بريست: أعلنت فرنسا واليابان الجمعة أنهما ستعززان شراكتهما الاستراتيجية في المجال البحري مع مشاركة فرنسية في مراقبة الاتجار غير القانوني الذي مصدره كوريا الشمالية اضافة الى مناورات بحرية مشتركة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "أنا سعيد جدا باعلان ارساء حوار بحري شامل بين اليابان وفرنسا، ما سيتيح لنا تكثيف علاقاتنا وتعاوننا في كافة المجالات الأمنية والمناخية والعلمية والاقتصادية".

وكان لودريان يتحدث في مؤتمر صحافي مع وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي ونظيريهما اليابانيين في بريست (غرب) التي تضم ثاني أهم قاعدة بحرية فرنسية.

ومن المقرر عقد لقاء أول في اطار "الحوار البحري الشامل" خلال سنة 2019.

وأكد لودريان "التقارب الكبير في وجهات النظر بين فرنسا واليابان بشأن الرهانات الكبرى العالمية والاقليمية وخصوصا في منطقة المحيط الهادىء والهندي". ولفرنسا في هذه المنطقة 1,5 مليون مواطن موزعين على خمس مناطق لما وراء البحار ومنطقة اقتصادية خالصة تبلغ مساحتها 9 ملايين كلم مربعا.

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر خلال زيارة لاستراليا في نيسان/ابريل، عن طموحه في اقامة "محور (لمنطقة المحيط) الهاديء الهندي" من اجل "فرض احترام الملاحة والحركة الجوية" ازاء ما يوصف بالنوايا التوسعية للصين في المنطقة والتي تثير ايضا قلق طوكيو.

من جهته اشاد وزير الخارجية الياباني تارو كونو ب "الحوار البناء تماما" بين البلدين اللذين لديهما "مصالح مشتركة".

وسيجري سلاحا البحرية الفرنسي والياباني معا تدريبات خلال هذا العام لمناسبة نشر حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول في المحيط الهندي.

وسيتم تنظيم تدريب مشترك في الربيع أثناء مرور شارل ديغول قبالة جيبوتي حيث لكل من فرنسا واليابان قاعدة عسكرية، وذلك بحسب وزيرة الجيوش الفرنسية.

وترغب اليابان في مجيء حاملة الطائرات الفرنسية الى اليابان اثناء رحلتها القريبة باتجاه سنغافورة.

وقال يوشيهيرو هيغوشي المتحدث باسم السفارة اليابانية في باريس "نرغب في ان تكون (لحاملة الطائرات) محطة بطوكيو. الامر ليس مؤكدا حتى الان. سيكون حدثا رمزيا كبيرا".

ومن شأن مثل هذا الحدث ان يضطر شارل ديغول لعبور بحر الصين الجنوبي الاستراتيجي الذي تطالب بكين بسيادتها شبه الكاملة عليه، رغم اعتراضات دولية.

وستساهم باريس أيضا في مراقبة التجارة البحرية السرية مع كوريا الشمالية الهادفة للالتفاف على العقوبات الدولية.

وفي هذا الاطار جاء في البيان المشترك ان فرنسا تنوي ان ترسل الى المنطقة "وسائل عسكرية على غرار طائرة مراقبة بحرية وبارجة وذلك خلال النصف الاول من 2019" وأكد لودريان أنه في ما يخص كوريا الشمالية "كانت وجهات النظر متطابقة تماما".

كما ينوي البلدان ان يبدآ قريبا دراسة مشتركة حول مشروع غواصة بدون ربان لكشف الالغام وذلك باشراف مجموعتي تاليس الفرنسية وميتسوبيتشي اليابانية.