صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بعد استهداف ميلشيات الحوثي في اليمن ناقلتي نفط سعوديتين، وتعليق تصدير النفط عبر مضيق باب المندب، أدانت مختلف دول العالم العدوان، وقال خبراء عسكريون وسياسيون إن الحادث لن يمر بدون عقاب دولي لإيران، لاسيما أنها تعتبر رسالة مباشرة من طهران إلى أميركا والغرب، للضغط عليهم بسبب اقتراب تنفيذ العقوبات الأميركية ضدها.

فيما تعد رسالة مباشرة إلى أميركا والغرب، باستهداف مصالحهم في المنطقة، استهدف الحوثيون في اليمن، ناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر، وبالمقابل يرى خبراء أمنيون أن الحادث لن يمر بدون عقاب واضح.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن هذا الهجوم يمثل خرقاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، التي تنص على حرية حركة الملاحة في الممرات المائية الدولية، فضلاً عن تأثيره السلبي على حرية حركة التجارة الدولية.

وطالبت مصر المجتمع الدولي بضرورة الاضطلاع بدوره نحو استعادة الشرعية في اليمن على أساس مقررات الشرعية الدولية الممثلة في قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمنى، والتصدي لكافة الأعمال الإرهابية التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقال الخبير العسكري، اللواء علاء أبوزيد، إن إيران "تسعى للسيطرة على الممرات الملاحية المهمة في المنطقة، خاصة التي يمر منها النفط إلى العالم الغربي"، مشيرا إلى أنها "تسيطر بدرجة كبيرة على مضيق هرمز، وتعمل على فرض سيطرتها بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الميلشيات الحوثية في اليمن على مضيق باب المندب".

وأضاف لـ"إيلاف" أن إيران في سبيل تحقيق السيطرة الكاملة على ممرات الملاحة في المنطقة، "تمد ميليشيات الحوثيين بكافة أنواع الدعم سواء لوجستية أو عسكرية"، مشيرًا إلى أن استهداف ناقلات النفط "يعتبر تهديدًا للملاحة في المضيق الدولي المهم للتجارة العالمية، وهذا لن يمر دون عقاب من المجتمع الدولي".

وأشار إلى أنّ مختلف دول العالم "لن تسمح بتهديد ممرات التجارة العالمية في البحر الأحمر، وتهديد قناة السويس"، منوهًا إلى أنّ دول التحالف العربي "تتحسب لهذه التهديدات منذ بداية الأزمة اليمينة وسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء منذ عدة سنوات".

وقال الخبير الأمني اللواء حسين عبد الرازق، إن "دول التحالف العربي تفرض السيطرة على مضيق باب المندب، ويوجد قطع حربية بحرية في المضيق، وتفرص حصارًا على الموانيء اليمينة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح"، مشيرًا إلى أن "إيران تحاول الاقتراب من المضيق عبر إرسال قطع بحرية في المياه الدولية إلى خليج عدن، لمحاولة تهريب أسلحة إلى مليشياتها في اليمن".

وأضاف أن "مضيق باب المندب مهم لخطوط الملاحة الدولية"، وضرب مثالًا بما حدث "عندما كان القراصنة يهددون الملاحة فيه انطلاقًا من الصومال"، وقال إن "حلف الناتو وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وكذلك مصر، تحركوا جميًعا وقتها لحماية المضيق والممرات الملاحية الدولية".

وذكر أن استهداف ميلشيات الحوثي لناقلات النفط في مضيق باب المندب، "يأتي من باب استعراض القوة أو ممارسة ضغوط على دول العالم، ولاسيما أوروبا وأميركا من أجل تخفيف ضغط دول التحالف العربي عن ميناء الحديدة الإستيراتيجية الذي تدور فيه معارك بين القوات الحكومية المدعومة من دول التحالف العربي، وميلشيات الحوثيين".

ونبه إلى إن دول العالم "لديهم علم بذلك، لاسيما أن إيران لديها خلافات مع غالبية دول العالم العربي، ولديها خلافات مع أميركا وبعض الدول الأوروبية".

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد جمال، إن استهداف ميلشيات الحوثي المدعومة من إيران لناقلات النفط يعتبر رسالة شديدة الخطورة إلى الغرب، وخاصة أميركا وعلى رأسها الرئيس دونالد ترمب، باستهداف المصالح الغربية المباشرة في المنطقة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن إيران "تسعى للضغط على الغرب الأوروبي، ليضغط بدوره على أميركا، لإعادة النظر في الاتفاق النووي، وايقاف العقوبات ضد صادرات النفط الإيرانية"، منوهًا بأن هذه الهجمات "سيكون لها ردود فعل عكس توقعات طهران".

وأوضح أنها "سوف تثير القلق لدى دول أوروبا وأميركا بشأن جدية طهران، وسيدعم الآراء التي تقول إنها تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يسهم في جذب مؤيدين لوجهة نظر الرئيس الأميركي المتشددة حيال، وفرض عقوبات اقتصادية جديدة، وقد يصل الأمر إلى تدخل عسكري ضدها".

وفي السياق ذاته، قال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، إن حركة الملاحة البحرية بالقناة لم تتأثر بحادث تعرض سفينة نقل سعودية لمحاولة اعتداء من الحوثيين بمضيق باب المندب.

وقال الفريق مميش في تصريحات له، إن تلك الحادثة تكررت أكثر من مرة دون أي تأثير على الحركة الملاحية لقناة السويس، واصفاً إياه بـ "حادث عابر".

وأوضح مميش، أن المضيق شهد عدة حوادث من أهمها الحرب بين اليمن وميليشيات الحوثي، مؤكدا أن الهيئة على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي حادث.

اضاف: "حركة الملاحة بقناة السويس تسير بشكل منتظم وفى أعلى معدلاتها"، مضيفاً أن القناة "مؤمنة تماما في البر والبحر والجو من القوات المسلحة المصرية".

وكان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، قد هدد باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة، وقال إن البحر الأحمر لم يعد آمنا للوجود العسكري الأميركي، مؤكدا استعداد الفيلق لمواجهة القوات الأميركية.