إيلاف من لندن: بعد يومين من تجدد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة بمحافظة البصرة العراقية الجنوبية فقد حل بها بصورة مفاجئة اليوم عبد المهدي في محاولة لحل ازماتها الخدمية والانسانية بينما اعتبرت عشائرها الزيارة بأنها استعراضية ودعائية.

وفور وصوله الى البصرة فقد تفقد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي مشروع المستشفى التركي (400) سرير والمتلكئة اعماله واطلع ميدانيا على اقسامها والتقى المهندسين المقيمين على المشروع ووجه بضرورة المتابعة اليومية ووضع الحلول الفورية وتجاوز الروتين ، وتسهيل الاجراءات الكفيلة بانجاز المستشفى والطرق المؤدية اليه.

وكان مجلس الوزراء قد اقر في جلسته الاخيرة الثلاثاء الماضي بشأن مشروع إنشاء المستشفيات العامة سعة 400 سرير في محافظة البصرة وذي قار وميسان وكربلاء وبابل والنجف الاشرف بالاسراع في انجازه&من قبل الشركتين المنفذتين التركية والالمانية، كما قال المكتب الاعلامي لعبد المهدي في بيان تابعته "إيلاف".

كما تفقد عبدالمهدي عددا من المشاريع الخدمية واطلع على سير العمل ونسب الانجاز وشملت اولى جولاته مشاريع الماء والمجاري ووجه بمضاعفة الجهود لانجازها بأقرب وقت ممكن كما التقى عددا من المواطنين من اهالي المنطقة.

عبد المهدي: معظم المشاريع الكبيرة متلكئة

وأكد عبد المهدي ان معظم المشاريع الكبيرة في العراق متلكئة لأسباب كثيرة لم يوضحها. وشدد على "ضرورة التصدي للفقر والتخلف ومحاربته كما حاربنا عصابات داعش".. وبين أن "العراق سيكون بخير اذا تمكنا من تحريك نصف المشاريع المتلكئة".

&

عبد المهدي يتفقد مشاريهع متلكئة في البصرة اليوم

&

وتوجه عبد المهدي الى مواقع الشركات النفطية في منطقة الرميلة غرب&البصرة والتي عادة ما يحاصرها المحتجون العاطلون مطالبين بفرص عمل فيها. وكان عبد المهدي قد وصل الى محافظة البصرة في وقت سابق اليوم في زيارة مفاجئة للاطلاع على مشاكلها ومحاولة الوصول الى حلول لازماتها الخدمية والانسانية والادارية.

العشائر: زيارة دعائية واستعراضية

وقد قامت الشرطة بحماية اعضاء الحكومة المحلية في البصرة وعملت على تأمينهم من المحتجين الغاضبين لدى توجههم الى مبنى المحافظة للاجتماع مع عبد المهدي.&

ومن جهته، وصف مجلس عشائر محافظة البصرة اليوم زيارة عبدالمهدي الى المحافظة بالاعلامية والاستعراضية. وقال رئيس المجلس الشيخ رائد الفريجي إن "زيارة عبدالمهدي الى البصرة الهدف منها اعلامي واستعراضي فهو يستطيع اثناء تواجده في العاصمة بغداد وبقرارات حكومية حل ازمات المحافظة التي يتظاهر من أجل ذلك مواطنوها منذ أشهر.

وأشار الفريجي في تصريح لوكالة "شفق نيوز" العراقية إلى أن "وفدا رفيع المستوى من اهالي البصرة من حكوميين ونواب وعشائر ومواطنين التقوا عبدالمهدي في بغداد قبل شهرين فوعدهم بحل أزمات المحافظة وتلبية مطالب المتظاهرين لكن هذه الوعود لم يطبق منها أي شيء على أرض الواقع".

وجاءت زيارة عبد المهدي الى البصرة بعد يومين من تجدد تظاهرات الاحتجاج الشعبية الغاضبة فيها واحراق مقر للشرطة مطالبة بمكافحة الفساد وتوفير فرص عمل للعاطلين وتحسين الخدمات العامة حيث انطلقت دعوات لاعتبار المحافظة منكوبة وادارتها من قبل عبد المهدي وإقرار خطة إنقاذ خدمية ميدانية لها فيما وجه ناشطون نداء استغاثة الى ترمب.

وحذرت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان من خطورة تداعيات تصاعد موجة التظاهرات المطالبة بالخدمات نتيجة مواجهتها "بإهمال متعمد وعجز حكومي إتحادي و محلي واضح لمعالجة معاناة مواطنيها".&

وشددت على ضرورة إعتماد الجدية والسرعة في إنجاز واستكمال المشاريع الخدمية المرتبطة بتحسين الواقع المعيشي بإعتباره حقا أساسيا مكفولا دستوريا ودوليا لمواطني المحافظة التي يقطنها حوالي ثلاثة ملايين نسمة.&

وطالبت المفوضية عبد المهدي "باعلان محافظة البصرة مدينة منكوبة خدميا وإدارتها من قبله من موقع أدنى وإقرار خطة إنقاذ خدمية ميدانية للمحافظة لا تتجاوز الستين يوما، ثم يجري أثرها تقييم كفاءة ومهنية وزراء الخدمات ومدراء الادارات الخدمية في المحافظة وبما يسهم في حشد جهد الدولة الوطني وتوفير الخدمات والحياة الكريمة للمواطن العراقي".

وتشهد محافظة البصرة تظاهرات منذ الصيف الماضي للمطالبة بحل حكومتها المحلية وإقالة المحافظ وتقديمه للقضاء واختيار محافظ مستقل وتقديم المحافظين والمسؤولين السابقين في المحافظة الى القضاء إضافة الى طرد العمالة الاجنبية غير الماهرة واستبدالها بالعراقية، فضلا عن حل مشكلة المياه ومحاسبة الفاسدين ونزع السلاح وحصره بيد الدولة والاسراع بتنفيذ وعد الحكومة السابقة بمنح البصرة 10 ألف درجة وظيفية.

وكانت المحافظة قد شهدت في&يوليو الماضي احتجاجات غاضبة واسعة، أحرق خلالها المتظاهرون مبنى الحكومة المحلية ومقار عدد من الاحزاب إضافة الى مبنى القنصلية الإيرانية.

وقد تجددت احتجاجات البصرة خلال الاسابيع الاخيرة للضغط على الحكومة الجديدة التي يقودها عبدالمهدي من اجل العمل على تحسين الظروف المعيشية وإيجاد فرص عمل للعاطلين وتوفير الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب، حيث تشهد التظاهرات أعمال عنف بين الحين والآخر بين المحتجين والقوات الأمنية أسفرت منذ الصيف الماضي عن مقتل 9 محتجين واصابة العشرات واعتقال اكثر من مائة منهم اطلق سراح معظمهم فيما بعد.