يزور رئيس جنوب السودان سيلفا كير مصر، لمدة يومين، وفي مستهل زيارته، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية بالعاصمة القاهرة، وبحثا تعزيز العلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقال رئيس جنوب السودان، إن مصر ليست وطنًا لنا، ولكنها وطن منذ زمن حتى قبل استقلالنا".

استقبل الرئيس المصري&عبد الفتاح السيسي نظيره رئيس جنوب السودان، سيلفا كير مَيارديت، في قصر الاتحادية بالعاصمة القاهرة، في زيارة رسمية للبلاد تستغرق يومين، لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك فضلا عن مناقشة مستجدات اتفاق السلام الموقع بين أطراف النزاع في جنوب السودان.&

وبحث&الرئيسان السيسي وسيلفا كير، الأوضاع في منطقة حوض النيل، والنزاع المسلح في دولة جنوب السودان، والمفاوضات القائمة حول سد النهضة الإثيوبي.

وعقد الرئيسان مؤتمرًا صحافيًا عقب اللاجتماع، وأكد السيسي على عمق العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر حريصة على تقوية العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، وحرص مصر على استقرار ودعم جنوب السودان.

وأضاف أن "روابط الأخوة بين شعبين جمعتهما على مر العصور علاقات أزلية ومصالح مشتركة وتاريخ وحضارة وامتداد بشري متصـل"، مؤكدًا أن مصر تحرص "دائمًا على تقويته وتعزيزه على جميع المستويات من خلال أطر التعاون القائمة بين البلدين".

وأكد السيسي أن "مصر تحرص كل الحرص على دعم استقرار وأمن شعب جنوب السودان، وتعزيز العلاقات بين البلدين على الأصعدة كافة، تأسيسًا على ما يجمع بينهما من مصالح مشتركة متشعبة، وذلك بهدف ترسيخ أواصر التعاون والتنسيق على المستويين الرسمي والشعبي، بما يتفق مع آمال وتطلعات شعبينا، وما يربطهما من مشاعر الأخوة والمودة والرغبة الحقيقية في التعاون المشترك لتحقيق التقدم والرخاء للبلدين الشقيقين".

&ولفت إلى أن العلاقات بين مصر وجنوب السودان تشهد حاليًا ازدهارًا غير مسبوق&في مختلف أوجه التعاون، دون إغفال أن مصر كانت من أوائل الداعمين لشعب وحكومة دولة جنوب السودان الوليدة". وتابع: "وستظل دائمًا الشقيق الحريص على دعم أبناء الجنوب، كما سيستمر نهر النيل كرمز تاريخي للعلاقات والصلات بين شعبينا الشقيقين".

وقال: لقد عكست مباحثاتنا اليوم عزم البلدين على المضي قدمًا بمستوى العلاقات الثنائية ودفعها إلى آفاق أرحب، وصولًا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يمكننا من تحقيق الاستغلال الأمثل لفرص التعاون الاقتصادي والاستثماري المتاحة بين البلدين، كما شهدت مداولاتنا تبادل وجهات النظر والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وأشار السيسي إلى أن "جنوب السودان تشهد زخمًا واسعًا إثر دخول اتفاق السلام المُنشَط حيز النفاذ، وهو الاتفاق الذي فتح المجال أمام إعادة الاستقرار بالبلاد، وتمكين عجلة التنمية من الانطلاق نحو تحقيق رخاء شعب جنوب السودان".

&وأعلن السيسي أن "مصر ستظل دائمًا السند والنصير لجهودكم في بناء السلام وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار والتنمية، وأننا ملتزمون بتقديم جميع أشكال الدعم السياسي والفني وصولًا إلى التنفيذ الكامل لاتفاق السلام المُنشَط، إلى جانب تعزيز التعاون المشترك في قطاعات التعليم والصحة والزراعة والري من خلال الآليات القائمة في هذا الصدد، مما يساهم في تعزيز التنمية المستدامة لشعبي البلدين، كما أننا ندعو المجتمع الدولي للوفاء بتعهداته والتزاماته تجاه دولة جنوب السودان في مسيرتها نحو مستقبل أفضل".

ودعا كير، نظيره &السيسي لزيارة جنوب السودان والعاصمة جوبا في شهر مايو المقبل، لكي يشهد تشكيل الوحدة الحكومية.

وأضاف كير خلال المؤتمر الصحافي بقصر الاتحادية، أنه يشكر الرئيس السيسي على كل الجهود التي بذلتها مصر قبل استقلال جنوب السودان، مشيرا إلى أن مصر دائما معنا في السراء والضراء.

وقال: مصر كبلد ليست فقط وطنا لنا ولكنها وطن منذ زمن حتى قبل استقلالنا"، مشيرا إلى أن جنوب السودان سيستمر في تعزيز العلاقات مع مصر وتعليم طلابه بها.

ومنذ استقلال جنوب السودان في 9 يوليو 2011، تتمتع العلاقات مع مصر بالقوة والمتانة، وقال الخبير في الشؤون الأفريقية، السفير محمد منصور، إن جنوب السودان تمثل أهمية خاصة لمصر، مشيرًا إلى أنها جزء من العمق والأمن القومي المصري.

وأضاف لـ"إيلاف" أن القاهرة حريصة منذ استقلال جنوب السودان على دعم استقرار وتعزيز التعاون معه، وبذلت جهودًا كبيرة&في سبيل احتواء النزاع المسلح الذي شهدته البلاد عقب الاستقلال، لافتًا إلى أن وزير الخارجية سامح شكري، شارك مؤخرًا في لقاء عقد في مدينة جوبا، بحضور سيلفا كير رئيس جنوب السودان، ويوري موسيفيني رئيس أوغندا، بشأن التزام الدول الضامنة لاتفاق أروشا لتحقيق السلام والاستقرار والرخاء لشعب جنوب السودان لدعم الاستقرار السياسي بإيجاد وتوضيح رؤية مصر تقوم على ضرورة تسوية الأزمة من خلال المفاوضات، في إطار الحفاظ على السيادة والتكامل الإقليمي والأمن لدولة جنوب السودان.

وأفاد بأن الرئيس سيلفا كير يحرص على التشاور مع نظيره السيسي بشأن مختلف الأزمات والملفات المشتركة، وشهدت السنوات الماضية أكثر من 3 لقاءات بين الرئيسين، تركزت على تحقيق السلام في جنوب السودان، والبدء في عملية التنمية الاقتصادية.

ووفقًا لتاريخ الزيارات واللقاءات المتبادلة، ففي 23 سبتمبر 2014، استقبل السيسي بنيويورك، سيلفا كير ميارديت على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ثمّن سيلفا كير دور مصر سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا، مشيدًا بالدعم المصري لبلاده في مختلف المجالات.

وفي 22 نوفمبر 2014، زار كير مصر على رأس وفد رفيع المستوى يضم مجموعة من الوزراء، واستقبله السيسي بمقر الرئاسة، وعقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين. وأكد السيسي&استمرار مصر في تقديم مساعداتها إلى أشقائها في جنوب السودان.

&وقال سيلفا كير إن هذه الزيارة بمثابة رسالة قوية تعكس عمق العلاقات بينهما، مضيفًا أنه حرص على اصطحاب وفد موسع من مختلف الوزارات للتباحث مع نظرائهم المصريين لتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، ودفع التعاون بينهما قدماً من خلال توقيع اتفاقيات جديدة.

وفي &10 يناير 2017، زار كير القاهرة وقد اجتماع&مع السيسي، وتناول اللقاء عملية السلام في جنوب السودان وأهمية الالتزام باتفاق التسوية السلمية الموقع في أغسطس 2015، باعتباره الآلية الأساسية لاستعادة السلم والاستقرار والرخاء لمواطني جنوب السودان، كما تناولت سبل تضافر كل القوى لتقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية برئاسة سلفا كير لتحقيق هذا الهدف المهم.

شهر سبتمبر الماضي، التقى الرئيسان بالعاصمة الصينية بكين، على هامش منتدى التعاون الصين - إفريقيا (فوكاك)، واستعرض اللقاء أوجه التعاون الثنائي بين البلدين حيث أكد السيسي أن مصر ستواصل مساندة جهود التنمية في جنوب السودان، وتعزيز أطر التعاون الثنائي وتقديم المساعدات والدعم الفني لجنوب السودان، بما يسهم في تلبية تطلعات شعبها نحو مستقبل أفضل.