ما هي أبرز الموضوعات التي سيتناولها الإجتماع الماروني الموسع اليوم في بكركي في لبنان، والذي دعا إليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وهل ستتناول بكركي الدور المسيحي وأهميته في المنطقة؟.

إيلاف من بيروت: تخطف بكركي اليوم الأنظار على الساحة الداخلية اللبنانية، حيث يحتشد الموارنة للاتفاق على رؤى مشتركة ومحاولة الاتفاق على بيان موحد من الثوابت الوطنية التي صارت عرضة للاهتزاز، حيث سيطلق المجتمعون صرخة "إنقاذ الوطن"، وهو الشعار الذي يحمله اللقاء، وحث المعنيين بتأليف الحكومة على الإسراع في مهمتهم، وتجنيب البلد منزلقات خطيرة قد تواجهها إذا استمرت حال المراوحة القائمة، واحتمال إطالة أمد التأليف أشهرًا إضافية قد تصل إلى حدود السنة.

تأتي القمّة المارونية التي دعا إليها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي اليوم لتبحث أمورًا أعمق من أزمة تأليف الحكومة، وسيصل البحث حسب بعض النواب المشاركين إلى مسألة الدور المسيحي والنظام القائم والتسويات الآتية إلى المنطقة.

هواجس المسيحيين
عن الدور المسيحيين في الشرق اليوم، يؤكد النائب السابق سليم سلهب في حديثه لـ"إيلاف" أن "وضعنا اليوم كمسيحيين في المشرق يتمحوّر حول عدم رؤية موحدّة تجمعنا، في لبنان خصوصًا، لكن لدينا موقفنا، وهو ضد التطرّف الديني، مهما كان الدين ومن أي طرف كان، جميعنا مع الاعتدال، ومع الوصول إلى دولة مدنيّة أكثر من كوننا دولة طائفيّة ذات طابع ديني، حتى لو كان طابعًا معتدلًا".

مسيحيو لبنان
هل فعلًا هناك خوف على مسيحيي لبنان كما هُدّد مسيحيو المشرق ككل في سوريا والعراق؟. يؤكد سلهب أن الخبرة علّمتنا بعد الأحداث التي جرت في العراق، حيث كان الجيش الأميركي متواجدًا، وهو أقوى جيش في العالم كان يحتل العراق، رغم ذلك رأينا النتائج المنعكسة على مسيحيي العراق، وما الذي حصل معهم، أكبر جيش في العالم لم يستطع أن يحمي الأقليات المسيحيّة الموجودة في العراق، وقد اضطرت هذه الاقليات إلى الهجرة بطريقة مأساوية، من هنا الخوف كبير على مسيحيي المشرق ككل، لأن ما يحصل اليوم هو حرب طائفية مذهبيّة مع مختلف الفرقاء، وهو أمر مخيف، أن تدخل كل الأحزاب والطوائف بحرب في ما بينها، من أجل أن تبقى إسرائيل دولة يهوديّة مرتاحة على وضعها، ولا أحد عند العرب يطالب بما يضرها.

لأنهم أقليّة
لماذا هذا الاستهداف الدائم للمسيحيين في الشرق الأوسط؟. يجيب سلهب "لأنهم أقليّة، واليوم أصبحوا ضعفاء، إن كان في الإدارة أو الحكم أو السياسة، والضعيف دائمًا مُستهدف أكثر من غيره، ولا نزال نسبيًا صامدين، إذا ما قارنا أنفسنا ببعض الدول العربيّة، لا يزال مسيحيو لبنان يتمتعون بمراكز في الإدارة والقرار السياسي، ولا نزال نتعاطى في أمورنا السياسيّة، بينما في دول أخرى الأقلية المسيحيّة لا تتعاطى بأي شأن سياسي، ولا يُنتخبون، بل يتم تعيينهم، وهذا يعني أن لا حقوق مدنية لهم مكتسبة بالحد الأدنى، لذلك نشهد أن الأقليات المسيحيّة في المشرق العربي هي التي تدفع الثمن في البدء".

دعم غربي
وفي ظل غياب أي دعم غربي لمسيحيي المشرق، يرى سلهب أن دول الغرب لا تهمّها سوى مصالحها الآنية، من هنا لا يمكن الاتكال على الغرب، والقول إنه سيحمينا كمسيحيين، إذا استطعنا وضع أنفسنا في موقع تكون للغرب مصلحة فيه، عندها يهتم الغرب بنا، وحتى الآن لم نضع أنفسنا في موقع يكون الغرب بحاجة إلينا اقتصاديًا، ولهم مصالح عندنا".

مستضعف
هل يبقى المسيحي مستضعفًا في الشرق؟، يرى سلهب أن الأمر يعود إلى كيفية تصرّف المسيحيين في لبنان خصوصًا، إذا عرفنا تثبيت موقعنا في البلد، من الممكن أن يكون لبنان مرآة لسائر الدول، من خلال أخذ لبنان نموذجًا كي يعود مسيحيو المشرق إلى مواقعهم ونفوذهم.
&