أكد نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، أن "حكومة بلاده فعّلت اتصالاتها مع الأكراد في ضوء التدخل التركي"، منوها بأنه لا بديل عن الحوار مع الفصائل الكردية ، فيما أعربت مصادر كردية &لـ"ايلاف" عن تفاؤلها الحذر بتصريحات المقداد، ولكن مصادر الجيش الحر اعتبرت أن "تصريحات المقداد مناورة من جانب النظام لاستيعاب "الحالة الكردية"، ومحاولة للضغط على تركيا، ونقل هذه "الورقة" إلى ملعبها.

وقال نواف خليل مدير المركز الكردي للدراسات في ألمانيا لـ"ايلاف" أعتقد أن الجميع يبحث عن ايجاد تسوية مستدامة وحل حقيقي، وهو ما دعا اليه حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية "وربما هم أكثر الأطراف ممن سعوا للحوار باتجاه الحل الفعلي "، لافتا أن وفدا من مجلس سوريا الديمقراطية ذهب مرتين الى دمشق قبل الاعلان عن انسحاب القوات الأمريكية &من سوريا.

واعتبر أن تسلسل ذلك لا يتعلق بالانسحاب الأميركي كما يحاول البعض أن يربط و يصور و يظهر للناس وللمتابعين" فهذه قضية، وقرار استراتيجي يتعلق بمستقبل سوريا وعموم المنطقة" .

ومن هذا المنطلق ومن الطبيعي أن يكون ضمن هذا الاطار قال خليل: "إن يأتي الترحيب، وربما التفاؤل الحذر بتصريحات نائب وزير الخارجية السوري".

وطالب جميع الأطراف بالجدية في طرح ذلك، وتابع أنه في حال الجدية والعمل وخاصة من جانب روسيا فسوف تكون "بوابة الحل آتية من شمال شرق سوريا"، ولكنه رأى في ذات الوقت أنه في اطار المشهد العام المعقد وما آلت اليه الأحداث "فمن الصعوبة بمكان، التوقع والتنبؤ، أو ترجيح الصورة التي نتمناها ونعمل لها ومن أجلها والتي تصب في اطار مسعانا الدؤوب لمصلحة الشعب السوري وعموم المنطقة".

وعبّر عن أمنياته أن يكون هذا العام أقل دموية، ويحقق السوريون كل ما يريدونه ويصبون اليه.

من جانبه قال فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر في تصريح لـ"ايلاف" إن الموضوع برمتّه مناورة باتجاه الضغط على تركيا و"النظام أضعف من أن يحدد طبيعة علاقته مع أي تشكيل عسكري موجود على الأرض السورية لأنه ليس صاحب القرار، وإنما يتحرك وفق ما تراه روسيا".

ورأى أن "كل هذه التصريحات ما هي إلا كلام إعلامي لا قيمة ولا وزن له".

وأضاف حسون "لا نعوّل على مثل هذه التصريحات بسبب اختلاف مصالح وتطلّعات كلاً من النظام السوري والأكراد، فالنظام ومن خلفه روسيا يسعيان لاستعادة السيطرة على كافة الأرض السورية وحكمها من قبل الأسد، بينما يتطلع الأكراد لنيل إدارة ذاتية في شمال وشرق سوريا الأمر الذي لن يتنازل عنه نظام الأسد. ولو كانت دمشق جادة في هذه الخطوة لماذا لم ترسل قوات إلى منبج، رغم رضى الأكراد وترحيبهم"..

وشدد أن "تركيا ماضية في عمليتها العسكرية لتأمين شريطها الحدودي وضمان أمنها القومي، فأنقرة لن تقبل بوجود أي منظمات إرهابية على حدودها، مثل حزب العمال الكردستاني (PKK) وفرعه السوري وحدات حماية الشعب (YPG)، وتنظيم داعش".

ولفت الى &ما أكده زير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن تركيا ستنفذ عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد سواء انسحبت أمريكا أم لم تنسحب. وقال حسون "هي رسالة واضحة لجميع الأطراف الفاعلة في سوريا".

ومن جانب آخر قال أن روسيا صاحبة القرار بما يتعلق بنظام الأسد وهي "لم تبد أي اعتراض على العملية العسكرية التركية المزمعة في شرقي الفرات واليوم هناك مفاوضات تجري والكل يبحث عن شروط أفضل لمصالحه، أمريكا وحلفائها وروسيا وحلفائها والكل يعمل لمصلحته".

وكان قد قال المقداد حول المفاوضات مع الأكراد أن "التجارب السابقة لم تكن مشجعة ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها. وإذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سوريا فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل"، وفقا لوكالة رويترز.

وتابع "نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات"، مضيفا أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا بديل عن ذلك، وعبر عن قناعته بأن القوات الأجنبية الموجودة في بلاده ستغادر قريبا.

وتتحدث بعض المصادر وجود اتفاق بين النظام السوري وتركيا، بغية الضغط على الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وإجبارها على تقديم تنازلات للنظام السوري، من خلال الإشارة إلى مثال عفرين في حال رفض تلك شروط.

فيما تشير آراء مختلفة أن الوضع في شرق الفرات يختلف عنه في عفرين، في ظل وجود العديد من القوى الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية، والقوى الغربية المُشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش