عبر العديد من الكتاب في الصحف العربية عن خيبة أملهم لعدم وصول أي من فرق التي تمثل دول "الشعوب المظلومة" إلى الأدوار النهائية لكأس العالم لكرة القدم المقام حاليا في روسيا.

ونجحت أربع منتخبات أوروبية، هي فرنسا وبلجيكا وإنجلترا وكرواتيا، في التأهل، لتطيح بآمال أمريكا اللاتينية للمنافسة على هذه البطولة، فيما غادرت الفرق العربية والأفريقية البطولة مبكراً.

منافسة أوروبية خالصة

يقول محمد يوسف في البيان الإماراتية: "تسيدت أوروبا العالم في كرة القدم، والدولة الصغيرة التي ما زالت تعاني من آثار حرب التسعينيات تهزم القوة الثانية على وجه الأرض".

ويضيف: "نحن ارتحنا، وهم ما زالوا منشغلين بالفوز والهزيمة، لا آسيا ولا أفريقيا ولا أمريكا اللاتينية ولا عرب أو عجم، فقط أوروبا تتنافس مع بعضها البعض، وغداً سيكون الرئيس الفرنسي حاضراً قبل النهائي بين منتخب بلاده ومنتخب بلجيكا، وسيكون صندوق الانتخابات ماثلاً أمام الرئيس الجالس في منصة كبار الزوار، وقد نرى اللقطة الأخيرة".

ويقول غسان شربل في الشرق الأوسط اللندنية: "غدارةٌ هذه المستديرة الساحرة. تولت تأديب من جاءوا بوصفهم أقوياء. توارت ألمانيا باكراً كأنما لا يكفيها تصدع حكومة ميركل تحت أثقال ملف المهاجرين. ثمة من حاول العثور على كبش فداء فانتقد مسعود أوزيل الوافد إلى ألمانيا من جذوره التركية".

يضيف الكاتب: "ردد آخرون مذكرين بأن مساهمة أبناء المهاجرين كانت بارزة في ضمان وصول فرنسا وبلجيكا إلى المربع الذهبي. وغادر آخرون مع جنرالاتهم المجروحين. الأرجنتين مع ميسي. والبرتغال مع رونالدو. والبرازيل مع نيمار. وضلت إسبانيا الطريق".

ويعبر أستاذ العلوم السياسية مصطفى كمال السيد في الشروق المصرية عن أسفه لعدم مشاركة "أي من الفرق التي تنتمي للشعوب المظلومة" في التصفيات النهائية لبطولة كأس العالم الجارية حاليا في روسيا.

ويقول الكاتب: "كنت سأشعر بالسعادة لو وصلت واحدة من هذه الفرق إلى التصفيات النهائية، ولو فازت فى نهاية المطاف بكأس العالم فى كرة القدم. فنحن شعوب الجنوب شعوب مهزومة، والذين يتحكمون فى مصير العالم ما زالوا رغم الصعود الصينى هم حتى هذه اللحظة حكومات الدول المستعمرة السابقة".

خروج مبكر

يقول ممدوح فهمي في الأهرام المصرية إن البطولة الحالية شهدت "نهاية عصر النجم الأوحد حتى إشعار آخر".

وأشار إلى الكاتب أن "العضلات والقوة تفرض وجودها... وأوروبا شعارها 'ممنوع الاقتراب أو المنافسة'".

المغرب
Getty Images
المنتخب المغربي أدى أقوى مباراة له أمام إسبانيا

وترى ميرفت حسنين في الأهرام أن خروج الفرق اللاتينية البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وبيرو سببه أن "إدارات هذه المنتخبات لم تهتم بتحديث نفسها واعتمدت على اللاعبين الكبار ولم تركز على الكرة الجماعية المعتمدة على اللياقة البدنية والسرعة والانضباط والوعى التكتيكى التى سادت هذه الفرق".

وتشير الكاتبة إلى أن "المستقبل الآن حسبما أظهرت بطولة كأس العالم المقامة فى روسيا أصبح للكرة الهجومية وليس هناك مكان للكرة الدفاعية التى لا تعتمد على وجود مهاجمين ذوى مهارات عالية".

ويقول فاروق جويدة في نفس الصحيفة: "هناك كرة قدم جديدة تماما تختلف عن كل الأساليب القديمة فى اللعب ... إن هناك دولا صغيرة وصلت إلى مقدمة الصفوف وتجاوزت الكبار فى كل شىء لقد خرجت ألمانيا صاحبة اللقب وخرجت الأرجنتين بكل تاريخها وخرجت البرازيل الشعب الذى أدمن كرة القدم وأصبحت من أهم ضرورات حياته".

ويرى الكاتب أن "كرة القدم وما حدث فى مونديال روسيا كشف عن حقائق كثيرة وأهمها أن العرب تخلفوا فى كل شىء حتى كرة القدم. والدليل هذا الخروج المهين".

---------------------

يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.