لندن: نفذ عدد من صيادي مصر عمليات بطولية في كل من اليونان والكويت، اسهمت بإنقاذ عدد من الارواح في اثينا التي عانت حريقا ضخما استمر لأيام، كما تمكن الصيادون من تجنيب الشقيقة الخليجية كارثة حريق في احدى مناطقها، وحظي عمل المنقذين بشكر من البلدين وعناية من اعلامهما.

وتدخل الصيادون المصريون، لإنقاذ العشرات من اليونانيين في الحريق الذي التهم أجزاء واسعة من منتج ماتي القريب من العاصمة أثينا.

كما أنقذت مجموعة أخرى من الصيادين المصريين أيضًا، منطقة سوق شرق بالكويت من كارثة حريق.

 ملاحم بطولية
سجل الصيادين المصريون باليونان ملاحم بطولية في إنقاذ حوالي 70 شخص من أطفال ورجال ونساء أثناء الحريق الهائل الذي حدث في الأول من أمس في مدينة " nautical near making "، والذي التهم حوالي 90% من المدينة من منازل وسيارات وأفراد تعدى ما يقرب من 120 ضحية، حسب إحصاءات التليفزيون اليوناني.

سفارة مصر في اليونان
وكشف تقرير صادر عن مكتب التمثيل العمالي التابع للوزارة بالسفارة المصرية في اليونان، أنه بالرغم من الظروف القاسية في البحر أثناء عودة مراكب الصيد من عملها، بعض كان متواجد في الميناء، قررت مجموعة من الصيادين المصريين الدخول بمنتهى الجسارة إلى أقرب مكان للمدينة المحترقة، والعمل لإنقاذ الضحايا.

عملية اليونان
وحسب التقرير الرسمي الذي أعده المستشار العمالي بالسفارة المصرية، أشرف فؤاد، فإن الصيادين المصريين واجهوا صعوبات بالغة في الوصول إلى المدينة، لاسيما أن الدخان كان يغطى سطح الماء، ويحجب الرؤية، مشيرًا إلى أن الصيادين المصريين تدخلوا لإنقاذ الأشخاص الهاربين من الحريق سواء بإلقاء أنفسهم في البحر أو الهروب إلى المناطق الصخرية.

واحتفى التليفزيون اليوناني ببطولات الصيادين المصريين، وأجرى معهم مقابلات لشرح ما قاموا به من عمل لإنقاذ حوالي 70 شخصًا من أطفال ورجال ونساء.

وارتفعت حصيلة الحرائق حول أثينا إلى 74 قتيلا، كما أعلنت أجهزة الإطفاء، فيما تعيش البلاد صدمة بعد العثور على أكثر من 20 شخصا متفحما، بينهم أطفال.

جهاز الإطفاء اليوناني
وأفادت المتحدثة باسم جهاز الإطفاء ستافرولا ماليري أن الحرائق خلفت 74 قتيلا موضحة أن هذه الحصيلة غير نهائية وما زال نحو مئة عنصر إطفاء يواصلون البحث عن ضحايا محتملين في الساحل الشرقي من منطقة إتيكي التي أتت عليها النيران مساء الاثنين. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن ستين قتيلا. 

وتعد هذه الحرائق هي الأشد ضررا منذ تلك التي أسفرت عن 77 قتيلا في 2007. ومن بين القتلى والدة بولندية وابنتها، كما ذكرت وارسو التي لم تقدم مزيدا من التفاصيل.

وأعلن رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، الحداد الوطني لمدة 3 أيام على القتلى الذين سقطوا في الحرائق، وقال في كلمة بثها التلفزيون: "تمر البلد بمأساة لا توصف. تعيش اليونان اليوم حالة حداد، ونعلن الحداد الوطني 3 أيام على من فقدوا أرواحهم".

تجنيب الكويت كارثة
وفي سياق آخر، أنقذت مجموعة أخرى من الصيادين المصريين الآخرين منطقة سوق شرق بالكويت من كارثة بعد اشتعال النيران في (لانش بحري)، كما استطاعوا انتشال سيدة عجوز كويتية.

واحتفت وسائل الإعلام الكويتية بالصيادين المصريين، ونقلت عن صحيفة الراي الكويتية عن قائدهم، ويدعى فوزي الجزيلي، قوله: "أصول البحر تقول: شايف غريق، أو حريق لازم تنقذه، واللي قمت بيه واجب".

رواية المنقذ للاعلام
وأضاف: "كنت داخل سوق السمك فرأيت الناس تجري باتجاه سيدة مسنّة، ولما خرجت رأيت النيران تتصاعد من لنش خشبي فهرعت إلى مكان الحريق لأخرج طرادي الصغير الذي أعمل على متنه يومياً لصيد الأسماك، ولما صعدت اليه وجدت نفسي قادراً على تقديم المساعدة، فأنا أعرف أصول البحر اللي بتقول (شايف غريق أو حريق لازم تنقذه)، لذلك قمت بواجبي فقط".

وتابع: "ردة فعلي كانت سريعة بناء على غريزة بداخلي تربيت عليها بأن أقدم العون والإنقاذ متى ما استطعت، عندها تحركت بطرادي لسحب اللنش، وقد ساعدني في ذلك العديد من زملائي الصيادين الذين ساهموا بشكل كبير في إنقاذ المسنّة من كارثة حقيقية، وهم الصياد محمد فوزي الذي نزل من مسكنه عندما أبصر النار مشتعلة، والصياد عبد الستار الذي كان كل همه ألا تتطاير ألسنة اللهب إلى السفن الأخرى فتحدث كارثة لا تحمد عقباها، فقد تعودنا على أن نخاف على أملاك غيرنا كما نخاف على أملاكنا، فالكويت بالنسبة لنا وطننا الثاني".