ألقت الشرطة المصرية القبض على مجموعة من الأشخاص من بينهم عامل في مسجد وشيخ طريقة صوفية، بعد انتشار فيديو لهم وهم يؤدون صلاة غريبة جدًا في أحد المساجد، وانتشر مقطع فيديو لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما تسبب في عاصفة من الغضب.

أدى مجموعة من الأشخاص طقوسًا غريبة جدًا تشبه الصلاة في أحد المساجد بمصر، وتسببت الطقوس في عاصفة من الغضب، بعد أن انتشرت مقاطع فيديو لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويظهر في أحد المقاطع مجموعة من الأشخاص يجلسون على شكل مربع ناقص ضلع، يتوسطهم شيخ طريقة "المسلمية" الصوفية بقرية طناح مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، ويبدأ الشيخ في الدخول في الصلاة وهو جالس على ركبتيه بدون التوجه إلى القبلة، ويقول "الله أكبر"، ويقرأ في سره، ويتبعه الباقون، ثم فجأة ينتفض واقفًا، على صوت دقات الدفوف، ويتلوى مثل الثعبان، وثم يؤدي حركات راقصة، ويتبعه الآخرون في تلك الطقوس.

واتهم بلاغ للشرطة شيخ الطريقة ويدعى وائل حسن المسلمي، وغيره من أتباع الطريقة المسلمية بـ"ازدراء الدين الإٍسلامي"، من خلال الرقص على أنغام الطبل والمزمار والقفز لأعلى مع استدارة الرأس يمينا ويسارا في شكل بما يفعله أتباع الطرق الصوفية فيما يعرف بـ"الحاضرة"، وأداء حركات الصلاة جلوسا دون الالتزام باتجاه القبلة أو أداء الصلاة كاملة.

وعلمت "إيلاف" أن هذه الصلاة الغريبة تعتبر جزءًا من طقوس الاحتفال بمولد "المسلمي"، الذي يقام منذ عقود بقرية طناح بعدما توفى الشيخ محمد المسلمي، وأصبح هناك طريقة باسمه تتبع الطرق الصوفية.

وألقت الشرطة المصرية، أمس السبت، القبض على عامل بمسجد وشيخ بإحدى الطريقة الصوفية، بعد اتهام أهالي القرية لهما بازدراء الأديان، وأداء طقوس غريبة على الدين الإسلامي والمجتمع. 

وقال عامل المسجد إنه لم يفعل ما يخالف الشرع، مشيرًا إلى أنه أتى بحركات صوفية أثناء احتفال أقيم بالشارع، وتم احتجازه لحين العرض على النيابة العامة.

ومن جانبها، قالت وزارة الأوقاف إنها شكلت لجنة عاجلة من التفتيش العام شأن ما تناولته ومواقع التواصل الاجتماعى من حدوث طقوس غريبة بأحد مساجد الدقهلية، وبالنزول على الطبيعة تأكد لها أن ما حدث لم يكن داخل المسجد وإنما كان خارجه.

وأضافت وزارة الأوقاف في بيان لها: تم إيقاف عامل المسجد لاشتراكه في الواقعة التي تمت خارج المسجد، لحين انتهاء التحقيقات في مدى مسؤوليته عما حدث بديوان عام الوزارة.

وأحيل خطيب المسجد للتحقيق وذلك بسبب خروجه عن موضوع الخطبة، حيث بدأ بموضوع الخطبة الموحد ثم خرج عنه لموضوع آخر لا علاقة له بموضوع الخطبة.

وأضافت وزارة الأوقاف أنه على الرغم من عدم ثبوت تورط خطيب الجمعة في الأمر على الإطلاق، فقد تم إحالته إلى التحقيق ليس بسبب الواقعة التي لا دخل له بها، وإنما بسبب خروجه عن موضوع الخطبة.

ولفتت وزارة الأوقاف في بيانها، إلى: "عامل المسجد وائل نبيل محمد حامد الشهير بـ(وائل المسلمي) فنظرًا لاشتراكه في الواقعة التي تمت خارج المسجد فقد تم إيقافه عن العمل لحين انتهاء التحقيقات في مدى مسؤوليته عما حدث بديوان عام الوزارة".

وقال طه زيادة، رئيس لجنة الأوقاف بمحافظة الدقهلية، إنه لا ينبغي تهويل وتضخيم واقعة فيديو الرقص والطقوس الغريبة بأحد مساجد المحافظة، أن عدد المتورطين في الواقعة قليل للغاية لا يتعدى 10 أو 12 مواطنا، وينتسبون إلى طريقة تسمى "المسلمية"، "وهم ناس على الفطرة خالص، ومن مدينة كبيرة عدد سكانها 10 ألف وعددهم لا يمثل شيء".

وأضاف: لا نريد أن نصنع منهم فخرا وشرف ونجعلها طريقة مشهورة وهي غير معلومة بالنسبة للمجتمع، شعب مصر متدين وتدينه محترم يليق بالعبادة والذكر".

وشدد على أن "الطقوس الغريبة والرقص والصلاة عكس اتجاه القبلة، لا علاقة بها بالدين والإسلام ولا المجتمع المصري الذي يعرف كيف يعبد الله عبادة تليق بمقام الله ورسوله. وتابع: "نستنكر هذا العمل، وشكلت لجنة للتوجه إلى هؤلاء الأفراد ومناقشتهم في هذا الفكر المغلوط إذا كانوا ينتمون لفكر معين".