لندن: فيما يسيطر النظام السوري على غالبية المناطق في جنوب سوريا بدعم من حلفائه، تتهم الفصائل المعارضة الجانب الروسي بعدم الضغط على النظام بما يكفي لتنفيذ البنود التي يتوجب عليه تطبيقها في ما يخص انسحابه من عدة قرى سيطر عليها خلال حملته العسكرية على درعا، إضافة الى ضمان أمن وسلامة سكان البلدات والمدن التي دخلت في اتفاقيات مع الجانب الروسي هذا الى جانب حملة اعتقالات يقوم بها النظام بشكل كبير، إضافة إلى الوضع الإنساني المتفجر على الحدود في جنوب سوريا.

وبدخول قوات النظام درعا البلد ورفع العلم في الساحة العامة أمام مبنى البريد تتسع سيطرة النظام في المحافظة من بصرى الشام إلى مدينة نوى غربا. وقال التلفزيون الرسمي السوري أمس الخميس إن القوات الحكومية دخلت جنوب مدينة درعا الخاضعة للمعارضة ورفعت العلم الوطني فيها.

وأكد "أن الجيش رفع العلم قرب مكتب البريد، وهو المبنى الحكومي الوحيد في الجزء من المدينة الذي كانت تسيطر عليه المعارضة منذ أيام الانتفاضة الأولى في 2011".

وجاء دخول النظام لدرعا البلد وطفس بعد اتفاق روسي مع الفصائل مشابه للذي عقد في عدد من المناطق الأخرى من المحافظة بعد حملة تصعيد عسكرية كبيرة.

ورغم ما قاله رئيس مركز المصالحة الروسي ألكسي تسيجانكوف، "إن الجيش الروسي أرسل 10 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى محافظة درعا السورية بعد تحريرها من المسلحين"، الا أن مراسلين على الأرض ومصادر متطابقة تحدثت لـ "إيلاف"أكدوا "أن الوضع كارثي في جنوب سوريا خصوصا في درعا البلد في ظل الحصار".

وقال تسيجانكوف، حسب ما نقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية اليوم، إن ما يقارب من 20 ألفاً من سكان المدينة عادوا إلى منازلهم خلال الأسبوع الماضي، مما يشير إلى عودة الحياة إلى طبيعتها فى المدينة السورية، موضحًا أنه يوجد حاليا أكثر من 40 ألفا من السكان فى المدينة.

وتضمنت المساعدات، عبوات أرز ومواد نظافة ومياه شرب. وظهرت صور صادمة لقبر الطفل حمزة الخطيب، وهو من أحد الأسباب التي أشعلت شرارتها، بعد أن تم تحطيمه في درعا.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن بلاده لا ترغب في وجود أي قوى غير سورية على حدودها مع سوريا كما نص عليه الاتفاق بين عمان وموسكو وواشنطن لإقامة منطقة خفض التصعيد الجنوبية.

وأكد الصفدي خلال سلسلة لقاءات مهمة عقدها في بروكسل على أن "الأردن لا يريد منظمات إرهابية على حدوده ولا يريد منظمات مذهبية طائفية أو أي قوى غير سورية، كما نص اتفاق المبادئ الذي وقعته المملكة والولايات المتحدة وروسيا لإقامة منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي".

ودعا الصفدي للتوصل إلى "أرضية مشتركة وتحديد نقاط التقاء مع روسيا" لتحقيق "تسوية سياسية للأزمة التي يشكل التوافق الأميركي الروسي شرطا لحلها"، وحضّ على ضرورة تأمين الشعب السوري في جنوب البلاد على أرضه والالتزام بالضمانات التي تم التوصل لاتفاقيات المصالحة على أساسها، والعمل على إيصال المساعدات إلى المدنيين من الداخل السوري.