يسرد أحداثًا عالمية في تسلسل زمني إخباري حميم، وصفه جو كلاين في "نيويورك تايمز بوك ريفيو" بأنه "قصة نضج كلاسيكية" عن الرحلة من المثالية إلى الواقعية مروية بصراحة وآنية.

أجرت مجلة "تايم" مقابلة مع رودس، فقال إن مجلس الأمن القومي اجتمع في سبتمبر 2013 لاتخاذ قرار بشأن ما تردد عن استخدام غاز سارين السام في سوريا.

بدا في ذلك اليوم أن أوباما وطاقمه مستعدان لشن هجوم على نظام الأسد. وبعد يومين، أعد جيم كلابر رئيس الاستخبارات المركزية تقويمًا لعرضه على أوباما. يكتب رودس أن كلابر جاء ليقدم إلى أوباما إيجازه اليومي السري، وأبلغ الرئيس أن الدلائل تشير إلى هجوم كارثي بغاز سارين، لكنه استدرك أن الأمر ليس مؤكدًا 100 في المئة.

بهذا الاستدراك، كان كلابر يعود بأنظاره إلى حرب 2003 ضد العراق عندما وصف مدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت الأدلة على امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل بأنها "مؤكدة 100 في المئة".

بناء حجة
يخلص رودس إلى أن كلابر كان يشير على ما يبدو إلى انه لن يضع الأجهزة الاستخباراتية في موقف حرج، حيث تعمل على بناء حجة لخوض حرب أخرى في الشرق الأوسط. ويتابع رودس انه شعر بعد الإيجاز الذي قدمه كلابر "بالعبء الواقع على كاهل أوباما".

كان الجمهوريون في الكونغرس يلمّحون إلى أنه إذا شن أوباما حربًا، وحدثت مضاعفات لا تحمد عقباها، فإنه سيتحمل مسؤولية ذلك، وسيتعيّن عليه أن ينال موافقة الكونغرس.

هذا دفع محامي البيت الأبيض إلى أن يشيروا على أوباما بأنه إذا شن حربًا من دون موافقة الكونغرس ويحدث ما لا تحمد عقباه، فبالإمكان تقديمه إلى المحاكمة أمام الكونغرس.

في المحصلة، قرر أوباما ألا يشن هجومًا على نظام الأسد في سوريا.


* ترجمة عبد الإله مجيد