بحثت صحف لبنانية وأردنية الدور الروسي في قضية عودة النازحين السوريين من لبنان والأردن إلى بلادهم.

وفي أعقاب قمة هلسنكي التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، أعلنت موسكو أنها تعد خطة مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين.

كما قامت بتحركات مكثفة مع لبنان والأردن لتفعيل المبادرة.

"دور جديد لحزب الله"

كتب جورج شاهين في صحيفة الجمهورية اللبنانية: "لم يكن أيّ من المسؤولين اللبنانيين يتوقع أن تقود موسكو المبادرة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم... مخطئ مَن يحاول أن يقرأ المبادرة الروسية ...ليسقطها في موازين القوى الداخلية في لبنان التي أفرطت في مواقفها الديماغوجية وأغرقت البلاد في 'جدل بيزنطي' لم يكن من السهل الخروج منه في ظلّ غياب أيّ موقف أو رؤية رسمية موحّدة".

وأضاف الكاتب: "يخطئ أكثر إن حاول ترجمتها انتصاراً لفريق على آخر ويرتكب جريمة أكبر إن حاول تبنّيها وركوبها من أجل تسجيل النقاط في سعي البعض إلى استدراج لبنان الرسمي إلى موقف يحيي برامج التطبيع مع النظام السوري".

أما صحيفة النهار اللبنانية فكتبت معلقة على موقف حزب الله من المبادرة الروسية: "الحزب بدأ يبحث عن دور جديد له، يلعبه هذه المرة فوق الساحة المحلية... إلا أن الدور الأبرز الذي حاول الاضطلاع به هو على صعيد معالجة مسألة النازحين السوريين".

ورأت الصحيفة أن "الحزب أراد من نشاطه على هذا الخط، ضرب عصفورين بحجر واحد، فهو يستخدم الملف للدفع نحو اعادة فتح قنوات التنسيق والتواصل بين بيروت ودمشق... والمبادرة الروسية في هذا الشأن أتت أيضاً لتسحب منه هذه الورقة... 'حزب الله' سيكثف ضغوطه لمحاولة انتزاع أكبر كمّ من المكاسب التي تحمي مصالحه وتعزز موقعه، وهو لن يقف متفرجاً على اللعبة السياسية المحلية والإقليمية والدولية، وبخاصة إن لم تكن رياحها تسير بما تشتهي سفنه".

"ضمانات" لعودة النازحين

في صحيفة الرأي الأردنية، رأت ريهام فخوري أنه "يبدو من التحرك الروسي أن عمليات الضغط التي تمارس على الأمم المتحدة أو الدول المستضيفة للاجئين ستؤدي إلى إعادة اللاجئين إلى بلادهم سواء رغبوا بذلك أم لا". إلا أنها ذهبت إلى التأكيد على أن "الأردن لن يجبر اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم ضمن البرنامج الذي تعده روسيا، وستكون عودتهم طواعية".

في سياق متصل، أشار فهد الخيطان في صحيفة الغد الأردنية إلى أن "الأردن أكثر الدول المستضيفة للاجئين السوريين رغبة بتوفير ظروف ملائمة لعودة اللاجئين في أسرع وقت ممكن لما يشكله اللجوء من عبء كبير على موارد الدولة... لكن إنجاز مهمة بهذا الحجم ليس بالسهولة التي يتصورها البعض. ثمة محددات في القانون الدولي ينبغي على الأردن الالتزام بها، وفي مقدمتها عدم إجبار اللاجئين على العودة بشكل قسري".

ودعا الكاتب الحكومة السورية إلى توفير "ضمانات لتطمين اللاجئين على حياتهم وتوفير متطلبات العيش الكريم بحدها الأدنى"، إضافة إلى "محاربة الجماعات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش الإرهابي...وقد يتطلب ذلك تنسيقاً عملياتياً مع روسيا بوجه خاص، بعد أن رفع الجانب الأمريكي يده، وسلم كل واجباته لموسكو وتل أبيب".

----------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.