كيف يمكن وصف العلاقة بين الحليفين حزب الله والتيار الوطني الحر حاليًا، وما هو تأثير العقدة "الباسيلية" في تشكيل الحكومة، كما يسميها حزب الله، وليس العقدة السنية السنية، على هذه العلاقة؟.

إيلاف من بيروت: تتعرّض علاقة "حزب الله" مع التيار الوطني الحر برئاسة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل لاهتزازات متتالية، أحدثت تصدعات على مستوى الملفات الداخلية، آخرها تمثّل في صراع الحليفين على النفوذ داخل السلطة التنفيذية، ومحاولة كل منهما الإمساك بقرار الحكومة العتيدة. يتجلى ذلك في تأكيد الحزب عبر مصادر مقربة منه والإعلام الناطق باسمه أن عقدة الحكومة ليست سنيّة - سنيّة، بل عقدة "باسيلية" بامتياز، واتهام وزير الخارجية بـ"الإصرار على نيل الثلث المعطّل داخل الحكومة وبأي ثمن".&

هذا على الرغم من محاولة مسؤولين في الحزب عدم الحديث علنًا عن الموضوع ،وتأكيدهم أن التحالف بينهم وبين "التيار" متين على غرار ما قاله نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي.

في هذا الصدد، يؤكد النائب قاسم هاشم في حديثه لـ"إيلاف" أن لا أزمة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وهذا ما أعلنه قادة الفريقين على كل المستويات، سواء عبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أو الجنرال ميشال عون والمندوبين، لكن طبعًا التباين في وجهات النظر يمكن أن يكون إزاء أي قضية تُطرح، وهو أمر طبيعي، حتى داخل الفريق والحزب الواحد حول بعض القضايا، وأمر عادي أمام الأزمات الحالية، وهي كثيرة على المستوى الوطني، وعلى مستوى ما يحيط بلبنان، قد يكون هناك تباين في القراءات، وفي كيفية معالجة بعض القضايا.

وثيقة التفاهم
ولدى سؤاله بأن البعض اليوم بدأ يطلب في التيار الوطني الحر إعادة إجراء قراءة لتجربة وثيقة التفاهم، ألا ترى بذلك بداية أزمة بين الفريقين؟.&

يجيب هاشم: "لا أبدًا، ومن قال إن كل التيار الوطني الحر بكل مستوياته، قد يكون مقتنعًا بالوثيقة أو بالعلاقة بشكلها الكامل، هذا أمر طبيعي، وهذا ما تبيّن خلال الفترة الأخيرة، خلال بعض التباينات في المواقف إزاء طرح بعض الأمور، وطبيعي أن يكون هناك نقاش، فهذه مسألة النقد الذاتي إزاء أي علاقة بين الفرقاء السياسيين أو داخل الحزب الواحد، فدائمًا يكون هناك تناقض في الكثير من القضايا".

يتابع هاشم: "تُدرج الكثير من القضايا في مستويات معيّنة قد تظهر نوعًا من التباين في أسلوب طرحها، ولكل أسلوبه في التعاطي ومقاربة الأمور، ومن الطبيعي جدًا أن من له رؤية ومنهجيّة معينّة في العمل السياسي ومقاربة الأمور ألا يكون متماهيًا بالكامل ومتطابقًا في المقاربات وفي قراءة المواقف ومنهجيّة العمل، هل يكون ذلك مستغربًا؟. أبدًا، وهذا ليس حزبًا واحدًا، ولا ينتمي إلى عقيدة واحدة. هناك نوع من التحالف، قد تكون فرضته الظروف العامة، وفي لحظة معيّنة قد لا تستمر، فنحن نعرف تمامًا أن أي علاقة سياسيّة تقوم على المصالح وتقاطعها، فليس غريبًا أن تكون هناك علاقة بين أي قوة سياسيّة، وألا تكون أبدية ومتماهية إلى أبعد الحدود وفي كل التفاصيل الدقيقة، لأنه عندما نصل إلى التفاصيل، لا شك سيكون هناك تباين واختلاف في الكثير من المقاربات.

أين يتفق الفريقان وعلى أي أمور أساسية؟. يجيب: "يتفقان على أمور تمس القضايا الداخلية الوطنية، ومتفقان على مسألة "المقاومة"، وهو أمر أصبح واضحًا، ومقاربة ما تتعرّض له المنطقة من استهداف، وبقراءة أولية لمقاربة هذه القضايا، إلا أنه قد يكون هنالك تباين في تفاصيل هذه الأمور.

كما هي
من جهته، يرى النائب السابق نبيل نقولا في حديثه لـ"إيلاف" أن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر لا تزال كما هي، لأنها ليست مبنية على أمور مرحلية، وجانبية.

أين يختلف التيار الوطني الحر وأين يتفق مع حزب الله؟. يجيب نقولا: "من الأساس رؤيتنا للأمور الداخلية والقوانين تختلف عنهم، والكل يعرف أن حزب الله في النهاية هو حزب ديني. نحن حزب علماني، ودائمًا الحزب العلماني لديه نظرة إلى القوانين لا تتوافق مع نظرة الأحزاب الدينية أو الطائفية، لهذا السبب الاختلاف لا أعتبره خلافًا، بل لكل فريق وجهة نظره في هذه الأمور، ونحن وجهة نظرنا علمانية، وهم وجهة نظرهم دينية، وهذا أمر طبيعي".
&