الرباط : يحتفي موسم أصيلة الثقافي الدولي، في دورته الأربعين، التي تنظم إلى غاية 20 يوليو المقبل، بأفريقيا، كـ"ضيف شرف". ومن المنتظر أن يتجسد هذا الاحتفاء في مختلف فقرات هذه التظاهرة المتميزة ، سواء تعلق الأمر بندوات الدورة 33 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، أو مشاغل الصباغة على الجداريات والفنون التشكيلية والمعارض التشكيلية والعروض الغنائية والموسيقية، أو الفقرة الخاصة بالجوائز، وبينها "جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي"، الذي فاز بها، في دورتها الـحادية عشرة، الشاعر السنغالي أمادو لامين صال.

ندوات جامعة المعتمد

تقترح جامعة المعتمد بن عباد خمس ندوات متنوعة في مضامين القضايا التي تتناولها، بمقاربة أسئلة على علاقة بالاندماج الأفريقي، ما بعد العولمة، مآزق الوضع العربي الراهن، الفكر الديني الحاضن للإرهاب، والمواطنة في الميثاق الوطني البحريني؛ ومؤتمراً دولياً في موضوع "صون الثقافات الموسيقية وانتقالها في عالم الإسلام".
أعطاب الاندماج الأفريقي
تتناول ندوة "الاندماج الإفريقي: أين العطب؟"، جملة أسئلة، تشمل "النماذج والمنهجيات والمقاربات الجديدة اللازمة لتحقيق تكامل أفريقي أفضل" و"سبل تجاوز الاختلالات القائمة: الحلول والوسائل" و"دور الثقافات والحضارات الأفريقية في انبثاق أفريقيا موحدة".
وترى أرضية الندوة أنه "بسبب الإخفاقات أو الاختلالات المفترضة، ثمة ضرورة ملحة لبذل المزيد من الجهود والانخراط في عمليات تفكير متجددة، مع الاستعانة بنماذج وقضايا خاصة بالقارة من أجل بعث الروح في المجموعات الاقتصادية الإقليمية في سبيل تحقيق مزيد من التكامل والتقارب بين مجموع سياساتها".

ما بعد العولمة؟

تتوزع ندوة "ثم ماذا بعد العولمة؟"، التي تركز على التحولات الجذرية في تركيبة العالم، ثلاثة محاور، تهم "بدايات العولمة والسياقات الدولية المرافقة" و"الضعاف في مواجهة عولمة الأقوياء" و"راهن العولمة.. وماذا بعد؟".
وترى أرضية الندوة أن الأحداث الكبرى التي برزت في الآونة الأخيرة، شكلت "تحديا عصيا لخطاب العولمة، من أبرزها: صعود النزعات الشعبوية الانكفائية التي وصلت لمركز السلطة في العديد من البلدان بما فيها بعض الديمقراطيات الغربية العريقة، والاتجاه إلى العودة إلى إجراءات ونظم الحماية الاقتصادية وكبح حركة التبادل الاقتصادي الحر، والتدخل المتزايد للدولة في الحقل الاقتصادي بعد الأزمة المالية العاتية التي كادت أن تقوض المنظومة الرأسمالية العالمية، في الوقت الذي انتكست مشاريع الاندماج الإقليمي بما فيها المشروع الأوروبي وظهر من الواضح أن الموجة التقنية الاتصالية الجديدة بقدر ما تقرب بين أركان العالم تعزز الشروخ والتصدعات داخل المجتمعات وتؤجج الانتماءات والهويات الضيقة المدمرة للروابط السياسية الجماعية".

مأزق عربي

تتناول ندوة "مأزق الوضع العربي الراهن: الممكنات والآفاق" أوضاع المنطقة العربية، من خلال ثلاثة محاور تشمل "حراك الشارع والمأزق العربي الراهن" و"الأنظمة الاستبدادية والتحول الديمقراطي المعاق" و"مصاعب العبور من المأزق إلى الانفراج".
وترى أرضية الندوة أنه "كلما تلونت الأزمات واتخذت أشكالا غير مألوفة، كلما اشتدت الحيرة وطفا على السطح تردد الأنظمة بخصوص بلورة تصور كفيل بإنهاء مشاكلها الداخلية أولا، قبل التفرغ والاستعداد لما يسمى "العمل العربي المشترك" لتهدئة الخلافات البينية العالقة. لذلك كان طبيعيا اندلاع ما نراه حاليا من مشاهد الدمار والتلاشي. وعلى الصعيد الجماعي، انهارت مساعي التوحيد وتبعثرت جهود التنسيق ولم الشمل العربي حول أهداف واقعية تحقق الآمال والطموحات الوطنية والقومية التي تربت عليها الأجيال السابقة. الأخطر من كل ذلك أن قعقعة السلاح ودوي القصف من الأرض والجو، والعنف الإرهابي الأعمى، صارت تلك المصائب المعزوفة التي يسمعها المواطن العربي في بلاده، أو تصله من البلدان الشقيقة".

إرهاب

تقارب ندوة "الفكر الديني الحاضن للإرهاب: المرجعية وسبل مواجهته" موضوعها من خلال أربعة مداخل، تهم "إصلاح الخطاب الديني ومراجعته" و"بلورة وتعزيز فقه السلم والاختلاف" و"ضبط وتنقية الإعلام الديني الذي له التأثير الحاسم في تشريب الثقافة الدينية المشتركة" و"إصلاح ومراجعة مناهج التربية الدينية".

وجاء في أرضية الندوة أن المقاربات التي قدمت في السنوات الأخيرة لفهم وتفسير ظاهرة العنف الراديكالي المستند لخطاب ديني قد تباينت ما بين توجهين كبيرين: ذهب أحدهما إلى ربط هذه الظاهرة بطبيعة الدين الإسلامي ورؤيته للعالم وللديانات والثقافات الأخرى بما هو شائع في أدبيات "الإسلاموفوبيا" المنتشرة على نطاق واسع. في حين ذهب الاتجاه الآخر إلى إنكار دور العوامل الثقافية في تفسير موجة الإرهاب المدمر التي عرفتها المجتمعات المسلمة وبقية العالم ومن ثم إرجاع هذه الموجة إلى أسباب اجتماعية أو نفسية أو إستراتيجية وإن تلبست لبوسا دينيا".

موسيقى الأجيال

يسعى المؤتمر الدولي الثاني للموسيقى، الذي يتناول "صون الثقافات الموسيقية وانتقالها في عالم الإسلام"، الذي ينظم بتعاون مع دار ثقافات العالم بفرنسا، إلى مواصلة رهان التوعية بالثروة وتنوع مختلف الأساليب الموسيقية المتبعة في عالم الإسلام وتحفيز الباحثين الموسيقيين وعامة الشغوفين بالموسيقى للقيام بذلك.

وحسب أرضية المؤتمر، فـ"من أجل الحفاظ على موسيقى الأجيال المقبلة، وعلى إدامة المستجدات التي تعرفها التقاليد، أصبح من الضروري التساؤل عن الأساليب التي يمكن إتباعها، آخذين بعين الاعتبار الآليات الجديدة التي نتوفر عليها اليوم والأخطار المتوالية، من أجل الحفاظ على التواصل بين الأساليب الموسيقية المتنوعة وممارساتها". لذلك، ينتظر أن تتناول الجلسات الأربع للمؤتمر إشكالية الحفاظ وانتقال الثقافات الموسيقية في عالم الإسلام، بمشاركة اختصاصيين في الموسيقى الإثنولوجية، إلى جانب جيل جديد من الباحثين والموسيقيين المهتمين بدراسة سبل انتقال الممارسات الموسيقية التقليدية في العالم الإسلامي، والتي ما زال البحث جارياً لاكتشاف بعض منها.

أربعون سنة في أصيلة

تقترح دورة هذه السنة فقرة خاصة بتقديم كتاب "أربعون سنة في أصيلة"، بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار. والكتاب هو عبارة عن مؤلف، أصدرته هيئة البحرين للثقافة والآثار في مملكة البحرين، يؤرخ للحضور الإبداعي لمجموعة من الفنانات والفنانين التشكيليين البحرينيين الذين شاركوا في مشاغل موسم أصيلة الثقافي الدولي خلال 40 سنة.

جوائز المؤسسة

ستكون دورة هذه السنة فرصة لتسليم ثلاث من الجوائز التي أطلقتها مؤسسة منتدى أصيلة: "جائزة محمد زفزاف للرواية العربية"، في دورتها السابعة، التي فاز بها الكاتب المغربي أحمد المديني، و"جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي"، في دورتها الـ11، التي فاز بها الشاعر السينغالي أمادو لامين صال، و"جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب"، في دورتها السادسة، التي فاز بها، مناصفة، كل من الشاعرة المغربية نسيمة الراوي والشاعر التونسي محمد العربي.

تكريم

تأكيداً لثقافة الاعتراف التي تميز موسم أصيلة، تعرف الدورة تكريم المؤرخ العميد الأستاذ محمد القبلي، مع تخصيص "خيمة الإبداع" للاحتفاء بهذا المؤرخ المغربي، بمشاركة نخبة من الباحثين والكتاب المغاربة المميزين.

مشاغل وجداريات

يتضمن برنامج التظاهرة تنظيم "مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل"، و"مشغل مواهب الموسم"، و"مشاغل الفنون التشكيلية والكتابة"، فيما تعرف فقرة "جداريات موسم 40" مشاركة الفنانين عبد الحق أرزيما ومحمد بابا وياسين بلبزيوي ونصر الله بلوشي وأحمد الحياني ونجوى الهتمي ونرجس الجباري ومحمد غزولة وإدريس إدريسي فزازي وعبد القادر لعرج وعبد اللطيف نيت عدي، من المغرب، وماتيو نوزيير من فرنسا، وميتسيوي صوانو من اليابان.
ويشارك في "مشغـل الحفــر" باكو أغيلار ومارطا أغيلار مورينو وفرانسيسكو دومينغيز بينيس من إسبانيا، وخوسي فاريا من البرتغال، وتيباري كنتور من المغرب، وأكيمي نوغوشي من اليابان؛ وفي "مشاغل الصباغة" لبنى الأمين من البحرين، ومانو الغيرو ماس-بيا من إسبانيا، وميغيل أنخيل فيغا من البرتغال، وسهيل بن عزوز وعمر بوركبة ونجوى الهتمي وعبد القادر لعرج وعبد القادر المليحي ومحمد مرابطي وسعيد قديد من المغرب، ونيوكولا جنتري من بريطانيا، وكارولين غيبي من طوغو، وميتسيوي صوانو من اليابان، وماجد زلينا من تونس.

معارض وعرض أزياء

تتميز دورة هذه السنة التي ستشهد إصدار طابع بريدي بمناسبة الذكرى الأربعين للموسم، بالتعاون مع "مجموعة بريد المغرب"، تنظيم خمسة معارض، بينها مـعـــــرض "ليوبولد سيدار سنغور، 1906 _ 2001"، بتعاون مع مؤسسة ليوبولد سيدار سنغور بالسنغال، احتفاء بالذكرى السنوية العاشرة لوفاة الشاعر _ الرئيس سنغور.

وتحت عنوان "أربعة على أربعة"، سيكون الجمهور مع معرض يقترح، بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار بمملكة البحرين، أعمالاً تشكيلية للفنانين راشد الخليفة وبلقيس فخرو وعبد الرحيم شريف وإيراهيم بوسعد، الذين "غيروا المشهد الفني للفنون الجميلة في مملكة البحرين".
كما تعرف التظاهرة برمجة معرض جماعي لخمسة فنانين شباب من أبناء المدينة، هم عزيز أشرقي ورشيد البحري وابتسام شكدالي وربيع المسناني وطارق فايطح.
تقترح مصممة الأزياء المغربية إحسان غيلان مجموعتها الخاصة "من – وإلى – أصيلة"، المكونة من 6 إبداعات، تتمحور حول 6 تيمات تلتقي حول أصيلة، كمدينة حاضنة للفنون وللعالم، عبر منصة فنية يلتقي حولها التشكيل والموضة.
فيما يركز مـعــــرض "مجموعة ربيعيات الفنون في أصيلة" الضوء على مشروع فني خالص، اكتملت فيه أسباب النجاح والتطور، وذلك بفضل انسجام فنانات وفنانين من داخل المغرب وخارجه.
أما المصممة المغربية نبيهة الغياتي، فتقترح، من جهتها، عرض أزياء، ينتظر أن يشكل مناسبة للتعرف على ما تزخر به جهات المغرب من غنى في أشكال الأزياء المختلفة، التي تتميز ببهاء الصناعة، وتناسق الألوان، وجاذبية التصميم.

موسيقى وغناء

سيراً على عادته، يقترح موسم أصيلة، في دورة هذه السنة، عروضاً موسيقية وغنائية مميزة، يحييها فنانون من المغرب والخارج، بينهم نبيلة معن وادريس الملومي ومحمد ابريول من المغرب، والمغني والمؤلف والكاتب والمفكر والوزير ماريو لوسيو من الرأس الأخضر، ووعد بوحسون من سوريا، وجاهدة وهبه من لبنان، ونور قاسم من البحرين، وأركسترا شامبر فرانسي رباعي الكورد من فرنسا.