انقسمت آراء النواب الكويتيين عقب قرار مجلس الأمة الذي قضى بخلو مقعدي النائبين، وليد الطبطبائي، وجمعان الحربش، وذلك بعدما أبطلت المحكمة الدستورية عضويتهما.

وأعلن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ان "المجلس اتخذ قرارا في جلسته العادية اليوم الأربعاء، بخلو مقعدي النائبين الدكتور وليد الطبطبائي والدكتور جمعان الحربش، وقال، "بناء على المادة (50) من قانون الانتخاب والمادة (18) من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة يعلن المجلس خلو مقعدي النائبين الدكتور وليد الطبطبائي والدكتور جمعان الحربش وهذا قرار من المجلس"

واعترض ثمانية عشر نائبا من اصل ثمانية وخمسين على الإجراءات التي اتبعها مجلس الامة بحق الطبطبائي والحربش، غير ان هذه الاعتراضات لم تقدم ولم تؤخر في اعلان خلو مقعدي النائبين، اللذين يقيمان حاليا على الأراضي التركية.

تهنئة الشعب الكويتي

وفي تعليقه على القرار، هنأ النائب أحمد الفضل، الشعب الكويتي، معتبرا أن "هذا يوم لانتصار الدستور"، وقالت النائبة صفاء الهاشم أن ما حصل اليوم في جلسة مجلس الأمة والإجراء الذي اتخذه الرئيس صحيح 100 %.

قرار دستوري

وعلى ذات المنوال سار النائب خليل أبل الذي أكد، "اننا وقفنا مع إجراءات خلو مقعدي الحربش والطبطبائي لأنها دستورية وصحيحة"، وأشاد صلاح خورشيد من جهته بجهود رئيس مجلس الامة، مرزوق الغانم، مؤكدا "أن هذا الدور ليس بجديد عليه".

وفي السياق ذاته، قال النائب يوسف الفضالة "إنه منذ البداية وأنا أنادي بخلو المقعدين دون أي تصويت، وهذا ما أكده حكم المحكمة الدستورية"، أما نائب رئيس مجلس الأمة عيسى الكندري، فقال، "احتراماً لجميع الآراء رئيس مجلس الأمة قام بالإجراء السليم".

تجاوز الدستور

وبموازاة ترحيب المؤيدين بقرار رئيس المجلس، انتقد عدد من النواب المعترضين خطوة الغانم، فاعتبر ثامر السويط "ان ما قام به رئيس مجلس الامة تجاوز على الدستور وأحكامه، وانتهاك صارخ لمبادئه، وتنازل عن سلطة الأمة، ومحاولة منه لجعل الدستور مجرد ورق"، ومن جهته اتهم زميله عبد الله الرومي، مجلس الامة بمخالفة الدستور في التصويت على عضويتي النائبين بعد حكم محكمة التمييز، التي على الجميع احترام أحكامها"، مشيراً "إلى أن القضية المدان فيها الطبطبائي والحربش سياسية بحتة، لكن علينا احترام الدستور والقبول بحكمه".

هيبة مجلس الامة

وأشار النائب عادل الدمخي "الى أن اعتراضنا كان على أن هذا الأمر لم يكن مدرجاً على جدول أعمال الجلسة، ولدينا ملاحظات ونقاط نظام لم تؤخذ في&الاعتبار، ولم يُسمع رأينا"، موضحاً أنه "لا يجوز لرئيس المجلس عدم الأخذ بتلك النقاط، ولن نقبل التجاوز على النواب، فالقضية ليست في الأشخاص بل في الحفاظ على هيبة المجلس".

هجوم عنيف على الغانم

وشن النائبان محمد هايف ونايف المرداس هجوما عنيفا على الغانم، فالأول اتهم رئيس مجلس الامة بالتعسف في عدم إعطاء الفرصة لأخذ رأي المجلس ليبرر إسقاط العضوية وأضاف، " السقوط إلى الأعلى هو إسقاط عضوية الزميلين الفاضلين العزيزين حيث لم تتلطخ أيديهما بالمال العام وكانت مساهماتهما كبيرة ضد الفساد ونصرة المظلوم والوقوف مع قضايا الأمة، وإقصاؤهما دليل تأثيرهما، فإن سقطت العضوية فقد فازا عند الأمة، شكرا وليد الطبطبائي وجمعان الحربش"، بينما قال المرداس، "ان الجميع فوجئوا بما حدث في قاعة عبدالله السالم، محملاً الرئيس والنواب مسؤولية الدفاع عن المؤسسة التشريعية، وخاصة أن هناك آراء دستورية أثبتت صحة عدم التصويت على إسقاط العضوية"، مضيفا، "أن ما حدث تجاوز للائحة الداخلية للمجلس، وخصوصاً أن هناك ثلاثة طلبات وقعها الزملاء بهذا الشأن، إلا أنه للأسف تم شطب عضويتَي النائبين بهذه الطريقة.

المعنيان

النائبان الخارجان من مجلس الامة أدليا بدلوهما أيضا، فلفت الطبطبائي، " الى انه سبق للمجلس وان صوت في 30 أكتوبر على رفض إسقاط عضويتي&والنائب الحربش، ولذلك لا يحق للرئيس إعادة التصويت مرة أخرى.. أما حكم الدستورية لا ينطبق على الأعمال البرلمانية الصادرة قبل إلغاء المادة 16 من اللائحة"، اما الحربش فقال، "أمر الله كله خير، دخلت للإصلاح، &وقاطعت للإصلاح، وشاركت لرفع الظلم عن الأسر التي شرّدوها ولم اتفرج عليها كما فعل غيري .هم لم يتغلبوا الآن لانهم أذكى وانما لأن موازين القوى المادية كلها معهم. شكرا لله الذي لم يجعل خسارتي في ديني. شكرا لأبناء الكويت الذين لم يخذلوني ،والله أعلى وأجل".