أثارت معلومات عن زيارات وفود عراقية شيعية سنية غير رسمية تضم نوابًا وشحصيات إلى إسرائيل استغرابًا بين الأوساط العراقية، خاصة مع تأكيد وزارة خارجية الدولة العبرية وصمت عراقي وغياب موقف ممن أشير إلى اسمه بأن له علاقة بالزيارات، لكن البرلمان العراقي دعا الخارجية إلى التحقيق في الأمر.&

إيلاف: بعدما كشف الكاتب والصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين أمس الأحد عن قيام ثلاثة وفود عراقية "رسمية" بزيارة بلاده والقيام بالتفاوض على ثلاثة محاور، فقد أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية الاثنين هذه المعلومات، منوهة بأن ثلاثة وفود عراقية زارت إسرائيل أخيرًا بصفة غير رسمية من دون أن تكشف عن هوية أعضائها.

"إيلاف" سألت أكثر من نائب عراقي عن حقيقة زيارات الوفود ومهماتها وفي ما إذا كانت زارت إسرائيل بموافقة قيادات أحزابها أو بعلم الحكومة، فأكدوا عدم معرفتهم بهذه الزيارات، لكنهم أشاروا إلى أن بعض الشخصيات العراقية تعبر من الأردن إلى الأراضي المحتلة لزيارة بيت المقدس من دون إجراء لقاءات رسمية مع مسؤولين إسرائيليين.

علما العراق واسرائيل

لم يصدر أي تعليق رسمي عراقي على المعلومات التي تحدثت عن هذه الزايارت، وأن الحكومة قد أرسلتها، كما لم توضح رئيسة حركة إرادة النائبة الشيعية السابقة حنان الفتلاوي حقيقة ما ذكر من قيام أحد المقربين منها بزيارة إسرائيل.&

البرلمان العراقي يحقق
وقد جاء الرد الوحيد حول تقارير الزيارات من النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي، حيث طالب وزارة الخارجية بـ"التحقيق بما ورد في وسائل إعلام غربية وصهيونية بشأن زيارة ثلاثة وفود عراقية إلى الكيان الإسرائيلي".

ووجّه الكعبي، وهو قيادي في التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، في بيان صحافي الاثنين، تابعته "إيلاف"، "لجنة العلاقات الخارجية النيابية بالتحقيق في حقيقة هذه الزيارات ومدى دقتها والكشف عن أسماء المسؤولين الذين زاروا الأراضي المحتلة وبالخصوص من أعضاء مجلس النواب إن صحت الزيارات".

وأكد المسؤول البرلماني العراقي على أن "قضية الذهاب إلى أرض محتلة خط أحمر ومسألة حساسة للغاية بالنسبة إلى المسلمين في أقصى مشارق الأرض حتى مغاربها".

الخارجية الإسرائيلية تؤكد زيارات وفود عراقيين
واليوم، أكدت الحكومة الإسرائيلية بحسب ما نقلت عنها وكالة "شفق نيوز" العراقية أن ثلاثة وفود سياسية عراقية قد زارت إسرائيل منذ أسابيع عدة. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "ثلاثة وفود زارت إسرائيل خلال العام الأخير بصفة غير رسمية".

أوضحت الوزارة أن تلك الوفود "ضمت شخصيات شيعية وسنية وزعماء محليين لهم تأثير في العراق".. مشيرة إلى أن هذه الشخصيات "قد زارت متحف (ياد فاشيم) لتخليد المحرقة". وأضافت الوزارة أن الوفود التي ضمت 15 عضوًا "اجتمعت ببعض الأكاديميين والمسؤولين الإسرائيليين... مؤكدة دعمها لهذه المبادرة.

وكان الكاتب والصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين قد كشف أمس الأحد عن قيام ثلاثة وفود عراقية "رسمية" بزيارة بلاده والقيام بالتفاوض على ثلاثة محاور.

وقال كوهين في تغريدات عدة على حسابه في تويتر نقلتها الوكالة العراقية إن "ثلاثة وفود عراقية رسمية وصلت أخيرًا، وعلى مستوى رفيع بعثتها الحكومة العراقية إلى أورشليم تفاوضت معنا على ثلاثة محاور".

وأوضح أن المحاور تتعلق بالانسحاب الإيراني من جنوب سوريا مقابل وقف القصف الإسرائيلي وحل الأحزاب الشيعية وبإعلان العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج التطبيع ومحور ثالث لم يكشف عنه قائلًا "غير صالح للنشر".

أضاف في تغريدة أخرى "لقد كشفت سابقًا عن زيارات وفود عراقية إلى إسرائيل، واليوم كشف التلفزيون الإسرائيلي عن وصول ثلاثة وفود من العراق، وليس من كردستان". وقال إن "أحد الأشخاص هو مقرب جدًا من حنان الفتلاوي (رئيسة حركة إرادة) وعندي بعض الأسماء، لكن خوفًا على حياة الأشخاص لن أفصح عنهم".

مبينًا "أعترف بأنني لم أكن أعلم حول التقارب العراقي الإسرائيلي في الآونة الأخيرة. من مكالمات أجريتها منذ دقائق مع مسؤولين كبار في إسرائيل علمت بأن أكثر من 12 نائبًا زاروا إسرائيل سرًا عبر الأردن أو تركيا أو دولة أوروبية من مطلع عام 2018.&
في منشور منفصل على حسابه في فايسبوك أكد كوهين أن "‏أكثر من 30 نائبًا عراقيًا يطلبون زيارة إسرائيل سرًا"، على حد قوله.
وكان العراقي الوحيد الذي أعلن عن زيارة قام بها إلى إسرائيل قبل خمس سنوات هو النائب مثال الألوسي رئيس حزب الأمة بذريعة مشاركته في مؤتمر دولي عن مكافحة الإرهاب انعقد هناك.

العراق في حالة حرب مع إسرائيل رسميًا
يشار إلى أن العراق في حالة حرب مع إسرائيل رسميًا ويدعم بشدة مقاطعة الجامعة العربية لها وجوازات السفر العراقية لا تصلح للسفر الى اسرائيل.

وقد شاركت القوات العراقية في حروب اعوام 1948 1967 و1973 ضد اسرائيل وفي عام 1981 قصف سلاح الجو الإسرائيلي المفاعل النووي الذي كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين يبنيه، وبعد عقد من ذلك في حرب الخليج الثانية اطلق صدام عام 1991 اكثر من 40 صاروخ سكاد ضد اسرائيل.

وفي شهر مايو الماضي، اطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية صفحة فايسبوك مخصصة لبناء العلاقات مع العراق. وقال دبلوماسيون في القدس ان الصفحة العربية بمثابة "سفارة رقمية" الى البلد الذي تمزقه الحرب.

والمجتمع اليهودي العراقي هو أقدم مجتمع يهودي خارج اسرائيل ويعود الى زمن النبي ابراهيم الذي عاش في أور في جنوب بغداد.. وبين عامي 1950 و1952 انتقل ما يتراوح بين 120 ألفا و130 يهوديا عراقيا الى اسرائيل، ما ترك حوالى 10 الاف منهم في العراق، ولكن اليوم يعتقد ان هذا العدد تقلص الى بضعة اشخاص.