يبدو أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا ينوي تقديم أي تنازلات جديدة في مسألة تسهيل تشكيل الحكومة، بعدما اتهم في السابق بأنه كان يقدم الكثير من التضحيات والتنازلات من أجل مصلحة لبنان.

إيلاف من بيروت: ذكرت مصادر مواكبة لعملية التأليف أن "البحث جرى خلال لقاءات باريس في أفكار قديمة سبق لرئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري أن حدّد موقفه منها، وليست هناك أفكار جديدة من شأنها إعادة خلط الأوراق من جديد، فيما أكدت مصادر رئيس الحكومة المكلف أن أي حديث عن تنازلات هو أمر ليس في خانته، وليس لدى رئيس الحكومة المكلف ما يمكن أن يتنازل عنه بعد مسلسل التضحيات التي سبق وقدمها".

العقدة السنية
تكاد تكون "العقدة السنيّة" الوحيدة التي واجهت رئيس الحكومة المكلّف على المستوى الشخصي. لكنّه بكلّ بساطة، تجاهلها، ولو كان البعض يراهن على أنّه سيضطر في نهاية المطاف للتعامل معها.

حل العقد
لا ينكر أحد أن الحريري نشط على خط حل العديد من العقد، وقاد "مفاوضات" غير سهلة، ولا يزال، لتقريب وجهات النظر، ورفض الكثير من العروض، التي قُدمت إليه، للذهاب إلى حكومة أكثرية، ترغيبًا تارة وترهيبًا طورًا، من خلال التلويح بدفعه إلى الاعتذار، أو عبر تقييده بمهل، لم ينصّ عليها الدستور، لكن لا يذكر أحد أنه حل أي عقدة بتنازل "شخصي" قدّمه إلى أحد من الحلفاء أو الخصوم.

ما يكفي
وتؤكد عضو مجلس النواب اللبناني عن تيار المستقبل رولا الطبش في حديثها لـ"إيلاف" أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري قدم ما يكفي من التنازلات لتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة، وأنه ليس مستعدًا "لدفع الفاتورة مرتين"، مشدّدة على أن الأوضاع الاقتصادية تشهد تدهورًا كبيرًا يستدعي وجود حكومة لمعالجتها.

تشير الطبش إلى أنهم كفريق تيار المستقبل "لن نسمح بتنازلات أكثر مما تم تقديمه، ولن نسمح بكسر سعد الحريري، ولا بكسر الطائفة السُنّية أو بإثارة النعرات الطائفية، ويجب أن يتوقف الحديث عن سُنّي وشيعي، ومسلم ومسيحي، لأن لبنان بحاجة إلى الاستنهاض من جديد، وبحاجة إلى العمل والتطور.

مصلحة لبنان
أما النائب السابق نضال طعمة فيؤكد لـ"إيلاف" أن "ما قام به سعد الحريري من تنازلات في السابق كان من أجل مصلحة لبنان، وكان يجب أن تقابله تنازلات أخرى من الفريق الآخر، وكلنا نعرف أن هناك من يتهم الحريري بتقديم الكثير من التنازلات، لكن في المقابل يجب أن يعي الفريق الآخر أهمية تلك التنازلات، ويبادر أيضًا إلى مد اليد إلى الحريري".

الحريري، بحسب النائب السابق خالد زهرمان، يحاول تحصين لبنان، كي لا نذهب نحو الإنهيار، خصوصًا أننا نعيش ضمن منطقة مشتعلة، وشئنا أم أبينا يتأثر لبنان بما يجري في المنطقة، وحتى الآن لا مؤشرات إلى حلول في المنطقة. ومن هنا ضرورة تحصين الساحة اللبنانية ريثما تتبلور الحلول في المنطقة.
&