لندن: كان بوذا هو القائل ان ألد اعدائك لا يستطيعون إيذاءك بقدر ما تستطيع أفكارك إذا لم تراقبها. والآن يبدو أن العلم أثبت أنه كان مصيباً في قوله بعدما أظهرت دراسة جديدة ان الأفكار السلبية يمكن أن تكون ضارة فيزيولوجيا في حين ان التفكير الإيجابي يهدئ ضربات القلب بل وحتى يقوي جهاز المناعة.&
&
وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ إيجاد الوقت لأفكار المرء الايجابية مع نفسه يمكن ان تمارس تأثيراً كبيراً على صحته، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف.&

وشملت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعتي اوكسفورد واكستر البريطانيتين 135 شخصاً سليم الجسم جرى تقسيمهم الى خمس مجموعات أُسمعت تعليمات صوتية مختلفة.&

وأخذ فريق الباحثين قياسات لضربات القلب ورد الفعل التعرقي وطُلب من المتطوعين المشاركين في البحث أن يسجلوا مشاعرهم. ومن الأسئلة التي طُرحت عليهم مدى شعورهم بالأمان واحتمالات أن يكونوا رحماء مع أنفسهم ومدى شعورهم بالإرتباط مع آخرين.&
&
افراد المجموعتين الذين شجعتهم التعليمات على التعامل برفق مع أنفسهم لم يسجلوا الشعور بقدر أكبر من الرحمة الذاتية والارتباط بالآخر فحسب بل ابدوا ردود افعال جسدية تنسجم مع مشاعر الاسترخاء والأمان ايضاً، متبدية بهبوط معدل ضربات القلب.&

من جهة أخرى أدت التعليمات التي استحثت في المجموعات الأخرى صوتأ داخلياً نقدياً الى ارتفاع معدل ضربات القلب ودرجة أكبر من التعرق بما ينسجم مع الشعور بالخطر والكرب.&

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن رئيسة فريق الباحثين الدكتورة أنكه كارل من جامعة اكستر قولها "ان ابحاثاً سابقة وجدت ان الرحمة الذاتية ترتبط بمستويات أعلى من الشعور بالسعادة والصحة العقلية ولكننا لم نعرف السبب، ودراستنا تساعد في فهم الآلية المتمثلة في كيف ان التعامل برفق مع نفسك حين لا تكون الأمور على ما يرام، يمكن ان يكون مفيداً في العلاجات النفسية".&

وأضافت الدكتورة كارل اننا بغلق رد الفعل الناجم عن الشعور بالخطر نعزز جهاز مناعتنا ونمنح انفسنا أفضل فرصة لإستعادة عافيتنا معربة عن الأمل بأن تتمكن ابحاث لاحقة من استخدام طريقة فريقها لدراسة ذلك في اشخاص يعانون من مشاكل في الصحة العقلية مثل الكآبة المتكررة.&

تضمنت التعليمات التي تشجع الرفق مع النفس توجيه افراد اثنتين من المجموعات الخمس الى الهدوء والتفكير الذي يولد مشاعر حب وحنان موجهة نحو آخرين ونحو أنفسهم. واستمع افراد المجموعات الثلاث الأخرى الى تعليمات مصممة لإسماعهم صوتاً داخلياً نقدياً يستحث لديهم تفكيراً "ايجابياً" لكنه تفكير تنافسي ومتمحور على الارتقاء الذاتي.&

وفي حين أن افراد المجموعات الخمس تحدثوا عن درجة أعلى من الرفق مع النفس ودرجة أقل من النقد الذاتي فان افراد مجموعتي الرفق مع النفس وحدهم الذين كان رد فعلهم الجسدي ايجابياً.&

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.telegraph.co.uk/science/2019/02/07/think-no-evil-kind-thoughts-can-boost-immune-system-study-finds/
&&