بيروت: حذر وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية دافيد هيل الإثنين من خطورة التأخير في تشكيل الحكومة اللبنانية على اقتصاد البلد الصغير بعد أكثر من سبعة أشهر من المشاورات الصعبة.

وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون سعد الحريري، الذي يعد الزعيم السني الأبرز في البلاد، تشكيل الحكومة بعد انتخابات برلمانية جرت في أيار/مايو وكانت الأولى منذ تسع سنوات. ومنذ ذلك الحين، يواجه الحريري صعوبات في تشكيلها ناتجة من خلافات حادة بين الأطراف السياسيين.

وخلال لقائه الحريري في بيروت، قال هيل إن "المجتمع الدولي يراقب عن كثب وضع الحكومة اللبنانية"، مشيراً إلى أن "هناك اصلاحات حاسمة تتراجع، فيما العوائق تثقل على الاقتصاد مما يعرض البلاد للخطر".

ودعا حكومة تصريف الأعمال برئاسة الحريري إلى "المضي قدماً حيث يمكنها، خاصة على صعيد الاقتصاد، لتجنّب مزيد من الضرر والحفاظ على الثقة الدولية".

ويحتاج لبنان إلى تأليف حكومة جديدة للاستفادة من قروض ومنح تعهّد المجتمع الدولي تقديمها دعماً لاقتصاده خلال مؤتمر سيدر الذي استضافته باريس في أبريل.

وربطت معظم الجهات الدولية والمانحة مساعداتها بتحقيق لبنان سلسلة إصلاحات بنيوية واقتصادية وتحسين معدل النمو. ويثير التأخر في تشكيل الحكومة خشية من أزمة اقتصادية قد تؤدي إلى تدهور الليرة اللبنانية.

وكان الحريري حذر في وقت سابق من أن لبنان لا يمكنه البقاء مدة أطول من دون حكومة نتيجة الوضع الاقتصادي "الصعب". واتهم حزب الله، خصمه السياسي الأبرز وحليف إيران، بعرقلة تشكيلها.

وبعدما تجاوز عوائق عدة وبات على &وشك الاعلان عن الحكومة قبل أكثر من شهرين، واجه الحريري عائقاً جديداً تمثل باشتراط حزب الله تمثيل ستة نواب سنّة معارضين له بوزير، الأمر الذي رفضه.

وفي لبنان البلد الصغير ذي التركيبة الهشّة، لا يمكن تشكيل الحكومة من دون توافق القوى الكبرى إذ يقوم النظام السياسي على أساس تقاسم الحصص والمناصب بين الطوائف والأحزاب.

واعتبر هيل إن "اختيار الحكومة يعود للبنانيين وحدهم ، ولكن نوع الحكومة المختارة يهمنا جميعاً -- نحن المهتمين بلبنان مستقر ومزدهر -- تماماً كما عدم قدرة اللبنانيين على الاختيار".

وأضاف "إننا نمضي قدماً في جهودنا لمواجهة الأنشطة الخطيرة لإيران في أنحاء المنطقة، بما في ذلك تمويل وأنشطة المنظمات الإرهابية بالوكالة مثل حزب الله"، مشدداً على أن "من غير المقبول وجود ميليشيا، خارجة عن سيطرة الدولة تقوم بحفر أنفاق هجومية عابرة للخط الأزرق إلى إسرائيل".

وأعلنت إسرائيل اكتشافها ستة أنفاق تتهم حزب الله بحفرها بهدف التسلل عبر الحدود. وتفرض واشنطن عقوبات على عدد من قادة حزب الله الذي تصنفه منظمة "إرهابية".

وقدمت الولايات المتحدة خلال العقد الماضي مساعدات للجيش اللبناني والقوى الأمنية تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات. وأكد هيل التزام بلاده العمل مع "مؤسسات الدولة الشرعية، بما في ذلك الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي".