ما هي أهم أسباب زيارة وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي إلى لبنان، وما هي أهم الملفات التي يحملها إلى القيادات اللبنانية؟.

إيلاف من بيروت: بدأ مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي زيارته الرسمية إلى لبنان، بلقاءات عقدها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل، من ضمن زيارته الاستطلاعية.&

تم خلال هذه اللقاءات التركيز على تطبيق القوانين، مؤكدًا حرص الولايات المتحدة الأميركية على التعاون مع المؤسسات المالية والمصرفية للدولة اللبنانية والمصارف لمكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال.

حسب المعلومات الرسمية، فإن عون أبلغ أن "لبنان يشارك بفعالية في الجهود الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال،&
وأن القوانين اللبنانية تعاقب مرتكبي أي نشاطات مماثلة جزائيًا وماليًا، ويتم تطبيق هذه القوانين بحزم ودقة، وذلك بشهادة المؤسسات المالية الدولية".

تبقى مهمة الموفد الأميركي استثنائية، وقد أدرجت رسميًا كما أرادت الإدارة الأميركية عند وضعها برنامج عمله تحت عنوان "الشراكة اللبنانية ـ الأميركية في مجالات مكافحة تمويل الإرهاب"، خصوصًا أنّ مهمة الموفد الأميركي هي مراقبة تنفيذ العقوبات التي تستهدف إيران و"حزب الله" تحديدًا، والمؤسسات الإيرانية الموضوعة تحت العقوبات المفروضة، ومعهما "داعش" والمنظمات الإرهابية والتثبّت من تطبيقها.

ويبقى أنّ لبنان شريك أساسي في هذه المهمة، وملتزم تطبيق كل القرارات والقوانين التي ترعى حركة الأموال غير الشرعية في العالم، وخصوصًا عبر المصارف الأميركية الوسيطة بين مختلف القطاعات المصرفية في العالم.&

لذلك، يتركّز النقاش مع القيادات اللبنانية على طريقة تنفيذ هذه القرارات، خصوصًا تلك التي تعني القطاع المصرفي في لبنان على قاعدة الشراكة الوثيقة التي تقيمها الحكومة الأميركية مع المصرف المركزي والمؤسسات المالية اللبنانية.

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك موضوعات عدة تتعلق أساسًا بالوضع السوري في المنطقة ووضع اللاجئين السوريين في لبنان، وبالمسألة المتعلقة بحزب الله والعقوبات التي تزداد على الحزب بشكل واضح، والطرف اللبناني بحاجة إلى أن يتباحث مع الأميركيين ليرى ما مدى توجّه&الجهات الأميركية، والتخفيف من الأعباء في المنطقة، ووضع اللجوء، وكذلك كما ذكرنا العقوبات الأميركية على حزب الله.

إسرائيل
هل تبقى تلك الزيارات الأميركية ضمانة للبنان لاستخراج نفطه من دون أي مواجهة مع إسرائيل؟.

يؤكد علوش أن معرفة ما تحاول إسرائيل من خلال اختلاقها للإشكال مع لبنان تبقى&سؤالًا قد يكون مرتبطًا بإجبار اللبنانيين على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، والمشكلة الأساسية تبقى أن لبنان لا يستطيع بمقاومته أو قواته الخاصة أن يقوم بمواجهة في هذا الخصوص، من هنا على لبنان أن يتجّه إلى الأمم المتحدة، كي يحقق مسألة الحدود الدولية، وتبقى حقوقًا مضمونة دوليًا، وعلى لبنان أن يشتغل على هذا الأساس.

سلاح حزب الله
هل يبقى موضوع سلاح حزب الله أمرًا ملحًّا إلى درجة إرسال مبعوثين دوليين أميركيين إلى لبنان؟. يلفت علوش إلى أنه بالنسبة إلى الأميركيين، ليس السلاح فقط ما يهمّهم، بل حزب الله كمؤسسة تابعة لإيران، وتثير القلق في المنطقة ككل، إضافة إلى أن سلاح حزب الله يبقى مشكلة داخلية وإقليمية. أما عمليًا فلا توجد سيادة في لبنان إلا مع السلاح الشرعي، فالمشكلة تبقى محلية لبنانية، ألقت بظلالها الأمنية والسياسية على الوضع اللبناني برمته بشكل سلبي جدًا على مدى السنوات الماضية، إضافة إلى الوضع الإقليمي، حيث أصبح حزب الله قوة إقليمية مقلقة ومؤثرة بشعوب المنطقة، مما تسببب بدمار كامل خلال السنوات الماضية.

الإتفاقية الروسية
وردًا على السؤال هل موضوع روسيا اليوم التي تسعى إلى اتفاقية عسكرية متكاملة مع لبنان، قد يؤدي إلى سعي أميركا من جهتها من خلال مبعوثيها للبنان إلى تثبيت أقدامها في المنطقة في مواجهة روسيا؟. يؤكد علوش أن الأمر مرتبط بنوعية التفاهمات القائمة، ولبنان تاريخيًا لديه علاقة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية، تتمثل أولًا في مساعدات مباشرة تقدمها أميركا إلى لبنان، وتبقى أساسية بالنسبة إلى الجيش اللبناني، إضافة إلى تدريب الكوادر والضباط، وتاريخيًا التدريب وعملية القتال أكثرها في الجيش اللبناني مبنية على العقيدة الغربية، خصوصًا الأميركية، لذلك لا نعلم مدى أهمية الاتفاقية العسكرية الروسية بين لبنان وروسيا، ولكن من المرجح أن يستمر الأميركيون في القول إنهم يسعون دائمًا إلى دعم لبنان.
&