&

رأى مراقبون متابعون للشأن الأردني أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قصد في تلميحاته التي وردت في تصريحاته في عمّان إلى توجيه رسالة أميركية للرد على كثير من الشائعات في الساحة الداخلية والخارجية، لتأكيد صلابة نظام الحكم في الأردن، و المراهنين على استمرار بقاء الملك عبدالله الثاني على العرش من عدمه.&

وقال بومبيو وهو يقف جنبا إلى جنب مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك في عمان إن الحكومة الأميركية ملتزمة بالعمل والتعاون مع الحكومة الاردنية "بقيادة الملك عبدالله الثاني".&

وأضاف وزير الخارجية الأميركي الذي يحمل رسالة تطمين لثماني دول عربية حليفة في الإقليم من تداعيات انسحاب القوات الأميركية من سوريا وإعادة خلط الأوراق في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الملك عبدالله الثاني قدم عدة مبادرات لإجراء اصلاحات داخلية، مؤكدا أن الملك شخصية قيادية بامتياز.

لقاء&

والتقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بحضور ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وزير الخارجية الأميركي، حيث تركز اللقاء على علاقات الشراكة الاستراتيجية الأردنية الأميركية وفرص توسيع التعاون المشترك، وتطورات الأوضاع في المنطقة.

يذكر أن شائعات كانت احتلت الشارع الأردني، مشفوعة بمعلومات كاذبة من الخارج والكواليس الخفية في عمّان وغيرها من العواصم، وكانت تحوم حول احتمال تغيير في هرم السلطة الأردنية وخصوصا العرش.&
وكان غياب الملك عبد الله الثاني، أثار جدلا واسعا، وتكاثرت الشائعات حول أسبابه، لا سيما تلك التي اعتبرت أن زيارته الأميركية مرتبطة بـ"صفقة القرن"، وانتشرت عبر مواقع التواصل تغريدة من حساب غير موثق للباحث والإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، التي زعم فيها أن الملك الأردني سعى، خلال زيارته، لإقناع واشنطن بتسليم ولي العهد الأمير حسين الحكم، مقابل تنازلات في "الصفقة".
وعدا عن ذلك، خرج من يرشح الأمير حمزة بن الحسين ليكون ملكا بعد تغريدة للأمير انتقد فيها الأداء الحكومي وسوء التخطيط الذي قاد إلى الأزمة الاقتصادية.
وفي أشهر الصيف الماضي، دشن الأردنيون هاشتاغ #أين_الملك يتساءلون فيه عن سر غياب العاهل الأردني كل هذه المدة، ويعبرون فيه عن استيائهم من صمت السلطات وعدم تقديم توضيح لهم، وقال أحدهم: "بعد غياب 40 يوما ولا يكون استقباله بث مباشر ليطمئن كل الأردنيين".

رد الملك&

لكن الملك عبدالله الثاني رد في عدد من المرات واللقاءات على تلك الشائعات، بشكل حاسم وواضح، وفوق ذلك، بادر لكتابة مقال في أكتوبر 2018 جاء في مقدمته: "الإشاعة باستطاعتها الدوران حول العالم قبل ان ترفع الحقيقة رأسها، والاشاعات والأخبار الملفقة هي الوقود الذي يغذي به اصحاب الاجندات متابعيهم، وتحضرني هنا موجة الإشاعات والأكاذيب التي انتشرت في فترة إجازتي المعتادة. لا بل حتى وبعد عودتي واستئناف برامجي المحلية، ظل السؤال قائما: أين الملك؟! ليستمر البعض بالتشكيك في وجودي حتى وأنا أمامهم. هل أصبح وهم الشاشات أقوى من الواقع عند البعض؟".
وأضاف: "وبدأت أرى مؤخرا على منصات التواصل الاجتماعي، محاولات لخلخلة ثبات هذه المرساة، وهو ما دفعني لمخاطبتكم اليوم. فحين نتصفح منصات التواصل الاجتماعي نصطدم أحيانا بكمٍّ هائل من العدوانية، والتجريح، والكراهية، حتى تكاد تصبح هذه المنصات مكانا للذم والقدح".
فالإشاعة باستطاعتها الدوران حول العالم قبل أن ترفع الحقيقة رأسها. وهذا ما دعمته دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مفادها أن الأخبار الملفقة على منصة تويتر مثلا لديها فرصة انتشار تتجاوز 70% مقارنة بالحقيقة.

اين الملك ؟

واستطرد الملك عبدالله الثاني: "وتحضرني هنا موجة الإشاعات والأكاذيب التي انتشرت في فترة إجازتي المعتادة. لا بل حتى وبعد عودتي واستئناف برامجي المحلية، ظل السؤال قائما: أين الملك؟! ليستمر البعض بالتشكيك في وجودي حتى وأنا أمامهم.هل أصبح وهم الشاشات أقوى من الواقع عند البعض؟".
وشدد على القول: "للأسف، حاول البعض في الآونة الأخيرة نشر الإشاعات التي تستهدف معنويات الأردنيين وتماسكهم، وحين يواجَهون بأن اتهاماتهم خالية من الصحة، يلجأون إلى مقولة أن لا دخان دون نار. وأؤكد بأن من يكن للأردن نوايا سيئة سيشعل فتيل الأزمات من لا شيء، ويفتعل الحرائق إن استدعى الأمر".
وأكد: "وسأجد نفسي مضطرا بين الفينة والأخرى للحديث في هذا الشأن، وعلينا جميعا أن لا نتوانى عن مواجهة من يختبئون وراء شاشاتهم وأكاذيبهم، بالحقيقة. وبإمكان كل من يتعرض للإساءة أن يلجأ للقضاء لينصفه، فنحن دولة قانون ومؤسسات".
وفي الأخير، قال الملك: "وأؤكد أن كل من يسيء إلى أردني – سواء من عائلتي الأردنية الكبيرة أو الصغيرة – فهو يسيء لي شخصيا".

ظاهرة التضليل

وقبل ذلك وتحديدا في أغسطس 2018 كان الملك عبدالله الثاني، كشف عن سبب غيابه الفترة الماضية لمدة تخطت الشهر، وبعدما تردد من شائعات بشأن "غيابه" عقب زيارته للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وظهر الملك عبدالله الثاني، خلال زيارته إلى رئاسة الوزراء آنذاك، مؤكداً أنه كان في زيارة رسمية للولايات المتحدة للقاء الرئيس وعدد من المستثمرين، قائلاً: "أنا أسمع شائعات كثيرة من الداخل والخارج، فمن أين يأتون بهذه الأفكار.. لا نعلم!".
ولفت إلى أن لقاءاته مع قيادات ومسؤولين اقتصاديين في أميركا، بهدف جذب الاستثمارات للأردن في شتى المجالات، وتوفير فرص العمل، الذين أبدوا رغبة في الاستثمار ودعم الأردن، واتخاذه مركزاً إقليمياً لشركاتهم.

لقاء الكتاب&

وفي آخر لقاء للملك في 23 ديسمبر 2018 مع عدد من الكتاب الصحفيين في قصر الحسينية، عبر عن استغرابه من البعض الذين يقللون من شأن إمكانيات الأردن، وممن لا يملكون الطموح الكافي، بل ويستغلون الوضع الصعب عند بعض الناس ليكسبوا شعبية لأنفسهم، "يتظاهرون أنهم من الشعب وخائفين على مصلحته.. &وكل ما يريدونه هو الظهور والشهرة على حساب الوطن".
وقال: "مر الأردن بظروف صعبة خلال السنوات الماضية، وأنا مدرك تماما لما يحدث في بلدي وفي الإقليم وكذلك ما يجري في عالمنا"، مضيفا أن الأمور بدأت بالتحسن، "فدول الخليج وقفوا إلى جانبنا مشكورين ولم يقصروا وكذلك العالم وقف معنا من أوروبا واليابان وأمريكا".
وختم قائلا: "الحمد لله علاقاتنا الدولية عمرها ما كانت أحسن من اليوم، لدرجة أن الولايات المتحدة زادت المساعدات لنا ونحن شاكرون لهم".
&