دبي: أكد مشاركون في ندوة "من المساعدات الإنسانية للاستقرار: الإمارات والاتحاد الأوروبي معاً"، التي نظمها البرلمان الإماراتي بالتعاون مع البرلمان الأوروبي وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أنه خلال الفترة ما بين أبريل 2015 وديسمبر 2018، قدّمت دولة الإمارات 4.91 مليارات دولار للشعب اليمني، كما وفّرت منذ اندلاع الحرب في سوريا ملاذاً آمناً لما يزيد عن 127000 سوري. وقامت دولة الإمارات بإنفاق أكثر من 32 مليار دولار في شكل مساعدات إغاثية وانسانية وتنموية لأكثر من 100 دولة حول العالم خلال الفترة ما بين 2013-2017.

وأكد دينيس هافو مدير مكتب الصليب الأحمر للاتحاد الأوروبي في بروكسل خلال الندوة التي استضافها مقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر شركاء في تقديم المساعدات الإنسانية. وشدد على أهمية الوصول الآمن للخدمات لا سيما المقدمة لضحايا الأزمات المنسية. وقال: الإمارات لها دور إنساني عالمي فاعل، ويجب على العالم عدم التخلي عن ضحايا النزاعات والكوارث الطبيعية خاصة الذين لا يمكن أن نصل إليهم أو لا نعلم عنهم".

تحديات عالمية

وشدد أنطونيو لوبيز عضو البرلمان الأوروبي على أهمية توحيد الجهود مع الإمارات في العديد من الجوانب الاقتصادية والاستثمارية ومكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية والاستجابة للمخاطر، مؤكداً أن الإمارات تبدي التزاماً قوياً بتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، مشيداً بدور هيئة الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية الأخرى في الإمارات.

بدوره، قال كريستوس ستايلنيدز المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات إن "التحديات العالمية المتزايدة تتطلب عملاً إنسانياً كبيراً وجهداً متواصلاً، ونشكر دولة الإمارات التي تعد نموذجاً عالمياً للالتزام الإنساني، وتلعب دوراً فاعلاً على المستويين الإقليمي والدولي". وتابع "الإمارات تظهر استدامة وتضامناً كبيرين،&وهي مساهم قوي في حل الأزمات ودورها مؤثر في مجال التعاون التنموي وداعمة بشكل فاعل للمنظمات الدولية".

الإرهاب

وقالت الدكتورة أمل القبيسي رئيسة البرلمان الإماراتي "إن مساعدة المحتاجين قيمة متجذرة في ثقافتنا ونشعر بالمسؤولية تجاه الفئات الهشة والضعيفة، والتزامنا بالتنمية هو التزام بالاستقرار الذي يجعل عالمنا مكاناً آمناً بعيداً عن التطرف والإرهاب، وهي جبهة عمل مشتركة بين الإمارات والاتحاد الأوروبي"، مشددة على أنّ عدم الاستقرار يشكّل أرضاً خصبة للإرهاب.

ولفتت الى أن لدى دولة الإمارات قرابة 45 منظمة إنسانية فاعلة دولياً، مشيدة بالجهود الكبيرة والفاعلة للهلال الأحمر الاماراتي ودوره المؤثر في الحفاظ على الأرواح والعمل على تحقيق الاستقرار في مناطق الأزمات والكوارث. وتابعت أن دولة الإمارات وصلت لمكانة مرموقة في العمل الإنساني والتنموي كأكبر مانح للمساعدات التنموية في العالم قياساً بالدخل القومي الإجمالي.

حمدان بن زايد: يجب تفعيل آليات الشراكة بين القوى الخيرة في العالم

وفي سياق متصل، أكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في كلمة القاها نيابة عنه خلال الندوة فهد بن سلطان نائب الأمين العام للمساعدات الدولية بالهلال الأحمر أن "متطلبات العمل الإنساني في تزايد مستمر بسبب ضراوة الكوارث وشدة الأزمات، ما يتطلب تفعيل آليات الشراكة بين القوى الخيرة في العالم لمواجهة تداعياتها وتخفيف وطأتها عن كاهل الضحايا والمنكوبين، وتجسد التحديات الماثلة في عدد من الأقاليم الواقع الأليم الذي يعيشه المتضررون، حيث تفاقمت شدة النزاعات واتسعت رقعة الجوع والفقر، وكثر عدد النازحين واللاجئين، وتفشت الأمراض والأوبئة التي وجدت في الدول الفقيرة مرتعا خصبا لانتشارها، وهذا يتطلب منا جميعا بذل المزيد من الجهود والعمل سويا لتحسين مجالات الاستجابة الإنسانية خلال الأزمات والكوارث". & &

الكوارث والأزمات

وأضاف "لا شك أن للمساعدات الإنسانية والتنموية أهمية كبيرة في مساعدة المتأثرين على تجاوز ظروف الكارثة أو الأزمة، واستعادة نشاطهم وحيويتهم من جديد، لذلك أولتها دولة الإمارات الاهتمام الذي تستحقه، والذي يتماشى مع قيمها ومبادئها التي لا تفرق بين متلقي المساعدات من ناحية العقيدة أو العرق أو الطائفة، وامتدت أياديها البيضاء لجميع المتأثرين دون استثناء، وهذا اكسبها ثقة واحترام المجتمع الدولي، وجعلها تتبوأ المرتبة الأولى عالميا للعام الخامس على التوالي كأكبر جهة مانحة دوليا للمساعدات الإنمائية مقارنة بدخلها القومي، كما جاء في تقارير لجنة المساعدات الإنمائية " DAC " التابعة لمنظمة التعاون و التنمية الاقتصادي " OECD " ولا شك أن الإمارات احتلت هذه المرتبة المتقدمة بفضل جهودها الإغاثية و التنموية و استجابتها الإنسانية القوية لأوضاع المتأثرين من الأزمات الراهنة في المنطقة، إلى جانب دورها البارز في تحقيق الأهداف الإنمائية التي حددتها الأمم المتحدة".

وتابع الشيخ حمدان بن زايد "وعلى ذات النهج تجلت مكانة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على الساحة الدولية بصورة كبيرة وهي تمثل دولة الإمارات في ساحة العطاء الإنساني لنجدة وإغاثة النازحين واللاجئين ومد يد العون لضحايا الحروب والنزاعات المسلحة والمتضررين من الكوارث الطبيعية، وتواجدت الهيئة بصورة أكبر خلال السنوات الأخيرة في عدد من المناطق الساخنة والساحات المضطربة خاصة في العراق وفلسطين وسوريا والصومال واليمن".

الساحة الصومالية

وقال "هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تواجدت على الساحة الصومالية منذ العام 1993، وقادت خلال السنوات الماضية حملات متتالية لمكافحة الجوع والفقر في دول القرن الأفريقي في مقدمتها الصومال، وعززت الهيئة وجودها في الصومال عبر تنفيذ المشاريع التنموية التي تنهض بمستوى الخدمات الأساسية في المجالات الحيوية، منها توفير المياه الصالحة للشرب خاصة وأن الصومال مرت بفترات طويلة من القحط الجفاف والتصحر ما فاقم من قضية النزوح داخليا والهجرة إلى الدول المجاورة التي تواجه أيضا نفس المصير. ومنذ العام 2000 تعمل الهيئة بقوة داخل الساحة الفلسطينية التي تضررت كثيرا نتيجة الأحداث هناك، وقدمت الكثير من المساعدات ونفذت العديد من البرامج والمشاريع التنموية في مجالات الإسكان والصحة والتعليم والمرافق الخدمية الأخرى، إلى جانب المعونات الإنسانية والإغاثية، مشيرا أنه ومنذ اندلاع الأحداث الأخيرة في سوريا نفذت الهيئة برامج إغاثية وصحية وتعليمية وإيوائية للاجئين السوريين في كل من الأردن والعراق ولبنان واليونان ومصر، إلى جانب الأشقاء الذين استضافتهم دولة الإمارات وقدمت لهم أشكال الدعم والمساعدة كافة، وعندما تفاقمت الأحداث الأخيرة في العراق وأدت إلى نزوح الملايين إلى شمال البلاد عملت الهيئة لتحسين حياة النازحين ورعايتهم من خلال المخيمات التي أنشأتها في أربيل بكردستان العراق، ووفرت من خلالها جميع احتياجاتهم الضرورية.

تخفيف وطأة اللجوء

وذكر أن "اليمن تعتبر محطة مهمة في جهود هيئتنا الوطنية حاليا، حيث تعمل الهيئة من خلال وفودها المتواجدة على الساحة اليمنية في تقديم الدعم والمساندة للشعب اليمني في مختلف المحافظات وفي جميع المجالات الغذائية والصحية والتعليمية والخدمية وغيرها، وتعتبر الهيئة من أهم المنظمات الإنسانية المتواجدة حاليا على الساحة اليمنية، وتساهم بقوة في عمليات التنمية والإعمار هناك، ولم تغفل هيئتنا الوطنية مجال حماية اللاجئين ورعايتهم، ولها في هذا الصدد مبادرات رائدة، حيث نفذت العديد من المهام الإنسانية لتخفيف وطأة اللجوء والنزوح عن كاهل ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية في العالم، من خلال إنشاء عدد من المخيمات وإدارتها في كل من كوسوفا وباكستان واليمن والعراق وليبيا والأردن واليونان، وكانت تجربة الهيئة في هذا المجال متميزة وفريدة حيث كانت مخيماتها من أفضل المخيمات في مجالات الإسكان والإعاشة والخدمات الأخرى المصاحبة كالصحة والتعليم والبنيات التحتية وخدمات المياه والكهرباء."

معاناة إنسانية

وشكر رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي البرلمان الأوروبي على اتاحته هذه الفرصة لتنظيم الندوة للتحاور والنقاش حول دور المساعدات الإنسانية في تحقيق التنمية والاستقرار في المناطق المضطربة حول العالم، وتعزيز الشراكة بين الامارات والاتحاد الأوروبي للتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية.