أولت صحف عربية اهتماما بتطورات العملية العسكرية التي تشنها القوات الحكومية السورية لاستعادة مناطق في جنوبي البلاد من سيطرة المعارضة المسلحة.

ويقول فؤاد الوادي في الثورة السورية: "تؤكد الانتصارات المتدحرجة في الجنوب السوري أن الأمور تسير وفق إرادة ورغبة وقرار دمشق بتحرير وتطهير كل شبر من تراب هذا الوطن من الإرهاب".

ويرى الكاتب أن "ما هو مؤكد أن معركة الجنوب باتت في خواتيمها ولحظاتها الأخيرة بعد انهيار وتهاوي المجاميع الإرهابية المتواجدة هناك، وهذا يعني أننا مقبلون على مرحلة جديدة من الحرب قد تكون الأشرس والأصعب، لأن المعركة القادمة والتي سوف تكون الأخيرة هي مع المشاريع والطموحات الإرهابية والاحتلالية والتقسيمية في الشمال والشرق السوري".

"المعارضون في وضع صعب"

من جهة أخرى، يقول جورج سمعان في الحياة اللندنية إنه "عندما تعود درعا إلى حضن دمشق قريباً ينتهي الشق العسكري من (الثورة). المفارقة أن المدينة التي انطلقت منها الشرارة الأولى تشهد هذه الأيام انطفاء هذه الشعلة. وستواجه المعارضة السياسية أخطر مرحلة في عملها. لن تعود لها مواقع في الداخل تستند إليها في مقاومة النظام أو تهديده. ولن تكون قادرة على مواجهة قرار دولي- إقليمي سهّل، إن لم يرع مباشرة، الحملة العسكرية التي تشنها القوات السورية بمساندة واسعة من الطيران الروسي لإقفال الجبهة الجنوبية".

ويرى سمعان أن "لا يبدو أن الفصائل المختلفة، وبينها (الجيش الحر) ستكون قادرة على الصمود طويلاً. سيتكرر نموذج حلب والغوطة. ولا تملك هذه الفصائل الكثير لمنع عودة المنطقة إلى حضن دمشق. وتلقت موقفاً خطياً من الأمريكيين بألا تتوقع تدخلاً عسكرياً منهم لحمايتهم من المصير المحتوم. ولن تنفع قادتها الدعوة إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة لآلاف المقاتلين. تأخروا سبع سنوات ولم يدركوا طريقهم إلى توحيد البندقية. قيّدتهم الدول المشاركة في هذه الغرفة بسلسلة من الشروط على رأسها وجوب التزامهم بما تقرره هذه الدول وإلا انقطعت عنهم الرواتب والإمداد العسكري".

عودة اللاجئين

بدوره، يقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية إن "معركة الجنوب السوري تكمل معركة الغوطة في انتظار معارك لم تنضج ظروفها بعد. النظام يتقدم بمساعدة حلفائه. المعارضون في وضع صعب بلا أفق سياسي ولا عسكري بعدما تخلّى عنهم داعموهم الاقليميون والدوليون. والروس يوسّعون دورهم، ويستمرون في القصف الجوي بيد والمصافحة وعرض المصالحة بيد، على الطريق إلى لعبة تتجاوز سوريا. لكن معركة الجنوب هي الأكثر حساسية بين المعارك، حيث زحام المصالح والأدوار السورية والإيرانية والأردنية والروسية والأمريكية والإسرائيلية".

أما عصام قضماني فتحدث في الرأي الأردنية عن "خطة لعودة اللاجئين السوريين" قائلاً إن " السوريون يرغبون في العودة إلى مدنهم وقراهم حتى في ظل الخراب والدمار، لا بد من تشجيع هذه العودة وبدلاً من توفير الدعم لإقامتهم في مناطق اللجوء يجب توفيرها من أجل عودتهم".

ويضيف الكاتب أن "العودة لا تنطبق على السوريين خارج سوريا بل في الداخل السوري أيضاً فهناك ملايين منهم لجأوا في داخل بلادهم وهم النازحون، وتأمين هذه العودة هي مهمة النظام السوري الذي يتعين عليه أن يوفر كل ما يلزم لإعادة مواطنيه إلى وطنهم".

-------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول