نصر المجالي: وضعت أكاديمية بريطانية معروفة نفسها وسط عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة بعد كتابة تعبيرات عن "بريكست" التي تعارضها على جسدها العاري.

وأثار نشر الدكتورة فيكتوريا باتمان (Dr Victoria Bateman)، وهي أستاذة جامعية في جامعة كامبريدج البريطانية الشهيرة، يوم الأربعاء الماضي فيديو على (تويتر) يحمل تعليقات مكتوبة على جسدها عن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي العديد من المواقف بين الرفض والقبول.

وجاء نشر الدكتورة باتمان للفيديو الذي تم تصويره في الشهر الماضي، كرد فعل على تعليق رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك حين قال "هناك مكان خاص في الجحيم لأولئك الذين روجوا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون أن يكون لديهم حتى مخطط أولي لكيفية تنفيذه بأمان".

وقال الأستاذة الجامعية: "لقد أصبح الاتحاد الأوروبي كبش فداء للسياسيين في هذا البلد وهم لا يقومون بما يحتاجون القيام به لإحداث التغيير".

معارضة شديدة

يذكر أن الأكاديمية باتمان التي تدرّس الاقتصاد في جامعة كامبريدج البريطانية هي ليست الوحيدة التي تعارض "بريكست" بل أن أغلب الجامعات والأكاديميين البريطانيين يعارضونها بشدة.

وقال تقرير لـ(بي بي سي) لإن إقدام ناشطات نسويات على كتابات بعض الكلمات أو العبارات على أجسادهن وخلع ملابسهن من أجل لفت النظر إلى بعض القضايا أو الدفاع عن قضايا أخرى ليس بجديد. لكن ما قامت به أكاديمية بريطانية فاق ذلك وتحول إلى سابقة في هذا المجال.

وكانت الأكاديمية باتمان، وقفت أمام العشرات من الطلبة وزملائها من الأكاديميين والحضور تتحدث إليهم وهي عارية تماما تتحدث عن الآثار السلبية على مختلف مناحي الحياة في بريطانيا.

وقالت: "سندرك قريبا أننا نمتلك بالفعل القوة لجعل بريطانيا أفضل دون الاضطرار إلى مغادرة أوروبا، وعن طريق ترك الاتحاد الأوروبي، فإننا نجعل المشاكل أكثر سوءا".

وكان عنوان محاضرة الدكتورة باتمان "تعرية حقيقة بريكست" وكتبت ذلك على جسدها ووقفت عارية تتحدث على خشبة مسرح المدرج الاكاديمي وهي تصول وتجول على الخشبة لمدة تزيد على نصف ساعة. ومما قالته بايمان: "الحرية هي جوهر معارضتي للبريكست ونشاطي النسوي".

وأمضت الباحثة أغلب حياتها الأكاديمية وهي تبحث عن الوصفة المناسبة لتحقيق الازدهار الاقتصادي وترى أن أهم عامل لتحقيق ذلك هو وجود "مجتمع حر متسامح منفتح".

سخرية

وبمزيج من السخرية والفكاهة تحدثت الدكتورة عن ما واجهته من انتقادات وإدانات وعداء عبر الإنترنت بسبب ما أقدمت عليه وجاء ذلك حتى من اثنتين من زميلاتها الأكاديميات العاملات في نفس مجالها.

وقالت باتمان: "بعض النساء يعتقدن أن استخدام جسد المرأة كأداة للتعبير عن الاحتجاج فيه إساءة للنساء الأخريات، لكن الواقع غير ذلك تماما. جسد المرأة أصبح الآن محور أحد أهم معارك نضال المرأة حول حقها في تحديد النسل وحقوق العاملات في مجال صناعة الجنس أو اللباس بما فيه البرقع".

وتضيف: "حجب جسد المرأة لن يحل كل هذه المشاكل ولن تختفي من تلقاء نفسها، لا بل إننا نخفق في التصدي لهذه المشاكل لأننا ننظر إلى الجسد باعتباره مصدر إحراج ولا يجب الحديث عنه إلا بطريقة أخلاقية أو أكاديمية".

استخدام الجسد

ورداً على الأصوات التي اعترضت استخدامها لجسدها في نشر رسالته، ردت باتمان بالتساؤل: لماذا لا يستخدم الجسد العاري؟

وتصف الباحثة موقف المجتمع من جسد المرأة بالمنافق لأنه يستحسن جسدها في الإعلانات والأفلام واللوحات الفنية بينما يثور عندما تقرر المرأة وهي مالكة جسدها في الكشف عنه أو حجبه.

وتقول: "يبدو أن المجتمع يشعر بالسعادة لأنه قادر على مشاهدة النساء العاريات، لكن لا يقبل أن تتحدث امرأة عارية عن ذلك. الانتقادات والإساءات التي توجه لي لن تثنيني عن ما أقوم به بل، تجعلني أكثر إصراراً على فضح ومواجهة هذا النفاق".