بعد مؤتمر هلسنكي الذي جمع الرئيسان الروسي والأميركي، وضعت اللمسات الأخيرة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم برعاية أميركية روسية.

إيلاف من بيروت: بعد اللقاء الأخير في هلسنكي الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، وضعت اللمسات على إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم إعتمادًا على رعاية روسية أميركية تكفل أمن النازحين وعودتهم إلى بلادهم، ومن المنتظر تشكيل لجنة لبنانية روسية تعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة، بهدف إعادة النازحين.

في هذا الصدد يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن هذا ما رشح عن المؤتمر الأخير الذي جمع الرئيسين الأميركي والروسي، لكن التفاصيل تبقى غير واضحة، وكيفية إدارة المسألة لا تزال مجهولة. وعمليًا الكلام المنطقي والمجدي أن تكون هناك تجمعات تحت رعاية روسية لإعادة النازحين، ولكن كيفية تطبيقها وتمويلها تبقى أمورًا غير واضحة المعالم، ولكن يبقى الأهم بالنسبة إلى لبنان هو أن يقوم بالتنسيق مع الجانب الروسي للإستفادة بأقصى ما يمكن من تلك المسألة.

باسيل
وردًا على سؤال ما مدى أهمية زيارة الوزير جبران باسيل إلى واشنطن من أجل دعم منحى عودة النازحين السوريين إلى بلادهم؟ يجيب علوش أن زيارة باسيل قد لا يكون لها تأثير في هذا الخصوص، لأن القرار أبعد من خيارات باسيل وطروحاته، ويبقى الخيار موجود في يد الدول الكبرى، وعمليًا ربما لبنان قد يقترح بعض التفاصيل في هذا الأمر، لكن الخطوط العريضة تبقى بيد الدول الكبرى، ولا تزال غير واضحة، وعلينا أن ننتظر خارطة الطريق في هذا الموضوع، مع تحية للجهود التي يقوم بها باسيل، لكن الجهود قد لا تفعل فعلها عالميًا.

عبر الأمم المتحدة
ولدى سؤاله هل ستتم عودة النازحين السوريين كما يطلب لبنان دائمًا عبر الأمم المتحدة؟

يجيب علوش بالنسبة إلى لبنان المهم النتيجة، وليس الوسيلة، وهي أن يعود جميع اللاجئين السوريين إلى ديارهم، لأنه عمليًا معظم الإقتراحات قد تعيد جزءًا من النازحين، وليس كلهم، ولبنان يريد العودة 100%، من هنا نرى أنه من دون تغيير حقيقي في الوضع السياسي في سوريا، كي يعود جميع السوريين المعارضين وغيرهم بطريق آمن، قد يبقى في لبنان عدد كبير من النازحين بالنسبة إلى عدد سكانه، وقد يشكل الأمر بعض المشاكل في المستقبل، خصوصًا إذا كان معظمهم من المعارضين للنظام السوري، من هنا علينا أن ننتظر الأمور وتجلياتها بحذر.

لجنة روسية لبنانية
عن اللجنة الروسية اللبنانية التي يتم الحديث عنها وتعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، يرى علوش أنها الوسيلة الوحيدة لإعادة النازحين، وعمليًا كل المعطيات تؤكد أن نظام الأسد لا يريد أن يعود 7 ملايين من السنّة قد يكون جزء منهم معارض له، لأن هذا عمليًا لا يتناسب بالنسبة إليه مع الوضع الديموغرافي في سوريا، والوسيلة الوحيدة هي إعادة النازحين وإعادة الإعمار في سوريا عن طريق اللجنة المذكورة مع جهد الأمم المتحدة، لأنه عمليًا تمويل عودة النازحين مقترنة بتمويل إعادة الإعمار والإستقرار السياسي في سوريا، وهذه الأمور تبقى غير واضحة المعالم، والأمور تحتاج تدخلًا جديًَا من الأمم المتحدة ومن الجانب الروسي.

ولدى سؤاله هل من رغبة فعلية لدى النازحين بالعودة إلى بلادهم؟، يلفت علوش إلى أن الرغبة موجودة فعليًا في ظل الظروف التي يعيشها النازح، مع تأمين ظروف أفضل لكيفية العودة، وهي مسألة لا يمكن تعميمها على الجميع، ومعظم النازحين سوف يعودون في حال تأمنت الظروف الملائمة لعودتهم.

حزب الله والنازحون
عن الحديث أخيرًا بأن لحزب الله دوره في إعادة النازحين السوريين، مع وجود لغط حول هذا الدور، يلفت علوش إلى أن حزب الله هو أحد المساهمين بما جرى من أحداث في سوريا، وعمليًا قد يكون يعمل لإصلاح بعض ما قام به في سوريا، ولكن حسب المعطيات اللجنة التي ألفها حزب الله لعودة النازحين تلقت بعض الإتصالات للإستفهام والإستعلام، وكأقصى حد قد يعيد حزب الله بعض النازحين، الذين لا يتعددى عددهم الألف، من هنا جهد حزب الله لا يقارن مع ما قد يكون من خلال الجهد الروسي الأميركي المتوقع في هذا الخصوص.