اثينا: ساد الانقسام اليونان الأربعاء بشان اتفاق مقترح لتسوية نزاع قديم مستمر منذ 27 عاما حول اسم مقدونيا، مع تشكيك البعض في فوائده وإشارة البعض لبقاء العديد من العقبات.

وأعلن قادة البلدين الثلاثاء التوصل الى "اتفاق تاريخي" لتسوية النزاع بتسمية مقدونيا "جمهورية مقدونيا الشمالية" بعد أشهر من المساعي الدبلوماسية المكثفة.

وعلق المحلل السياسي في جامعة بانتيون في اثينا فاسيليكي جورجيادو في مقال في صحيفة "تا نيا" أن "اتفاقا مفيدا للطرفين يجلب مناخا آمنا على حدودنا الشمالية. اليونان تحتاج الى ذلك بسبب التوتر مع تركيا".

وواجهت الحكومتان انتقادات داخلية كبيرة على مدار الأشهر الماضية على خلفية التوصل لاتفاق محتمل. واندلعت تظاهرات عديدة معارضة للاتفاق مرارا في اثينا وسكوبيي، كما اعلنت أحزاب المعارضة في البلدين نيتها عدم دعم الاتفاق المحتمل.

وبعد التوصل للاتفاق الثلاثاء، دان زعيم المعارضة المحافظة في اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس التوصل "لاتفاق سيء". وقال إن "القبول بجنسية ولغة مقدونية تراجع وطني غير مقبول".

وأكد رئيس الوزراء المقدوني زوران زايف الثلاثاء "توصلنا لحل تاريخي بعد عقدين ونصف. اتفاقنا يتضمن استخدام (اسم) جمهورية مقدونيا الشمالية بشكل شامل".

من جهته، أعلن رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس عن "انتصار دبلوماسي كبير وفرصة تاريخية كبيرة" للمنطقة لتسود "الصداقة والتعاون والتنمية المشتركة".

ومنذ ان اعلنت مقدونيا استقلالها عام 1991، يرفض اليونانيون القبول بحقها في استخدام اسم "مقدونيا" الذي يؤكدون انه لا يمكن ان يطلق الا على اقليمهم الشمالي. وهي تخشى أي اطماع اقليمية مستقبلية لجارتها في هذا الاقليم. 

وتأمل سكوبي في ان يسرع الاتفاق مع اثينا بدء مباحثات انضمامها للاتحاد الاوروبي في قمة للتكتل في نهاية حزيران/يونيو، وقبول طلب انضمام الى حلف شمال الاطلسي في منتصف تموز/يوليو.

ولا يزال الاتفاق بحاجة إلى تصديق البرلمان المقدوني وعرضه في استفتاء شعبي، قبل التصديق عليه من قبل البرلمان اليوناني.

لكن الاتفاق واجه انتقادات على الفور في الصحف اليونانية الأربعاء. فقد كتبت صحيفة "ايثنوس" الأربعاء أن "الاتفاق يواجه ثلاثة حواجز"، في اشارة الى مصادقة البرلمانين والاستفتاء، فيما أشارت صحيفة كاثيميريني إلى "صفقة تشوبها ثغرات وشكوك".

وعبّر رئيس مقدونيا غيورغ ايفانوف المقرب من الحزب القومي الذي هزمه رئيس الوزراء زايف في انتخابات العام الفائت أيضا عن قلقه. وقال "هناك حاجة لاجماع وطني أوسع لإيجاد حل لا يجرح كرامة الشعب المقدوني".